الزاير يشرّح علم التصنيف وصولا إلى عالم الطيور
الجارودية: علوية آل طويلب
تصوير: فيصل هجول
أقامت مجموعة رصد الطيور بالقطيف مساء البارحة الجمعة محاضرة حول أساسيات علم التصنيف قدمها الأكاديمي محمد الزاير بحضور عدد من المُهتمين والمختصين، في مجلس الامام الصادق بالجارودية.
و تحدّث الزاير في بداية المحاضرة عن علم التصنيف الذي عرفه بأنه علم يقسم وينظم الكائنات الحية وغير الحية الى أقسام ومجاميع لتسهل عملية التعرف عليها ودراستها ، ثم ذكر مدى الحاجة إلى وجود هذا العلم والتي عللها بالمعرفة التي نحتاج نقلها من شخص إلى آخر والتوثيق المقصود به معرفة النوع وتوثيقه ورصده وتصنيفه ، وفي النهاية يأتي تبادل الخبرات مِن قبل المصنفين مع بعضهم ومع النّاس العامة ، وكُل هذا يقودنا الى أنّ علم التصنيف لايزال في معترك رئيس إلى يومنا الحاضر فلا يوجد من يستطيع أن يُجزم بالمعلومة في علم التصنيف والسبب بالتالي يعود لمعضلة التصنيف الأولى التي لازالت قائمة وهيّ التصنيف على حسب المُصنِف .
أسس العلم
وأوضح فيما بعد أُسس علم التصنيف التي يعود هدف وضعها إلى تقليل مقدار الاختلاف ، و شملت الأسس البدائية – الفطرية – التي يستطيع الكُل تمييزها ولا تحتاج لمتخصص و التي يندرج تحتها الحجم واللون والمعيشة ، والأسس الطبيعية الخاصة بالعلماء والباحثين والتي تشمل التركيبات الداخلية والأعضاء وتكوين الجنين على سبيل المثال .
محطات
كما أوضح أهم المحطات والنقاط الجوهرية في تاريخ علم التصنيف ذكر فيها أهم المراحل والتحولات التي مر فيها هذا العلم وأهم العلماء اللذين كانت لهم بصمات واضحة في هذا المجال .
وذكر أهمية علم التصنيف التي تعود إلى الحاجة إلى توحيد الاسم للنوع على مستوى العالم ، فبالرغم من تطور هذا العلم إلا أنه إلى الآن لاتزال هنالك أسماء حيوانات لم يُتفق على تسميتها ، فيما تعود أيضًا أهمية هذا العلم إلى حاجة العلوم الأخرى له وأيضًا في تسهيل الوصول إلى المعلومات ومشاركتها .
وأوضح أيضًا المراتب التصنيفية التي تضم النوع والجنس والعائلة والتي يقل التطابق والتشابه فيها شيئًا فشيئا، كما ذكر أن أُسس التصنيف العلمي أنشأها العالم كارلوس ووضع القانون الخاص بها ، و تقوم على التسمية الثنائية باللغة اللاتينية والتي اختيرت بناءً على انعدام استخدام هذه اللغة في العالم ، فبالتالي يتم توحيد لغة التصنيف في كُل العالم، غيرَ أنّ اللغة اللاتينية تعتبر لغة منطوقة ، ويقوم هذا التصنيف على أساس الجِنس والنوع .
التسميات
وأما بالنسبة لأسس التسمية فلا تُوجد أسس علمية للتسمية ، والطريف في الأمر أنّ نوع من أنواع العناكب والذي تم اكتشافه في 2012 سُمي بِـ اسم الرئيس الأمريكي آن ذاك باراك أوباما وعليه فإنّه توجد قائمة حيوانات كبيرة مُكتشفة مؤخرًا مسمية بأسماء عدد كبير من المشاهير .
وتحدث بعد ذلك في موضوع تصنيف الطيور فذكر مقدمة حول هذا العلم أهم ما ذكر فيها أنّ الطيور أحد مكونات المملكة الحيوانية وتشكل رقم مهم جدًا فيها وقد تم عزلها – تصنيفها – بناءً على عدِة صفات تميزها عن باقي الحيوانات وتضم ما يقارب 10 آلاف نوع فيما يتم اكتشاف أنواع جديدة كل عام .
مميزات الطيور
وأوضح أهم المميزات التي تميز الطيور وذكر من أهمها : الريش والمنقار والبيض الذي يُعد ميزة رئيسية في الطيور بقشرته الصلبة وشكله البيضاوي ، وأخيرًا بالأجنحة .
وأضاف الزاير أنّ العلماء اعتمدوا على صفات تصنيفية معينة تدرجت حسب تطور العلم وتطور أساليب التصنيف وتم دمج عدد كبير من الأساليب التصنيفية بهدف الوصول إلى تصنيف موحد وصحيح ، ومن هذه النقطة ظهرت الاختلافات العلمية الصحيّة ، الجدير بالذكر أنه لم يتم الانتهاء من تصنيف بعض الأنواع المصنفة من قبل أكثر من 50 عام !
وذكر فيما بعد أهم الصفات التصنيفية التي اعتُمد عليها في تصنيف الطيور ، منها التصنيف حسب المعيشة وحسب الشكل الظاهري وحسب المنقار وحسب تركيب الريش وشكل الجناح وحسب شكل البيض وحسب الحمض النووي الذي لا يُستخدم إلا في المعضلات الأساسية، وكُلها كما قال الزاير تعتبر تصنيفات صحيحة في علم التصنيف ، وإلى الآن توجد تصانيف بدائية جدًا لاتزال قيد الاستخدام .
الشكل الظاهري
وفيما يتعلق بالشكل الظاهري فقد ذكر الصفات التي تندرج تحته من شكل الجناح وشكل المنقار والذيل والسـاق ونمط العين وغيرها ، وأشار الزاير أنّه بالرغم من أنّ الشكل الظاهري هو التصنيف الأولي والبدائي إلا انّه لايزال أهم صفة يعتمد عليها في التصنيف .
واستعرض أخيرًا القوائم الأربع الأشهر على مستوى العالم في تصنيف الطيور ، وعبّر عن ميله لقائمة IOC World Birds List التي تُعنى بتحديثات تصنيف الطيور على مستوى العالم والتي تعتبر اكبر قائمة للطيور ، واختتم فيما بعد المُحاضرة بمثالين تصنيفين .
انتاج جديد
وضمن إجابته على أسئلة الحضور ، صرح بأنّ جماعة رصد الطيور في صدد إنتاج جديد للطيور سيرى النُور قريبًا .
جدير بالذكر أنّ محمد الزاير باحث في جامعة الملك فيصل وعضو جماعة رصد الطيور وحمايتها و تأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات علم التصنيف التي تُقيمها مجموعة رصد الطيور بالقطيف .