هاشم العلوي.. طفل الخامسة.. يلعب بين “زُحل” و “أورانوس” عبقري صغير يحلم بأن يكون رائد فضاء يصاحب النجوم
القطيف: ليلى العوامي
شيد لنفسه مركبة فضاء وراح يتخيّل قيادتها بسعادة غامرة، بدا من فرض ثقته بنفسه وكأنه رائد فضاء، لديه القدرة الكافية على الحديث عن معلومات علمية كافية عن الأرض والمشتري وزحل وأورانس ونبتون، ويرى أن بلوتو ليس بكوكب، وإنما كويكب.
هذا المشهد ليس لشاب كبير، أو فتى يافع، وإنما لطفل لم يتجاوز بعد عامه الخامس، يدعى هاشم مرتضى العلوي.
هاشم لم يشأ أن يكون طفلاً عادياً، يتلقى الدروس في المدرسة، ثم يلعب قليلاً قبل أن يخلد للنوم مبكراً، وإنما أطلق العنان لخياله الخصب يفكر ويفكر في الكون من حوله، وكان تركيزه على المجموعة الشمسية دون سواها، باحثاً عن أسرارها وخباياها في مصادر المعرفة.
رغبة هاشم في أن يكون رائد فضاء، ليست وليدة اليوم، فقبل سنة ونصف فاجأ أبيه الذي كان يقود سيارته ذات يوم، وأشار إلى السماء، شارحاً له مواقع الكواكب وأماكنها وأشكالها وحجمها، وميز معظمها بالعين المجردة، لم يصدق الأب ما يصدر من الصغير، وضحك هاشم بكل ثقة، وطلب من أبيه أن يفتح أحد التطبيقات الإلكترونية، ليتأكد بنفسه من صحة قاله، وفعل الأب، وتأكد قبل أن يصرخ فرحاً بأن ابنه طفل غير عادي.
الرسم والكتابة
هاشم الذي يُكمل عام الخامس منتصف أبريل المقبل، يأمل أن يعتلي مركبة فضاء، ويرى ما لايراه الآخرون فيخبرهم عنه، ويضيف لمعلوماتهم معلومة جديدة من مشاهداته وبحثه. لعبته المفضله التركيبات الورقية (Puzzles) منذ أن كان صغيراً حتى كبر، فأصبح شغوفاً بلعبة التركيبات الشهيرة LEGO، ويحب الألعاب التي تحتاج إلى التفكير في تركيب الأشياء المختلفة .
هاشم هو الابن البكر لوالده الزميل مرتضى أحمد العلوي، وهو صحفي ومذيع تلفزيوني سابق، ومتخصص في التواصل المؤسسي، ووالدته أماني سعود العوامي مديرة أسطول في إحدى شركات التقنية في المنطقة.
المهارات والمعلومات
وعندما بلغ الصغير شهره الـ ١٨ من عمره، التحق بمدرسة خاصة، ويرى والده أن تعلمه منذ الصغر ساعده على اكتساب الكثير من المهارات والمعلومات والمعرفة. كانت طفولة هاشم مميزة، فوالداه وفرا له بيئة محفزة على التعلم والابداع، وحب البحث والاطلاع والتفكير والتساؤل الدائم، بدلاً من التلقين، وهو ما زاد من مدارك الصغير المعرفية.
لعبة التركيبات
ويحب هاشم لعبة التركيبات الذكية، ويصنعها بنفسه، كما يحب تكوين الشخصيات من خياله الواسع بحسب ما يراه مناسباً، وهو قادر على الإبداع، وفي المناسبات العائلية، يصمم ويرسم بطاقات التهنئة ويعبر فيها عن محبته ومشاعره للآخرين.
