أمانة الشرقية تُلاحق 24 طراداً وتُلزمها الرحيل.. وأصحابها: أين نذهب؟ الصفيان: تلقينا شكاوى مواطنين يطالبون بإزالتها لتشويهها المنظر العام

الدمام: نداء آل سعيد           

حال من الاندهاش، سيطرت على 24 مواطناً يسكنون حي الشاطئ في الدمام، عندما فوجئوا بملصقات على قوارب يملكونها، تشير إلى فرض أمانة المنطقة الشرقية مُخالفات عليهم، بسبب مواقع هذه القوارب، وتطالبهم بإزالتها فوراً، ومراجعة بلدية شرق الدمام.

الأمانة في حديثها لـ”صُبرة” أرجعت المخالفات إلى أن القوارب “تشوه المنظر العام للحي، وتجب إزالتها”، وهو ما أثار حال أخرى من الجدال بين أصحاب القوارب، مؤكدين أنهم لم يتعدوا على الأملاك العامة، ووجهوا سؤالاً إلى الأمانة: إلى أين ننقل القوارب، ولم يتم تخصيص أماكن لها حتى الآن؟

وألقى المتضررون باللائمة على الأمانة، وقالو إنها فرضت المخالفات من دون سابق إنذار، وطالبوها بحل المشكلة ولو بمقابل مادي.

مبالغ رمزية

يوقف أحمد عبدالجليل الحجي، قاربه في حي المزوعية، يقول “حصلت على مخالفة الخميس الماضي، علما بأننا لا نخالف الأنظمة، ونُوقف القوارب في مساحات غير تابعة للأمانة، وهي ملك لأفراد”، مؤكداً أن مواقع القوارب “لا تشكل تعارضاً مع تعليمات الأمانة، ولا تعطل حركة المرور، كما أنها لا تشوه المنظر العام، كما تقول الأمانة، فنحن نُوقف قواربنا في أماكن نظامية”.

يؤكد الحجي صعوبة نقل القوارب بعيداً من منزله “إذا كانت الأمانة ترى أن مكانه غير نظامي، فلا مانع من دفع مبالغ رمزية للحصول على مواقف نظامية خاصة القوارب، التي نستخدمها في النزهة أو الصيد”، مضيفاً “ما بين حرس الحدود وأمانة المنطقة الشرقية، يصعب إيجاد مواقف في الدمام – المزروعية، لمن يمارس الصيد هواية، أما من يمتهنه، فيستطيع أن يوقف قاربه في مياه البحر مع مجموعة نواخذة الخليج من الصيادين”. وقال “ننتظر من الأمانة الدعم، وليس تضييق الحصار علينا”.

ويكمل الحجي “حتى الآن، لم أستطع أن أراجع الأمانة بحسب طلبها في المخالفة التي وضعتها على القارب، لصعوبة الحصول على إذن من جهة عملي خلال فترة الدوام الرسمي للأمانة”، مضيفاً “المخالفة لم يسبقها إنذار، ورغم ذلك تم إعطاؤنا مخالفات رسمية”.

حركة السير

يبدي جاسم أحمد المطوع، استغرابه من المخالفة التي حصل عليها هو الآخر. ويقول “لو أن هناك مواقف أو أماكن تحددها لنا الأمانة، لكان الأمر مناسباً، ولأصبح حصولنا على مخالفات أمراً طبيعاً، وآمل أن توفر  الأمانة مواقف للقوارب، ولو كانت برسوم”.

يوقف المطوع قاربه في الساحات الكبيرة الممتدة بالقرب من الكورنيش في حي المزروعية. ويقول “نوقف القوارب في الساحات الفضاء، ولم نُعرقل حركة السير، ولا يوجد نظام لدى الأمانة يؤكد أننا مخالفون”.

وتابع “القوارب لا تسبب تشوهاً بصرياً، فالقارب مثله مثل السيارة الواقفة أمام المنزل، فهل تعتبر الأمانة السيارة تشويهاً بصرياً؟”

ويقول المطوع “نخرج للتنزه بالقارب في البحر مرة كل الأسبوع”، متسائلاً “ما الحل البديل لدى الأمانة حتى لا نكون مخالفين؟”

مواقف خاصة

يمارس ميثم جعفر آل عيد، هواية قيادة القارب منذ أكثر من 10 سنوات، ويُوقف قاربه في أرض فضاء عند كورنيش المزروعية بحسب قوله، مضيفاً “تمت مخالفة بعض القوارب من قبل، إلا أن هذه المخالفات جديدة في الدمام، ولا أعلم لماذا المخالفة أصلاً؟”

ويستطرد “لا توجد مواقف خاصة بالقوارب حتى نكون مخالفين بحسب الأمانة، فأين نُوقف قواربنا؟”، متابعاً “إن أوقفناها عند المنازل، سيأتون بالمخالفات نفسها”.

