مشايخ في القطيف: الاعتماد على الإمساكيات مشروط بموثوقية القائمين عليها الخنيزي: أنا أحتاط مع تقويم أم القرى.. الثنيان: الإمساكيات تقريبية لا دقيقة
القطيف: مرفت العوى، عبدالمحسن آل عبيد، ليلى العوامي
بين إمساكية وأخرى قد تختلف الأوقات.. هذا ما ظهرت عليه إمساكيات منتشرة في القطيف هذا العام. الاختلاف؛ وصل ـ في بعض الأيام ـ إلى فاصل 9 دقائق في الإمساك، و4 دقائق في تحديد وقت صلاة الصبح.
هذا الاختلاف؛ دفع بسؤال مهم: إلى أي مدى يُمكن الاعتماد على الإمساكيات التي تصدر عن جمعيات خيرية، أو مؤسسات، أو أفراد، هدفهم هو خدمة الناس ونفعهم..؟
لا يوجد في شك في نوايا أحد بالتأكيد، إلا أن المسألة تتخطى حُسن النية، إلى حُسن الدراية والمعرفة الفلكية والشرعية، لمن يتصدّون إلى خدمة الناس عبر تصميم ونشر هذه الإمساكيات.
“صُبرة”؛ توجّهت بالسؤال إلى عدد من مشايخ المحافظة، لمعرفة إمكانية الاعتماد على الإمساكيات التي تُنشر كل عام، وخرجت بهذه الحصيلة:
الشيخ عبدالله الخنيزي؛ نفى اطلاعه على الإمساكيات المنتشرة، وقال إنه يعود في مسألة معرفة الوقت إلى تقويم “أم القرى الرسمي”، موضحاً بقوله “تقويم أم القرى؛ اذا لم يكن فيه احتياط، فهو مطابق للواقع”، وذلك ينطبق ـ حسب رأي الشيخ الخنيزي ـ على “أذان الظهر والمغرب”، والشيخ يرتّب صلاته احتياطاً على هذا التقويم.
أما صلاة الصبح؛ فإن الشيخ يوضّح أنه لا يمكنه تحديد الوقت بدقة، لصعوبة الخروج من المنزل، و “عدم وضوح الحدّ الفاصل في الفجر”، ويبدو أن الشيخ يُشير إلى وضعنا الراهن القائم على الإضاءة الكهربائية. وعليه؛ فإن الشيخ يقول عن صلاة الصبح “أقيمها بعد 10 دقائق من الوقت المحدد في تقويم أم القرى احتياطاً”.
وأضاف “من خلال تتبعي لتقويم أم القرى يمكن ملاحظة أنه يحتاج إلى وقت احتياط يراوح بين 8 و 10 دقائق”.
الشيخ حسين المصطفى فضّل أن تكون إجابته اختصاراً فقال “بشكل عام؛ يمكن الاعتماد على المراصد الفلكيّة الموثوقة لتحديد الفجر والغروب”.
حسابات تقريبية
أما الشيخ علي الثنيان؛ فقال “الشارع وضع علامات شرعية للصلاة والصوم كقوله تعالى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} التي بينت وقت صلاة الظهرين ثم وقت صلاة العشائين ثم صلاة الصبح”.
وأضاف “الواجب على المكلف أن يتحرى تلك العلامات في دخول وقت الصلاة، وكذا في وقت الصوم حدد وقت بدايته ووقت انتهائه كقوله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ }”.
وأوضح “لا تعد التقاويم مما يعتمد عليه شرعاً لأنها ـ واقعاً ـ حسابات تقريبية وليست حسابات دقيقة، في جميع الأيام، كما هو واضح لمن يتتبع”.
وقال “ولكن لا يمكن أن يُعتمد عليها، ويعول على العمل بها، إلا إذا كانت معدودة من قبل المختصين بعلمك الفلك والهيئة، مع أخذ الاحتياطات في ما يتم به الصوم، ولذلك ظهرت الإمساكية في التقاويم، وكذا أخذ الاحتياط في دخول وقت الصلاة، ولذا تجد بعض التقاويم يؤخر وقت صلاة الصبح وصلاة المغرب بما يصل الى ١٢ ونصف تقريباً”.
مع التيقن
الشيخ منصور آل سيف؛ قال “وقت الإمساك الذي يذكر قبل ١٠ دقائق أو أكثر قبل الفجر الصادق هو لمجرد الاحتياط، ومن ثم فإن الاعتماد عليه في الإمساك مجزئ للصوم؛ مع التيقن بأن هذا التقويم دقيق. وقد افتى بعض المراجع ـ حفظهم الله ـ بإمكانية التعويل على التقاويم إذا أوجبت الوثوق”.