صفوى الحزينة ترثي المُربِّية لطيفة العليان القحطاني مديرة الثانوية الأولى كانت أمّاً وأختاً وصديقةً
صفوى: أمل سعيد
60 سنة أو 60 شمعة أحرقتها لتضيء لغيرها، هكذا عرفها من حولها، صاحبة أياد بيضاء لا تعد، وابتسامة لا تغيب، تحنو على من حولها وتحتويهم، لم تستطع في حياتها إلا أن تكون أماً للجميع.
هذه هي المرحومة لطيفة سيف سليم العليان القحطاني، التي وافتها المنية صباح أمس الأحد 18/4/2021 متأثرة بمضاعفات إصابتها بفيروس كورونا.
رحلت العليان وتركت 4 أولاد، راشداً وسيفاً، ورفعة، وأصغرهم عائشة في العشرينيات من عمرها.
سقط عمود البيت
بهذه الجملة ابتدأت الإدارية نورة العليان نعي ابنة خالها المرحومة لطيفة التي كانت بحسب كلام نورة تمثل لأخوتها الأب والأم معاً.
تقول نورة “توفي والِدَيّ لطيفة وتركوا 6 أخوات للمرحومة وأخ واحد، ومنذ وفاتهما أصبحت هي التي تحنو وتخاف، تراعي مصالح إخوتها، وتقضي حوائجهم”، وتضيف “لا نملك إلا أن نقول لله ما أعطى ولله ما أخذ، رحم الله فقيدتنا وأبدلها دارا خير من دار الدنيا، وللحق أن العزاء لم يفتر من ساعة وفاتها حتى هذه اللحظة، وأهل صفوى كانوا هم أهل العزاء، رايتهم بيضاء، ووفاءهم كبير، كانت محبة لهم، فقابلوا حبها بحب عظيم نراه ونستشعره في كلمات النعي التي يرسلونها”.
طاقة إيجابية
المعلمة فاطمة الشيخ جعفر إحدى المعلمات اللاتي عملن معها، تقول “عرفتها لأكثر من 20 سنة، كل شيء في أم راشد مميز، مواقفها عظيمة مع الجميع، إنسانة بحق، تساعد قدر استطاعتها بل فوق ذلك، ابتسامتها لا تفارق وجهها، وحين نحبط من العمل كان صوتها يمتلئ بعبارات التحفيز والتشجيع، كانت تشع طاقة إيجابية لكل من حولها”، تضيف آل الشيخ جعفر”مواقفها لا تنسى، ولا يمكن أن تغادر الذاكرة، أتذكر جيداً حين غرقت المدرسة بمياه الأمطار قبل سنوات، وقفت في الشارع، خوفا على الطالبات، في وسط الماء المنهمر لتمنعهم من النزول من سياراتهم، وتأمرهم بالرجوع إلى منازلهم، كانت تعامل المدرسة بكل من فيها وكأنها بيتها، تجْدُّ كثيراً وتُرهق نفسها في سبيل أن يكون كل شيء في المدرسة على ما يرام، آخر مرة رأيتها قبل رمضان، في عزاء أختها، وإلى اليوم مازالت صورتها مرسومة داخلي”.
الثانوية الأولى تعني لطيفة
ولا تذهب المعلمة سوسن الصادق بعيداً عما قالته آل الشيخ جعفر بل تضيف “21 سنة عشتها بمعية القائدة لطيفة العليان، علمتني خلالها الكثير، وللحق أقول أن لها الفضل في صقل شخصيتي، انتقلت للمدرسة الثانوية الأولى وأنا ابنة 23 سنة، كنت وقتها صغيرة وبلا خبرة لكنها كانت مثل الأم تماما، تعطي من غير أن تنتظر الشكر” وتكمل “الثانوية الأولى يعني لطيفة العليان، ولطيفة العليان هي الثانوية الأولى، هذا ما قلته لها عندما تعبت، وهذا ما كنا نشعر به جميعاً، شخصية نادرة، خدمت صفوى من خلال خدمة بناتها، كانت تخاف على الطالبات وتراعيهن كما تراعي الأم بناتها، حريصة على أن لا تضام طالبة عندها ولا بربع درجة”، و”كما كانت راقية ومثالية في تعاملها مع الطالبات والمعلمات والإداريات؛ كانت كذلك بارعة في عملها متقنة له، مخلصة في أدائه، وكثيراً ما استشارتها قائدات مدارس في أمور الإدارة، وبكل الحب والتفاني في عملها تشور وتساعد من قصدها”.
