استشارية الوبائيات البيات: اللقاح لا يمنع الإصابة بـ«كورونا».. لكنه يحد من الوفيات أكدت أن «فايزر» و«أسترازنيكا» آمنة وفعالة حتى 95%
القطيف: ليلى العوامي
فندت استشاري الوبائيات في مدينة الملك سعود الطبية بالرياض، الدكتورة حوراء حسين البيات، تفاصيل ما أشيع مؤخراً حول الوفيات بسبب تلقي لقاحات فيروس كورونا المُستجد، وتطرقت إلى الأعراض التي سببها لقاح «استرازنيكا أكسفورد» من جلطات دموية.
حصلت حوراء البيات على شهادة البكالوريوس من جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل عام 2010، وفي 2011 عام التحقت في برنامج الطب الباطني، بعدها التحقت في برنامج الزمالة في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية ومستشفى الملك فيصل التخصصي، وتخرجت في مارس 2018.
مشوارها المهني بدأته منذ عامين، في مدينة الملك سعود الطبيبة بالرياض، مروراً بالعمل في مدنية الأمير سلطان الطبية العسكرية في العاصمة أيضاً، ومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.
تستقبل البيات، مئات الاستشارات يومياً من مختلف التخصصات، توزع وقتها بين عملها وعيادتها الخاصة في مرض نقص المناعة المكتسبة، وبين بيتها حيث يوجد زوج داعم لعملها، تصفه بـ«أكبر مؤثر» في حياتها.
اختارت البيات تخصص الوبائيات لما تعتقده من شمولية فيه، قائلة «لشمولية التخصص، وتداخله مع جميع التخصصات، من باطنية وجراحية».
حاورت «صُبرة» استشاري الأمراض المعدية في مدينة الملك سعود الطبية بالرياض، الدكتورة حوراء البيات، وإلى نص الحوار:
الملاريا من الأمراض الوبائية التي ظهرت في القطيف.
القطيف والأمراض الوبائية
- لماذا اخترت التخصص في مجال نادر؟
- ما جذبني هو ندرة التخصص، التي كانت حافزاً وتحدياً يجب أن أخوضه، فوجدت الكثير من التحديات الكبيرة في هذا التخصص، مثل: التعامل مع المضادات الحيوية، واختيار الأنسب منها لمرضى الحالات الحرجة، فيمّا كان التعامل مع مرضى نقص المناعة المكتسبة أكبر إغراء لشغفي.
أنا أتعامل مع هؤلاء المرضى، بوصفهم أصحاب أمراض مزمنة، وأشعر بوجودي وكياني يتحقق عند خدمتهم ورعايتهم، بوصف هذا عمل إنساني جليل، أيضاً وجدت غايتي في معالجة جميع أنواع الالتهابات البكتيرية والفيروسية والفطريات. ولن أنسى طيلة حياتي تأثير مرضى الدرن على مشواري المهني، حيث يحتل هذا المرض جزءًا كبيراً بين المصابين في العيادات ومرضى التنويم، وكذلك مرضى الدرن الخامل.
- عانت القطيف من الكثير من الوبائيات على مر العصور، فكيف كان ذلك؟
- نعم؛ اجتاحت القطيف العديد من الوبائيات، وأبرزها: الطاعون، الجدري، الكوليرا، الملاريا، الأنفلونزا، وحمى التيفوئيد. ولم يكن هناك حلول غير العزل أو الفرار، وآخرها فيروس «سارس-كوف 2″ الشهير بفيروس كورونا المُستجد.
عدد المصابين بفيروس كورونا يشهد تذبذباً.
في المنحنى المنخفض
- ما رأيك في عدم استقرار أعداد الإصابات حتى الآن؟
- حتى الآن أعداد الإصابات اليومية بعدوى «كوفيد-19» في المملكة، تعتبر متذبدبة بين صعود وهبوط. لكن مازلنا في المنحنى المنخفض. ولو قارنا الأعداد عالمياً؛ تعبتر الأعداد النسبية أقل بكثير. وبالنسبة للمملكة؛ فإن إجمالي عدد الحالات المصابة الأعداد بلغ 385.020 حتى الآن، وبلغت الوفيات 6609، وفقاً لوزارة الصحة، حتى يوم أمس (الأحد).
إذاً؛ لو تحدثنا عن ترتيب المملكة مقارنةً في دول العالم؛ فنحن في رقم 42 في الترتيب عالمياً من حيث عدد الإصابات، بينما تتصدر الولايات المتحدة الأميركية قائمة الإصابة، وهي الأعلى عدداً وكثافة سكانية.
- متى تنخفض أعداد الإصابات؟
- أنا متفائلة بالأيام المقبلة، بشرط التزام أفراد المجتمع جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية للوقاية من الفيروس التاجي. تقل أعداد الإصابات، وقد تصل نسبة حالات التعافي إلى 97%، وأتمنى زيادة النسبة.
التزام تطبيق الإجراءات الاحترازية يساعد على سرعة العودة إلى الحياة الطبيعية.
العودة إلى الحياة الطبيعية
- ماذا يعني «سرعة عودة المجتمع للحياة الطبيعية باحتراز»؟ ومتى تتجاوز المملكة عموماً، والقطيف خصوصاً، الجائحة؟
- وصلنا إلى مستوى أقل من الإصابات خلال الشهرين الماضيين، لكن – للأسف – تم رصد العديد من الحالات، كان سببها الاجتماعات العائلية والمناسبات الاجتماعية، مع التراخي في التزام الإجراءات الوقائية. وللأسف زيادة الأعداد تعكس مدى الالتزام، إضافة إلى خواص الفيروس، وأبرزها سرعة الانتشار.
