جرائم التحرُّش الجنسي بالأطفال.. قد يكون حاميها.. حراميها…! احضنوا أطفالكم وقبّلوهم واحموهم من الجوع العاطفي
الدمام: صُبرة
“حاميها حراميها”.. هذا ما ينطبق على كثير من قصص التحرش الجنسي بالأطفال تحديداً. الأفراد الذين يُفترض بهم أن يكونوا أُمناءَ؛ تصدر عنهم “الخيانة”، فيتسلّلون إلى خصوصيات أطفال قريبين منهم جداً، نسباً أو قرابة أخرى، ويحاولون إشباع رغباتهم الجنسية عبر طفلٍ لا يُدرك ما يحدث له..!
إنها مشكلة يمكن وصفها بـ “العالمية”، وهو ما يُضاعف مسؤولية الآباء والأمّهات. وفي لقاء افتراضي، أقيم أمس الأربعاء، انتهى المناقشون إلى نتيجة مهمة؛ هي أن الجوع العاطفي الذي يتعرض له الأطفال من قبل الآباء والأمهات والمربين، ممثلاً في عدم التقبيل والاحتضان واستخدام الرفق واللين بشكل مستمر معهم، كلُّ ذلك من أهم الأسباب التي تدفعهم للبحث عن تعويض ذلك خارج المنزل، ما قد يعرضهم للتحرش الجنسي.
في الوقت ذاته، قال مدير فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في الشرقية عبدالرحمن المقبل إن بدايات التحرش تبدأ في محيط الأقارب وممن يؤمن جانبه، موضحاً أن من أسباب التحرش ضعف الوازع الديني، وضعف مستوى الإحساس بالعيب وعدم الاحتشام المقبول أو الأحاديث التي بها الفاظ غير أخلاقية، وشدد على أهمية متابعة الصغار ومراقبتهم لحمايتهم من التحرش.
وافتتح المقبل أمس (الأربعاء) برنامج “نبيه” لتحصين الأطفال من التحرش، الذي أقامت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في الخبر الجنوبية “إشراق”، عبر برنامج الزوم، بمشاركة نخبة من الاختصاصيين في جانب الطفولة.
مخاطر التقنية
وقالت عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة سارة العبدالكريم خلال الجلسة التي شاركت فيها، إن “حماية الطفل هو حق من حقوقه الأساسية التي ضمنتها له الدولة بأنظمتها وتشريعاتها، وبقي المربي ليلعب دوره الأعظم في كفالة هذا الحق بالتوعية والمتابعة والارشاد”.
وأكد الخبير التربوي في الطفولة المستشار عبدالله الحسين أن من الأمور الإيجابية الوقائية التي يجب أن يمارسها الآباء والأمهات والمربون من أجل وقاية الطفل من خطورة التحرش، سواء اللفظي أو الجنسي، هو تعليم الطفل في الطفولة المبكرة كيفية احترام خصوصيته بأسلوب بسيط وجاذب، وكذلك تفعيل الحوار الممتع مع الطفل، وإيجاد مساحة آمنة له، يتعايش فيها مع الأشخاص الموثوقين الذين يمكنه اللجوء لهم عند وقوع خطورة التحرش.
وحذر الحسين من الجوع العاطفي لدى الصغار، وقال إن معظم ما يعانيه الأطفال والمراهقون، هو ما يسمى بالجوع العاطفي الذي يحصل من قبل الآباء والأمهات والمربين في تقصيرهم لإشباع الطفل عاطفياً، حرمانهم من الحضن الدافئ والقُبلة الحنونة لصغارهم.
التحرش الالكتروني
وأوضح الاختصاصي خالد بن محمد التركي أن التحرش الالكتروني يُعد من أسرع الجرائم نموًا في العالم. وقال “خطوات المتحرش هي التعرف والإعجاب والكلمات الرومانسية والكلمات الخادشة ثم إرسال الصور”.
وأضاف “من أهم وسائل الوقاية من التحرش الالكتروني، تنمية الرقابة الذاتية، وتأمين أجهزة الأطفال تقنيًا، وإشعار الطفل بالأمان، والتعرف على حجب المواقع المُسيئة”، مضيفاً أن “الجهاز اللوحي وسيلة للتطور والسهولة وليست لخدش براءة الطفولة”.
من جهتها، نبهت المدربة في مجال الأسرة نوره العجلان على ضرورة أن تتصرف الأم من أول محاولة للتحرش بطفلها وتواجهه بهدوء، ولا تتجاهل الموقف حتى لا يتكرر التحرش، مؤكدة أهمية تعليم الطفل على أجزاء جسمه الحساسة بشكل تدريجي، حتى ثلاث سنوات ونصف السنة، وتوعيته بعدم لمس تلك الأجزاء من أي شخص كان، وكذلك إخبار الطفل بضرورة جعل مسافة آمنة بينه وبين الآخرين، وألا يذهب مع أشخاص لايعرفهم”.