عشرة عمر
تقول المعلمة فاطمة آل إبراهيم “بيني وبين المرحومة عشرة عمر، لا أستطيع أن اختصرها بكلمتين، عزيزة وغالية، كانت أختاً، بكل ما للكلمة من معنى، مع المعلمات، وأما للطالبات، تعتبر أن كل طالبة تعنيها بشكل شخصي، وكثيراً ما طلبت من المعلمات إعادة تصحيح ورقة اختبار، فقط لأن الطالبة شعرت بأنها تستحق أفضل” وتكمل “كثيرة هي المواقف التي تستحق أن تخلد ذكراها، وتنشر شذى طيبها، وبصدق لطيفة العليان رائعة في كل شيء”.
لم تكد تكمل جملتها الأولى حتى غلبتها دموعها، ومنعتها من الكلام، هذا هو حال زبيدة بالحارث مديرة المدرسة الثانوية الأولى، التي عملت منذ عام 1427هـ مع المرحومة لطيفة العليان وكيلة للمدرسة.
تقول بالحارث “هي القلب الكبير، إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، كانت تخاف الله في كل شيء، ورغم استغراقها في عملها إلا أنها، وما إن تسمع الأذان، تترك كل شيء، لتذهب للصلاة، حتى لو كنا في اجتماع، تعتذر من الحاضرين، وتنصرف للصلاة” وتكمل “تفعل الخير وتسعى أن يكون سراً، فإن عُرف كرهت أن يذكره أحد”، وتضيف ” من المواقف التي بقيت محفورة في قلب كل من عرف الحادثة، أنها سعت وجاهدت لتمديد عقد حارس المدرسة، وذلك لضعف حالته المادية”.
مصاب صفوى
لم يفت المعلمة أمينة الدحيم أن تواسي محبي العليان وفاقديها “عظّم الله أجر صفوى كلها، فمصابكم فيها ليس بأقل من مصاب أهلها”، وبحروف مليئة بالدموع وصوت يتهدج كلما عبرت الذكرى طرية ساخنة أمام عينيها تكمل الدحيم “ماذا أقول عن شخصية لا أظن أنها ستتكرر، بل لم ولن تتكرر، امرأة بثقل رجال، يقرأونها سطراً وهي بداخلنا رواية، لطيفة العليان كانت أما ومربية فاضلة، بدون مبالغة استطاعت أن تحتوي كل من مرّ عليها، سواء طالبات أو أولياء أمور، ومعلمات، وإداريات، لقد كانت قلباً رحيماً”، وتكمل الدحيم “هي من أقاربي، وإن كانت صلة القرابة بعيدة، وهي صديقة للعائلة خارج المدرسة، وهي زميلة العمل، زاملتها 8 سنوات”، “أصيبت لطيفة قبل 3أسابيع بكورونا، وتعبت جداً، ظلت 4 أيام في المنزل ثم أدخلت للمستشفى، رغم رفضها في البداية، لكن سوء حالتها حتم عليها ذلك، أمضت يومين وبعدها دخلت العناية المركزة، وما لبثت أن انتقلت إلى رحمة الله ورضوانه إن شاء الله”.
وعن بداية زمالتهما تقول “توظفت في سن 22، وفي أول يوم ذهبت للمدرسة لم تكن هناك، حيث كانت تحضر دورة، فاستقبلتني إحدى الموظفات وكانت جادة ورسمية جداً في تعاملها معي، أعطيتها أوراقي الخاصة وخرجت، وفي الطريق قلت لأبي لا أريد العودة لهذه المدرسة، لم أرتح وشعرت بالخوف فيها، فما كان منه إلا أن اتصل بالعليان وردت عليه: أبلغ أمينة أن تأتي غداً، وسترى أنها لن تفكر أن تذهب لأي مدرسة أخرى” وتكمل الدحيم “وفعلا ذهبت لها في اليوم التالي، وكانت كعادتها التي عرفها بها الجميع، غاية في الأناقة، واستقبلتني استقبال لا أنساه ما حييت، وكنوع من كسر الحواجز بيننا سألتني: ما رأيك في لبسي، ما رأيك فيني؟”، وبكثير من الألم والدموع تحكي الدحيم موقفاً آخر للعليان “لم يكتب الله لي أن أكون أماً، لكن العزيزة لطيفة أرسلت لي في عيد الأم الأخير، أي قبل شهر، رسالة تقول فيها: أعرف أنك لم ترزقي بطفل لتكوني له أما، لكني في هذا اليوم أعتبر نفسي ابنتك وها أنا أهنيك بعيد الأم، واعلمي أنك أم لكل البنات التي تحبك”.