ويقول والده “ما يميز هاشم قوة شخصيته، بالإضافة لكونه شخصية اجتماعية مرحة، يحب أن يتلقى التشجيع من كل ممن حوله، وأن يكون محل تقدير الآخرين”، مضيفاً “لطالما لقى هاشم هذا الدعم والتشجيع من أجداده الأربعة، خاصة جده السيد سعود العوامي، الذي يتلقى منه عناية منقطعة النظير”. وقال “في برنامج العبقري الصغير، لم يكن هناك أحد أكثر تشجيعاً لهاشم للمشاركة في هذا البرنامج بقدر جده والدي السيد أحمد العلوي”.
ويضيف الأب “نحن نعمل على تشكيل بيئة مناسبة، يكون فيها هاشم قادراً على التعلم وتكوين مهارات مناسبة مع شخصيته”. وقال “فنحن نؤمن بأهمية البيئة القادرة في تشكيل المعلومات وخلق حالة من الإبداع أكثر من حشو المعلومات في ذهن الطفل”
وتابع “كان برنامج “العبقري الصغير” فرصة حقيقية لإبراز ما يكتنزه هاشم من قدرات خاصة، وبسبب فكرته المميزة وهدفه السامي، فلم نتردد في مشاركة الصغير في البرنامج في منتصف ديسمبر الماضي”. ويكمل “كان هاشم متمحساً جداً ومتفاعلاً مع فريق العمل ومتصالحآً مع الواقع أثناء التصوير”.
وتقول الأم “عندما كان عمره 20 شهراً، حفظ عواصم الدول العربية والآسيوية والأوربية، وكان مميزاً في هذا المجال، وهو في كل مرحلة من حياته يكون لديه شغف معين ومختلف”.
جائحة كورونا
وكان لجائحة كورونا والحجر المنزلي تأثير كبير لتعزيز شغفه وحبه للفضاء والكواكب من خلال مطالعة المشاهد المرئية وسماع المعلومات باللغتين العربية والإنجليزية. وتقول والدته “لسنا ممن يرفض استخدام التقنية، بل استثمارها وتوجيهها لتكون مصدراً حقيقياً للمعرفة والتعلم الحديث والممتع”
أسئلة كثيرة
“ويحب هاشم أن يكون مميزاً، بامتلاك معلومات لا يعرفها الآخرون حوله، فيسأل عن أشياء كثيرة، ووصل به الأمر إلى السؤال عن مكونات الأكل الذي يُقدم له، حتى بات لا يحب الحلويات، لأنه يرى أنها غير صحية بسبب مكوناتها” بحسب والدته.
علاقته بأخيه
ويشعر هاشم بمعزة خاصة جداً تجاه أخيه ماجد، الذي يصغره بسنتين ونصف السنة، وعلاقتهما مميزة، يهتمان ببعضهما البعض بحب كبير، ويتشاركان كل تفاصيل يومياتهم، حتى أنهما في ذات المدرسة، كما يتشاركان حب المعرفة. وتأثر ماجد بأخيه هاشم وأحب عالم الفضاء، وبات يعرف معظم الكواكب.
معلومات جديدة
ويقول والده “هاشم فاجأني بمعلومات أنا لم أكن أعرفها من قبل، هذه المعلومات عرفها من إطلاعه الشخصي. وواحدة من تلك المعلومات أخبرني بها مؤخراً بأن الإنسان يستطيع العيش في كوكب المشتري، لوجود الأكسجين هناك، لكنه لا يستطيع الوقوف عليه بسبب الغازات”.ويضيف “هو يتمنى أن يرى الكواكب الأخرى، ويشاهد البعد الأخر للكون، وهو من أخبرنا لماذا “بلوتو” ليس بكوكب، وقال لأنه عالق في حزام كيبر، مليء بالصخور بعد أن خرج من مساره”.
وعن أمنياتها لابنها، تقول أماني “لا أتمنى أن يكون هاشم شيئاً معيناً حين يكبر، جُلَّ ما أتمناه أن يكون راضياً، سعيداً وفي أتم الصحة والعافية”.