نوال السعداوي.. نتاج التطرف الشرقي
حبيب محمود
الدكتورة نوال السعداوي بين يدي الله، وهو ـ وحده ـ القادر على حسابها. أما نحن البشر؛ فأكثر ما نملكه هو الإيمان بما أقرّه ـ سبحانه ـ على نفسه من رحمة منه وسعت كلَّ شيء..!
دُنيويّاً؛ عاشت السعداوي تسعين عاماً، دون أن تسأم ما تأسّست عليه وعاشت من أجله. وحين تُوفّيت لاحقها تقديس اليسار، ولعنات اليمين، في مجتمعها الشرقيّ الذي انقسم بين رافضٍ فكرَها وطروحاتها، وبين داعم ـ وربّما ـ مُموّل لمنهجها الحادّ..!
حسناً؛ “ما هيَ ماهيّة” نوال السعداوي؛ بوصفها مُحرّكاً صاخباً لخطٍّ فكريٍّ وُصِف بـ “الانحراف” حيناً، وبـ “التنوير” حيناً آخر..؟
قد يجوز القول بأن نوال السعداوي هي المقابِل الموضوعي للتطرُّف الدينيّ في مجتمعها الشرقيّ..!
كيف..؟
اصطلاح التطرُّف انتشر ـ في الشرق الإسلاميّ ـ توصيفاً للمحسوبين على متوسّلي العنف في التفسير والتفكير والتعبير الديني المحسوب على الإسلام، وعلى المتورّطين في الإرهاب من أتباع ما يُعرف بـ “الإسلام السياسي”..!
لكنّ الإنصاف ينبّه إلى أن “التطرُّف” لم يرتدِ عباءة الدين دون غيرها. بل ارتدى “بذلات” و “بناطيل” و “ملابس داخلية” وفنوناً، واستقوى حيث استطاع الاستقواء على خصومه بلا رأفةٍ ولا رحمة.
وفكريّاً؛ فرض “التطرف” نفسه في أشكال من الثقافة أيضاً، وتيارات سياسة بعيدة عن الدين، بل وتغلغل حتى في أبناء المهنة الواحدة..!
التطرُّف هو أن تستخدم الحقّ من أجل تصل به إلى الباطل. أن تُبالغ، أن تتجنّى، أن تُحاسب بما يتجاوز معيار المحاسبة، أن تُنصّب نفسك مسؤولاً عن تنفيذ “المبدأ” بوسائل لا يُقرُّها المبدأ ذاته.
ألم يُعلن الاشتراكيون مبدأ “الاشتراكية” التي تضع كلَّ شيء بيد الدولة حمايةً للأفراد من الجوع والفقر..؟ ثمّ ماذا..؟ التاريخ الاشتراكي، من ألمانيا إلى الصين ثم إلى أمريكا الجنوبية، قائم على “المبالغة” في تنفيذ سياسات الاشتراكية، حتى فُقد الخبز من المتاجر في أكبر دولة اشتراكية في العالم، وسقطت الشيوعية الأقوى في الاتحاد السوفييتي، وصارت الدول الاشتراكية في ذيل قائمة العالم اقتصادياً..!
ثم؛ ألم يُبالغ القوميون العرب في وسائل حماية “القومية”؛ حتى وجدوا أنفسهم أطراف صراع يضرب بعضهم ببعض، إلى حدّ الانشقاق والفرقة والعداوة السياسية البغيضة..؟
ثم؛ هل طرحت العلمانية ـ في الشرق ـ أكثر من مبالغات سياسية وتنظيمية؛ فرضت على الناس أفكاراً غير أفكارهم، وثقافات غير ثقافاتهم..؟
وحين وصل إلينا مسخ “الليبرالية”؛ هل تمخّضت مساماتها إلا عن “تطرُّف” مشوّه ضدّ خصومهم المتهمين بالتطرف..؟
الدكتورة نوال السعداوي نشأت في مثل هذه البيئات المتطرّفة، وصنعت تطرُّفها الخاص في القضايا “النسوية”، واصطدمت بالتفسير الدينيّ، وأحبطتها تجارب الواقع في علاقتها بالرجل، فصعّدت صراعها ليس مع التفسير الديني فحسب، بل وتورّطت في نقد نصوص دينية ثابتة…!
إشاراتها الصريحة إلى النصّ القرآنيّ معضلة معقدة بالتأكيد. بمعنى؛ إن تعامل المفكر ـ أي مفكّر ـ مع تفسير دينيٌّ ـ أو مع نصّ ديني غير مُتَّفق على جزم صحته ـ أمرٌ قابل للأخذ والرد، في سياق البحث العلمي. أما مواجهة نصٍّ مجزوم الصحة، مثل النصّ القرآني، فهو يرقى إلى مستوى الإشكالية المعقّدة التي لا تُثير حنَق أتباع الدين البسطاء وحدهم، بل وتمنحُ المتخصّصين ذريعةً أكثر تعقيداً، مثل التكفير والتفسيق والتشنيع الأخلاقي والسلوكي…!
هذا التوصيف يُريد أن يقول باختصار: إن الدكتورة نوال السعداوي نموذج للتطرُّف الفكري العلماني أو الليبرالي أو أيٍّ من أشكال التطرُّف الذي ابتُليَ به الشرق، دون أن يُوجد لصراعاته حلولاً مقنعة، لا من الزاوية الدينية، ولا من الزاوية المدنية.
نوال السعداوي، المفكّرة الشرقية النسوية؛ هي ابنة تناقضات الشرق الذي لا قيمة فيه لأي اختلاف، وهي نتاجٌ لما هو عليه من حال بائسة، وشكلٌ طرفيٌّ حقيقي من أشكال التطرف القائمة.
نسلم أن هناك شيء من التطرف
لكن تناول السعداوي أو قضايا اليسار و العلمانية وو ..بهذه الطريقة المختزلة ليس فيها من الإنصاف شيئا +
أن كلامك يحمل معلومات غير صحيحة ، مثل أن التخلف و الجوع في السوفيت و الصين و بقية البلدان الإشتراكية !
و لا تنسى نماذج في الديموقراطية الإشتراكية في البلدان الإسكندنافية ، وهي بلدان ناجحة
و الصين تقود العالم اليوم ، و السوفيت لم يكن متخلفًا كما تدعي و إن كان عليه الكثير من الإشكالات.
أما نقد السعداوي للقرآن و للثوابت و أن كنت أتحفظ على هذه النقودات ، و لكن هناك الكثير من المفكرين لديهم نفس هذا التوجه و هي محاولة للتفسير و حلحلة بعض الاعتقادات و الموروثات لتجاوزها مع ما يتناسب مع واقعنا المعاصر
لا تهربد يبن محمود واترك عنك الكلام الفاضي انت تعرف توجهها بالظبط