حسين كاظم.. المتواضع في زمن لا يصحُّ معه التواضع

حبيب محمود

قرأناه أطفالاً ومراهقين في الصفحات الرياضية من جريدة “اليوم”. وتكرر اسمه بكثافة راكض يومي، ملاحق مستمرّ لأحداث الرياضة في المنطقة، تركيزاً على محيط مسقط رأسه القطيف.

وحين زاملناه عن كثب، منتصف تسعينيات القرن الفارط؛ وجدناه محرّكاً مؤثراً في القسم الرياضي الذي شغل فيه موقع “نائب رئيس القسم”، تحت إدارة الدكتور مبارك الدوسري، الشخصية الرياضية الإعلامية اللامعة التي منحت الكثير للإعلام الرياضي في المنطقة.

كان حسين كاظم ضمن فريق حيٍّ وصاخب بـ “خبطات” الرياضة، أتذكر منهم وليد الفرّاج، عبدالعزيز بخاري، عبدالرحمن البدين، خالد الحملي، السوري رضوان غضنفر، والبحريني أحمد إبراهيم.. ووسط هذا الحقل بُذرت موهبة عبدالله المغلوث، الدكتور وكيل وزارة الإعلام حالياً، وغيره من مواهب في الصحافة الرياضية.

ثم تبدّلت الأحوال؛ فغادر الدوسري “اليوم”، بُعيد تعيين محمد البكر رئيساً للقسم الرياضي بقرار رئيس التحرير وقتها؛ سلطان البازعي.

مغادرة الدوسري؛ فتحت باباً أمام مشروع رياضي إعلاميّ جديد في المنطقة الشرقية، فولدت صحيفة “الرياضي” التي أسّسها فيصل الشهيل ولفيف من الشركاء. وانتقل حسين كاظم ووليد الفراج إلى المشروع الجديد، ليشغلا منصبين مهمّين، ومعهما مبارك الخالدي.

“الرياضة” كانت صحيفة محترفين حقيقية، وفيها من المحتوى ما يُمتع ويتفاعل مع الوسط الرياضي والاجتماعي في المملكة، وليس في المنطقة الشرقية.

وبالتأكيد كان حسين كاظم أحد الفاعلين المؤثرين في خط إنتاجها اليومي. ربما أصيبت الصحيفة بانتكاسات مالية؛ انتهت بها إلى مآلات مؤسفة، قياساً بأدائها التحريري الحيوي. إلا أنها كانت صحيفة جديرة بالقراءة، بل وبالاقتناء، ومنذ عددها الأول؛ أثبت فريقها أنه ابن الشارع الرياضي السعودي بجدارة.

وقرأنا في “الرياضي” حسين كاظم الصحافي البارع في تحريره وفي كتابته.

ثمّ مرّت التحولات الكبيرة في الصحافة السعودية عموماً، وفي الإعلام الورقي بشكل خاص. وتتابعت الانهيارات المروّعة بعد دخول الإعلام الجديد، بكل تأثيراته وتغيراته التاريخية. وغابت صورة حسين كاظم الذي أعرفه.

راهناً؛ حين أقرأ حسين كاظم، أو أقابله في مكان ما؛ أستحضر ذلك الصحفي الذي يتواضع معنا، وهو أستاذ من أساتذتنا، ويتحدث مع الجيل الجديد بمودة ودعم وتشجيع. وآسَفُ على وجوده في وسط إعلامي لا يعرفه، ولا يقدّره حق قدره، بل ويظنُّ أنه واحد من اللاهثين وراء الحضور والظهور، في حين إنه صحافي حقيقي لا يمكنه التوقف عن الركض، أو يتكاسل عن المتابعة، أو يفتر في هواه..!

حسين كاظم واحد من الذين لا يمكنهم الاعتزال، ولا يريحهم الهدوء.. منذ عقود طويلة وهو على هذه الحالة الحية..

أدعو الله له بعافيةٍ ممزوجة بهوىً صاخب، وعشق لا يداري.

اقرأ أيضاً

حسين كاظم أفضل شخصية في ريادة الأعمال الإنسانية في الوطن العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com