“تكفى نخيتك”.. بلاغ يقطع 1738 كيلو متر لإنقاذ كلب من وحشية إنسان فريق الإنقاذ وصل بعد فوات الأوان

الدمام: ناصر بن حسين: 

1738 كيلو متر هي المسافة التي قطعها بلاغ قدمها شابان، لتتنقل ما بين 3 مدن سعودية، هي جدة ثم الدمام ثم الرياض، وانتهى بجمعيّة أهليّة، من أجل انقاذ “كلب” تعرّض لوحشيّة نفذها مجهولون، لاذوا بالفرار بعد الانتهاء من فعلتهم.

بدأ سيناريو القصّة التي وقعت يوم السبت الماضي، حينما حمل “دايركت” حساب الشاب فرحان سهيل في مسقط رأسه بمدينة الدمام، طلب نجدة من شخص لا يعرفه، يقطن مدينة جدة، كان مفاده “تكفى نخيتك توجّه لهذا الموقع بسرعة.. والله حرام”، وكان الهدف منه إنقاذ كلب يصارع الموت في مكان يبعد عن الرياض بـ 40 كم.

الحزن خيّم على الشاب فرحان، فليس بوسعه شيء، وبينه وبين مكان الحادثة مسافات طويلة ومدّة زمنية لا تسعفه، فقر الاستعانة بـ “تويتر” عبر صفحته المتخصّصة بمجال الرفق بالحيوان، لاستدراك ما يمكن، بحثاً عن الدعم من أي جهة قريبة من الموقع، حيث أرفق صورة تبيّن المنظر المؤلم، ورابط من خريطة “قوقل”.

ودخلت جمعية رحمة للرفق بالحيوان على الخطّ، عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي، مباشرةً، حيث أرسلت فريقاً للوقوف على الحالة، وكان ذلك في الساعة الـ 11:40 مساء يوم السبت، وحين الوصول كانت الفاجعة، بحسب ما رواه لـ “صُبرة” المشرف العام على الجمعية بدر الطريّف، حيث تضمّن المنظر أشبه ما يكون الرغبة بالتخلّص.

وأضاف الطريّف في حديثه، أن الحيوان المسكين تعرّض لأبشع أنواع التعذيب، وكان في حالة سيئة ويعاني من التهابات في الجزء السفلي والأخير من جسده، بالكامل، ويعاني من كسور في العظام، أدت إلى ارتفاع درجة حرارته، حيث وجد مقيّداً من قدميه في مكان تحت الإنشاء بقرب محطّة وقود ما بين طريق الرياض والقصيم.

وأكد أن الكلب كان ينازع الموت، حيث تم على الفور التعامل معه ومحاولة خفض حرارته ومعالجته لإنقاذه، إلا أن الموت كان أسرع بعد ساعتين من الوقوف على حالته. ونفى ما تم تداوله من أنباء عن الاعتداء الجنسي على الكلب، موضحاً أن ما تعرض له هو ربط وسحل بمركبة لمسافة طويلة أدت إلى جروح في الجسم بالكامل. 

وأفاد مدير جمعية الرحمة للرفق بالحيوان، أنه على الفور تم إبعاد الكلب، والقيام بدفنه في مكان مناسب كي لا ينقل أي عدوى لحيوانات أو أشخاص آخرين، في حين قام بالتوجه في اليوم التالي إلى وزارة البيئة والزراعة والمياه لتقديم بلاغ رسمي بالواقعة، للوقوف عليها، والتوصّل إلى الفاعل لاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله.