العريفي: الترف والميوعة والدعة اضاعت الأندلس بعد 8 قرون عدد أسباباً أهملها التاريخ
القطيف: صُبرة
تناول الباحث في التاريخ والعقائد سامي العريفي، حياة العرب في الأندلس، التي استمرت نحو 8 قرون، قبل سقوطها، مؤكداً أن هذا السقوط لم يكن بسبب عوامل تقليدية، مثل: الابتعاد عن الدين، وبروز الخلافات والنزاعات الداخلية فحسب، وإنما شملت أيضاً حال الترف والميوعة والدعة، التي عاشها العرب هناك.
وركز العريفي في الندوة الثقافية والتاريخية التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي تحت عنوان “أسباب سقوط الأندلس.. قراءة مغايرة” مساء أمس (الثلاثاء)، على رؤية مختلفة ومغايرة لأسباب سقوط الأندلس. وأكد أن الكثيرين يرجعون أسباب السقوط إلى عوامل تقليدية، مثل: ضعف العرب ونزاعاتهم الداخلية وغيرها من الأسباب المتداولة والسائدة.
أسباب أخرى
لكنه قال “هناك أسباب أخرى جيوسياسية وسوسيولوجية لم يتناولها الباحثون بشكل وافٍ، من بينها موقع العاصمة “قرطبة” في أقصى جنوب شبه الجزيرة الايبيرية، ما جعلها بعيدة عن مواجهة القوى الإقليمية في الشمال”، موضحاً أن العاصمة “كانت تشكل ثقلاً سياسياً وجغرافياً ومركزا للجيش وإدارة الدولة والمال، وقد جرت العادة على تغيير عواصم الامبراطوريات بناءً على التوسع الجغرافي والوضع الحدودي للدولة مع الخصوم، بينما بقيت قرطبة من دون أي تغيير، رغم اختلاف الظروف المحيطة في الدولة”.
وأضاف أن “عبدالرحمن الداخل اختار قرطبة عاصمة له، لأن التهديد كان من الجنوب (العباسيين)، وكانت الدول في شمال شبه الجزيرة ضعيفة، وبعد انتهاء العصر العباسي لم يعد هناك خطر يهدد قرطبة إلا من الشمال حيث مناطق الهجمات”.
مهارات القتال
تابع العريفي “من الأسباب أيضاً تراجع مهارات القتال لدى العرب بسبب حياة الترف التي عاشوها، حيث تغيرت الطبيعة القتالية لدى الأندلسيين، فقد كانت هذه المهارات أساسية وبارزة لدى الأجيال الأوائل من العرب والبربر القادمين للأندلس، إلا أنها تغيرت ولم يعودوا كما كانوا أهل حرب، وأصبحوا أكثر ميلاً للحياة المدنية والانشغال ببناء المدن والاهتمام بالفنون، حتى كان الحكام يستعينون بجيوش من مختلف الطوائف”.
النسيج الاجتماعي
أوضح العريفي، أن من بين أسباب سقوط الأندلس انتشار حال التعصب الموجه للداخل الأندلسي، وهذا يعتبر سبباً آخر، في مقابل التسامح ضد الآخر، ما أسهم في تدمير النسيج الاجتماعي الداخلي، والتاريخ ينقل أن الحروب الداخلية كانت أكثر ضراوة من حروبهم الخارجية”.
وأشار إلى أن التعصب اتخذ أشكالاً وتمظهرات مختلفة، حيث بدأ باتباع البربر للخوارج، والصراع العربي- البربري (الأمازيغي)، وإدخال الصميت بن حاتم للقيسية واليمانية، ثم تحول إلى تعصب على مستوى أندلسي مغربي، وقبلياً بين العرب أيضاً.
دار الحكمة
في جانب آخر من حديثه، بيّن العريفي أن المستوى الثقافي والحضاري في الأندلس كان أقل شأناً مما هو عليه في العراق (بيت الحكمة)، وفي مصر (دار الحكمة)، والأندلس تدين بالثقافة والحضارة للشرق، وقد تمكن العرب والمسلمون من التداخل مع السكان الأصليين في شبه الجزيرة”.
أجاب العريفي على أسئلة واستفسارات المشاركين من المهتمين في التاريخ الأندلسي والمتابعين على منصة المنتدى.