كل شي.. كل شي
خلود المصوف تصف العليان بأنها “صديقتي الوحيدة، وحبيبتي، 23 سنة كانت لي خلالها الأم والأخت والصديقة”، وفي محاولة لإخراج الحروف من بين براثن الحزن تكرر المصوف “كانت لي كل شي، كل شي”، وتضيف “ماذا أقول عنها، وعن مواقفها، لقد كانت معي في زواجي، وحتى وأنا أطلق بولدي في غرفة الولادة كانت يدها بيدي، موجودة في كل تفاصيل حياتي، لم تتركني أبدا، لكنها فعلتها اليوم، فماذا أقول؟”.
في عيون الطالبات
ومن عيون زميلاتها لعيون طالباتها؛ تتنقل “صُبرة” لترصد ذكرى عطرة للمرحومة العليان، تقول أمل حسين آل سعيد، وهي طالبة تخرجت عام 1416هـ “مثلها لا ينسى، الله يرحم أم راشد كانت بمثابة الأم والصديقة لجميع طالباتها، كنا نعدها أماً إن احتجنا لشيء، وصديقة عندما نتحاور معها في شؤوننا الدراسية، لم تشعرنا يوما أنها مديرة وأننا مجرد طالبات، وكل الطالبات يذكرن حنانها وطيبتها وأخلاقها العالية، والله لقد كانت بلسماً، ألف رحمة ونور على روحها، غفر الله لها وأسكنها نعيم جناته ياارب” وتضيف “كان لها من اسمها أكبر النصيب، لطيفة وكانت حقاً بمنتهى اللطف، ولم تزدها تقادم السنوات إلا ألقا ومزيداً من العطاء، لقد درست في المدرسة التي كانت قائدتها وكانت هي الصديقة الأم، وتوالت السنوات ودرست عندها أختي الصغرى بعد 11 سنة وبقيت لطيفة كما هي، الأم والصديقة، ولا أظن أن أحداً ممن عاشرها يستطيع أن يقول عنها أقل من ذلك”.
طالبة أخرى تواصلت معها صحيفة “صُبرة” تقول “لطيفة العليان أم حقيقية، ما شعرت معها بغير ذلك، كانت حالتنا المادية، ضعيفة جداً، ولم يكن أبي يعمل وقتها، لذا كانت بين وقت وآخر تغدق عليّ من حنانها وعطفها، ولن أنسى ما كانت تفعله معي، فكلما احتجت شيئا، وفرته لي حتى قبل أن أطلبه، كل هذا من غير أن يعلم أحد، بابها مفتوح للجميع” وتكمل “رحمها الله، كانت أم لنا جميعا، ولي بشكل خاص”.
لا تحاتي يا مشمش
مشاعل فهمي، صورة أخرى من صور العلاقات الجميلة التي كانت تربط العليان بطالباتها، وتستمر حتى بعد تخرج الطالبة، تقول مشاعل “أمي لطيفة جنة من الاحتواء، دخلت المدرسة الثانوية عام ٢٠٠٧ وحتى اللحظة التي فارقتنا فيها ما انقطعت علاقتي بها، وتوطدت علاقتي بها أكثر عام ٢٠٠٨ بعدما جمعنا عمل خيري، أصبحنا كأم وابنتها، تخرجت عام ٢٠٠٩ من الثانوية ولكن ما انقطع بيني وبينها أي شيء، بل العكس تماماً” وتكمل مشاعل “تعاملها مع الطالبات بحكمة وحنان ومسؤولية، أمي كانت الملجأ في عز اليأس .. كانت القوة في عز الضيق ..
حكمتها في الحياة علمتني وقوتني، ومهما احتجت لها التجأت لحكمتها وهي موجودة دائماً”.
و “تخطت علاقتي بها إلى علاقتي بكل العائلة، فكانت لي أماً، وأولادها أخوة، نستمد منها القوة، فمثلها لا يبين ألمه للناس، لذا فقد كنا نراها قوية دائماً، بحنانها شملت الكل القريب والبعيد” وعن مرضها تضيف “ابتدأت فترة المرض من ١٥ شعبان، وكانت على جهاز التنفس الصناعي بعد دخولها العناية بأيام، وتم فصله ليومين وخلال هذين اليومين كانت تتواصل معنا مكالمات فيديو، وآخر تواصل معها؛ مكالمة فيديو قبل ٤ أيام من رجوعها للتنفس الصناعي قالت لي: لا تحاتي يا مشمش، أنا زينه، وانتظر المستشفى يقولو لي يللا أنتي ما فيك شي مع السلامة”، وبألم تكمل مشاعل.. “واليوم خسرناها”.
استاذتي لطيفه العليان رحمك الله وغفر لك واسكنك فسيح الجنان
اتقدم بتعزية اخواتها واولادها وبالاخص استاذتي حصه العليان
انا طالبة من طالباتها ووقع خبر وفاتها كان مؤلما لكن امر الله وانا لله وانا اليه راجعون …..
