وزارة الثقافة والحرث المثمر 12 هدفاً لتأسيس كيان يجمع الموسيقيين السعوديين
محمـد السنان*
لقد استبشرت كما استبشر كل مثقف وكل فنان في مملكتنا الحبيبة بإعلان وزارة الثقافة عن اصدار نتائج دراسة بحثية أجرتها لمعرفة واقع القطاع الثقافي السعودي، والذي كان تحت عنوان ” تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2019م: ملامح وإحصائيات”.
الإصدار شمل جميع قطاعات الثقافة والفنون المبينة في الإعلان الذي صدر يوم الأربعاء 10 يونيو 2020م والمنشور على موقع الوزارة. وقد تم نشر موجزاً لتلك البحوث على أن يتم نشرها كاملة ومفصلة في وقت لاحق.
لقد جاءت هذه الخطوة المباركة من وزارة الثقافة لتطوي صفحة قاتمة من تاريخ وطننا امتدت لأكثر من اربعة عقود، كانت الثقافة والفنون تعاني من الحظر والتهميش والحرب الإعلامية من فئة ظلامية كانت تسيطر على كل القطاعات الحيوية في وطننا، مثل التعليم والإعلام وغيرها.
وكانت تمارس بكل صلف وجلف حجراً على كل الأفكار التي لا تتفق وتوجهاتها المتحجرة، وأجهضت كل محاولات التطوير والإبداع لكل مناحي الحياة.
إن هذه الخطوة العظيمة التي ابهجتنا وفتحت أمام شباب وشابات وطننا الغالي أبواب الأمل لبناء وطن متحضر ومتقدم ليلحق بركب الأمم التي سبقتنا بمسافة زمنية ليست بالقصيرة أو الهينة، والتي سوف ندركها بعون الله وتوفيقه من خلال دعم الدولة لأبنائها وفتح آفاق العمل للإبداع والإبتكار للنهوض نحو العلا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين (حفظهما الله) وبالمساعي الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة وعلى رأسها سمو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد الفرحان آل سعود.
وبما أنني من المهتمين بالشأن الثقافي بشكل عام والموسيقي بشكل خاص، فأود هنا أن أتطرق الى نقطة مهمة جداً قد سبق وأن طرحتها ضمن إحدى مقالاتي في جريدة عكاظ منذ بضعة أعوام، وهي انشاء كيان للمهتمين بالموسيقى، من كتاب أغنية، ملحنين، موسيقيين (عازفين) مغنيين وموزعين، يكون تحت مسمى – على سبيل المثال – “جمعية الموسيقيين السعوديين” اسوة بالجمعيات والنقابات في جميع أنحاء العالم، تكون واجهة حضارية مشرفة للمملكة في المحافل الدولية.
هذا الكيان من شأنه أن يضع الأسس السليمة لبناء قاعدة متماسكة لفن الموسيقى والغناء، وأن يكون من ضمن اختصاصاتها الآتي:
- تـفـعيـل التـواصل بيـن الفنانين في كافـة انحـاء المملكـة.
- الارتقاء بـمسـتوى الفـن المـوسيقي والغـنـائي
- وضع أسـس لنشر الوعـي والثقافـة الموسـيـقـية بـيـن الشبـاب وانتشـالهم من الفـراغ الـذي قـد يؤدي بهـم إلـى مـزالـق غير محمودة العـواقـب
- تأسيس فصول لتعليم قواعد المـوسيـقى والغـنـاء.
- التعاون مع الأجهزة الرسميـة لتـنـظيم الأنشـطة الموسيـقيـة والغنـائيـة على كـافـة الأصـعـدة، بما في ذلك الحفلات والمهـرجـانات وحفلات التلفزيون.
- صياغـة نظام أساسـي (مـبدئي) للجـمـعـية، عـلى غرار الأنظمـة الـمعـمـول بـها فـي بعـض الـدول العربية الأخرى (نظام نقابة المـهـن الموسيـقيـة في مصر علـى سبيـل المثـال.
- إقامة نـدوات تـثـقـيـفـيـة، يتـم استضافـة بعـض الـرواد من الفنانـين للمشـاركة فيـهـا.
- إنشاء فـرقة مـوسيـقيـة يقـوم بالإشـراف عليـها بعـض الفنانين المـقتـدرين والـذين لديهم الاستعـداد للقيادة والتـوجيه. (تستـمـد الـفرقـة قـانـونها من خـلال النظام الأسـاسـي للجمعية).
- تـكـريـم الـرواد في المـوسـيقـى والغنـاء في المناسبات الفنـيـة. 9-
- حمـاية حقوق الفنـانين.
- تبني المـواهـب الجـديدة.
- إيجاد قنوات اتصـال وتعـاون مع الجمعيات والمؤسسات والنقـابات الموسـيقيـة في جميـع الـدول العـربية بهـدف تبـادل المعـلـومـات والمشـاركـة فـي الإنشطـة الفنيـة والإسـتفادة مـن الخـبرات، الـتي تعـود بالفـائدة عـلـى الجميع.
إن بقاء الفنانين بدون كيان ينظمهم ويضمهم من الشتات سوف لن يخدم قطاع الموسيقى بأي حال من الأحوال حتى لو أنشأنا معاهد موسيقية وبنينا دوراً للأوبرا، والذي قد يكون انشائها في غياب وجود كيان للقطاع الموسيقي خطوة غير مكتملة. والله الموفق.
*كاتب وباحث وملحن ومؤلف موسيقي.