موسقة الحب والغناء
فريد النمر
إلى القطيف التي ولدتني مرتين
قلبي وقلبك أحرف وقصائد
جاءت تعتق في الهوى الوجدانا
فإذا انسكبت ببوح خفقك نغمة
عَزفتْ أمانيها لحلم رؤانا
فتمسكي بالحب كيف بدأته
شفة ترقرق للندى اللمعانا
فمساحة الحب التي بك أشرقت
في كأس عازفة تمدّ رهانا
قد شجّرت بالعشق لحن ذواتنا
شعلا تلمّ لروحها الأفنانا
فالقِ محبتك الشفيفة رقصة
كي نشعل الدنيا بوحي غنانا
فالحب جوهره المودة فانثري
منه أزاهيرا تشدّ خطانا
وتسامري بالشوق رائعة الجنا
وتقلدي ما يسكر الشطآنا
فغدا تهربني للذة نشوتي
طرقٌ تحار بخطوها اطمئنانا
وغدا تمارسنا السنون بفيئها
إن لم نسامر في الغناء أسانا
فأنا كمبسمك الذي جرح السنا
حين استبدّ بعشقه ولهانا
فتعمدي قلبي بهمسة شاعرٍ
متفردٍ نقش الهوى الإيمانا
وتسلقي صوتا يموسق قلبنا
في نصف ما ابتلتْ به شفتانا
فلعلنا بالحب نرسم قبلة
أو أن نزاول ما يعيق هوانا
لابدّ من جهة بنا مسكونة
يوما تعيد إلى الندى الشريانا
يا نخلة الكلمات حيث قطيفة
غنتك للحب المنى الإنسانا
مازلتِ من روحي تراب حقيقتي
فإليكِ أسكب للسما العرفانا
إيهٍ قطيف الحقل تلك سنابلي
منذورة تتوسل الأغصانا
فعليك من روح الحقول نسائم
وعليك من فرح المدى ما زانا
ولأن نورسة بروحكِ تنتمي
للبحر تفرد للهوى الأوطانا
كانت صلاتك للجهاة أمانة
كبرى توضأ بوحها البستانا
فخذي بألواح الجمال كما ترى
قزحيةٌ وتشكلي الألوانا
فهنا لك الأرض الجميلة شرفة
عليا تثاقف للسمو كيانا
ولك ابتهال الناي نحو أصالة
ورثتك شتلة حبها التحنانا