كتب الله اجرك استاذتي في كل ماتعلمناه منك من ادب وحسن خلق وعلم ….
فعلا كانت الأم لجميع الطالبات والمرشدة الناصحة للمعلمات كنت في صف اول ثانوي ٤ وحصل شغب من بعض الطالبات.. المعلمة تأثرت َخرجت من الحصة ونادت على الأستاذة لطيفة.. دخلت هيبتها لقلوبنا جميعا ننتظر أن تنزل أشد العقوبات بالطالبات المشاغبات فما كان منها أن وجهت لنا لوما ممزوجا بالعاطفة فتأثرن الجميع حياء وخجلا
وتحول سلوك الطالبات إيجابيا فكانت تحتوي الطالبات بحكتها
رحمك الله فقد كنت الأم الرؤوم.. لطف الله بحال أبناءك وعوضك بالجنة
لطيفه بنت سيف :
عظّم الله أجرنا فيك
* يا أم راشد :
أنتِ زرعتي منذ شبابك
وهذا هو وقت الحصاد .
أدعية مُحبيك بالجنّة هو
الحصاد الحقيقي .
* الشكر لأهل الوفاء لأهل
الكرم لأهل الشجاعة
أهالي (صفوى ) رجالاً وشباباً ونساءً وبناتاً
على وقفتهم جميعا بمواساتنا .
كذلك إخواناً ومُحبينا
( الأوجام — سيهات )
(أنهم أهل الوفاء دائماً )
شكراً لطالباتك وأمهاتهنّ
* كذلك المعلمات اللاتي
كُنتِ تتعاملين معهن
كزميلات وأخوات
بالخفجي .. النعيريّة
الحفر هاهنّ يرفعنّ أكففهنّ لله تعالى بأن
يتجاوز عنك ويغفر
لك ويجزيك جنّة الفردوس .
* يابنت الأجاويد
يابنت سيف
يا أم راشد
أبشري بالجنّة
إن شاء الله .
أخيراً : الشكر للجميع .
انا لله وانا اليه راجعون فقدها كل من عرفها حقاً
احدثت شرخاً في قلوبنا وقلوب اهالي صفوى اجمع
لا انساها ماحييت فمواقفها دائماً مشرفه وراقيه
لماذا رحلتِ
ولماذا تركتنا
اتذكر لطفك الممزوج بحزمك
ومزحك الممزوج بقوة شخصيتك
اتذكر مواقفك التي لا تنتهي
اتذكر عندما كنت تريدين الانتقال من المدرسه وقفنا نحن الطالبات مع المعلمات وتكاتفنا لتغيير رأيك ونجحنا كل هذا كي لا نخسر وجودك بيننا وها نحن خسرناك
بل خسرك كل من عرفك وعشق لطفك
رحمك الله وجمعنا بك في جنانه
منذ رحيلك ، والدار مظلمة…
لم تكسر مصابيحها ،بل كسر فيها قلبي
لقد أحدث هذا الفقد شرخا عظيمًا في قلبي رحمك الله رحمة واسعة يا حبيبتي
لازلت اتخيل أن وفاتها مجرد حلم وأنها على قيد الحياة، لازالت صدمة رحيلك بداخلي، انتزعت قطعةً من قلبي ولا زال خبر وفاتك عالق في مسمعي كسر فيها قلبي كسراً، طبت خالدة منعمه في جنة الفردوس اللهم ارحمها واغفر لها اللهم ارحمها واجمعني بها في جنات النعيم.
انا الله وانا اليه لراجعون
ما اصعب فراق الاحبه . الام والمعلمه المربيه الفاضله والقائده المحترمه .. لطيفه المبسم والكلام احتوت جميع طالباتها . كثيره هي الحظات المؤلمه التي تعصف بنا وتحفر في قلوبنا حزنا دفينا ..
رحمك الله يا ام راشد اوجعتي قلب كل من عرفك
روح وريحان وجنه نعيم .
عزاي في فقدتنا المرحومه قائدتنا لطيفه سيف العليان الله يرحمها ويغفرلها يوسع منازلها
فخورة جدا أني كنت من ذو سنوات طالبه في مدرستها وهي قائدتي وتخرجت من مدرستها
نعم قائدة والمريبه ذو شخصيه أنيقة عظيمة و قوية وعلي رغم من ذالك معاملتها لطالبات معامله الأم وبناتها هي مربيه ومحفزه وداعمه لي ولجميع الطالبات رحلت من دار إلدنيا إلي دار الأخرة لكن مواقف كثيرة وجميله راسخه في ذهن لاتنسي علي طول العمر