أما بالنسبة لعودة المجتمع إلى الحياة الطبيعية؛ فتحتاج أمرين، أولاً التزام أفراد المجتمع كافة التدابير الصحية، وأبرزها: ارتداء الكمامة، تعقيم اليدين باستمرار، تجنب المصافحة والاحتضان، التزام التباعد الاجتماعي بمسافة مترين، إذا انعقد اجتماع يٌفضل تهوية جيدة للمكان.
ثانياً: التحصين، ويكون بتلقيح قرابة 75 إلى 80% من أفراد المجتمع، حتى نستطيع العودة تدريجاَ إلى الحياة الطبيعية، ونصل إلى المناعة المجتمعية.
تطعيم نحو 100 ألف شخص يومياً يساعد على الوصول إلى المناعة المجتمعية.
مناعة القطيع
- ما المدة الزمنية المتوقعة للوصول إلى المناعة المجتمعية؟
- نحن الآن تجاوزنا 3 ملايين شخص على مستوى المملكة. وقياساً في دول أخرى تعتبر أرقامنا متواضعة، ولو استمر الإقبال على التطعيم ووصلنا إلى تطعيم نحو 100 ألف شخص يومياً، سنصل إلى ما يقارب من 75% من الحصانة بحلول 15 شهراً إلى سنتين بإذن الله. مع الوضع في الاعتبار أن كل اللقاحات تخضع لتقييم مستمر. أما الأمر الآخر؛ فأحياناً يقع من الشركات المنتجة للقاحات مشكلة توريد. وفي حال حدوث التأخير؛ يكون خارجاً عن إرداة وزارة الصحة والشركات.
لقاحات كورونا أثبتت فاعلية بعد الجرعة الثانية بنسبة تصل إلى 95%.
بين «فايزر» و«أسترازينيكا»
- كيف يمكننا المفاضلة بين اللقاحات المقدمة من وزارة الصحة؟ وما ميزة كل لقاح؟
- أولاً: اللقاحات المطروحة حالياً والمعتمدة من الهيئة العامة للغذاء والدواء نوعين، هما: لقاح شركة «فايزر-بيونتك» ولقاح شركة «أسترازنيكا أكسفورد». وبالمقارنة؛ الاثنين أثبتا فاعلية بعد الجرعة الثانية بنسبة تصل إلى 95%.
ولشرح تفصيلي نوعاً ما؛ لقاح فايزر عبارة عن حمض بروتين ريبوزي «RNA»، ويعطي على جرعتين تمتد الفترة الزمنية الفاصلة بين كل جرعة من ثلاثة حتى ستة أسابيع في حد أقصى، يحتاج الشخص أسبوعين على الأقل لتكوين المناعة، والتي تصل إلى 52 في المئة بعد الجرعة الأولى، وتصل إلى 94 في المئة بعد الثانية.
بالنسبة للقاح «أكسفورد» هو عبارة عن جرعتين، بين الأولى والثانية 12 أسبوعاً، بمعنى ثلاثة أشهر، ونسبة الفعالية تصل إلى 85 في المئة.
لم يثبت علمياً الربط بين التجلط والوفيات.
الجلطات الدموية
- ماذا عن الجلطات الدموية التي قيل ان لقاح «أكسفورد تسبب فيها؟
- ما يُشاع حالياً من اللغط حول احتمالية حصول تجلطات والوفاة تم التحقيق فيها بالفعل من منظمات عالمية ومحلية، ولم يتم الربط بين التجلط والوفيات، ومتوقع حدوث هذه الأمور، لأنه الآن يتم تطعيم جميع أفراد المجتمع. ولو حصل أي عارض طبي غير مألوف؛ فسيتم دائماً التحقيق للتأكد من سلامة اللقاح.
وهذا ما يُطبق في المملكة، حيث ترصد وزارة الصحة جميع الأعراض ما بعد التطعيم، وأغلب الأعراض الجانبية من اللقاحين كانت تتمثل في ألم موضعي مكان التطعيم، وحرارة وقشعريرة، وألم في الجسم وصداع، وبعض متلقي اللقاح اشتكوا من الغثيان، وجميع الأعراض تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام.
فرص ضئيلة لإصابة متلقي اللقاح بفيروس كورونا.
اللقاحات تحد من الوفيات
- هل حدثت حالات وفاة بين المحصنين؟
- لا، لم يتم تنويم أي شخص تلقى اللقاح، ولم يتم الإبلاغ عن حالات وفاة لشخص محصن، بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أو بعد تلقى اللقاح.
لذا، يجب على كل من تلقى اللقاح؛ التزام جميع الإجراءات الاحترازية حتى تتكون المناعة لديه أولاً، ولتحصين المجتمع، بعد ذلك نبدأ تدريجاً في التخفيف من الإجراءات الوقائية. وثانياً ما تزال هناك فرصة ضئيلة لمتلقي اللقاح للإصابة بالفيروس. ولكن الغرض من اللقاح هو الإصابة بدرجة خفيفة، وعدم احتياج المريض إلى دخول العناية المركزة، والحد من الوفيات جراء الفيروس بإذن الله.
ما شاء الله تبارك الله ،
نفخر بمثل هذه الكوادر ، جميع شباب وشابات القطيف في المقدمة والى اعلى المراتب بإذن الله
كلام جميل ، ومعلومات مهمة ، يمكن يجهلها بعض افراد المجتمع، نتمنى من الجميع التمعن وتطبيق نصائح مثل هذه الكوادر التي تعمل جاهده لتوعية المجتمع والحد من انتشار هذا الوباء
ولكم فائق التحية والتقدير،،