ويؤكد آل عيد ما قاله الحجي “لم يتم إنذارنا قبل إصدار المخالفات، فلم تصلنا رسائل من أي جهة تطلب منا نقل القوارب، سواء من الثروة السمكية أو فرع وزارة النقل في الدمام، ولا يوجد أي قانون ينص على إيقاف القارب في مكان معين”.

تطوير الحياة البحرية

وينتقد أسامة الزويد أحد مرتادي كورنيش حي الشاطئ، مهندسي البلدية، ويرى أنه من مهام عملهم توفير مشاريع تخدم البحارة والصيادين”.

ويقترح على الأمانة أو البلدية أو الجهات المختصة، تطوير الحياة البحرية للكورنيش، بما يضمن توفير مواقع للقوارب”.

ويقول “آمل إنشاء مرسى تحت إشراف أمانة المنطقة الشرقية، يضفي على المدينة طابعاً حضارياً، وبذلك تكون الأمانة قد شجعت البحارة على ممارسة هواياتهم، التي يكون انعكاسها إيجابياً على المجتمع والأفراد.

ويتابع الزويد “نتمنى إنشاء مرسى سفن على نطاق كبير، يحاكي ما نشاهده في دول الخليج، مثل الكويت والإمارات وغيرهما، وينبغي أن يكون لكل مدينة مرسى، بداية من الخبر، مروراً في الدمام، سيهات، القطيف، تاروت، صفوى، رأس تنورة، الجبيل، سلوى، العقير والخفجي”.

عوائد مالية

وعدّد الزويد الإيجابيات والفائدة العامة في إنشاء مراسٍ، “أولى هذه الإيجابيات، إيجاد منظر جمالي في تلك المدن، وحل مشكلة المواقف للطرادات والزوارق والسفن، وتحسين النظام البيئي عبر حركة السفن ذهاباً وإياباً، حيث تتحرك معها مياه البحر، وتصبح صافية بدلاً من أن تكون راكدة، تملؤها الترسبات والشوائب، يضاف إلى ذلك زيادة طيور النورس والطيور البحرية، التي تتبع سفن الصيد، ولا نستبعد ظهور الشُعب المرجانية في المنطقة”.

ويقول “المرفأ أو المرسى باعتباره منشأة ساحلية، توفر الكثير من الفرص الوظيفية لأصحاب الهوايات البحرية، عبر تفريغ وتحميل السفن، كما أن إنشاء نظام ملاحة بحرية يوفر فرص عمل أخرى، ويفتح منافذ بحرية مع دول الخليج، وتسهل السفر للإفراد، بجانب المنافذ البرية، وبدلاً من أن يسافر المواطن بسيارته، سيسافر بسفينته، وينعكس ذلك على تنشيط حركة السياحة بين دول الخليج، ولهذا تأثير إيجابي على الوضع الاقتصادي، ويتيح الفرصة للمستثمرين بإنشاء محطات بحرية للتزود بالوقود والصيانة والتموين الغذائي للسفن الزائرة والمحلية”. وأكمل “لنا أن نتخيل حجم الإيرادات المالية العائدة من هذه المراسي”.

الأمانة ترد

في المقابل، أفاد المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، بأن عدد القوارب المرصودة بالمخالفات في حي الشاطئ يبلغ 24 قارباً. وقال لـ”صُبرة”، “تم وضع إشعارات المخالفة على القوارب، كونها تقف في أماكن غير مخصصة لوقوف المقطورات، وبعضها مضى عليه فتره طويلة، وبالتالي هي أصبحت مشوهة للمظهر العام”.

وأضاف “سبق للبلدية أن تلقت شكاوى مواطنين من وقوف هذه الطرادات داخل الأحياء السكنية”.

وأكمل الصفيان “تم عمل الإجراءات المتبعة مع أصحاب هذه القوارب بحصرها ووضع إشعارات عليها، ثم توجيه خطاب إلى قيادة حرس الحدود، للاستعلام عن بيانات مُلاكها تمهيداً؛ لاستدعائهم والزامهم سحب المقطورات وإيقافها في المواقع المخصصة، واتخاذ ما يلزم حسب النظام”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×