[5] تأمُّلات في جماليات سورة “الإنسان” أغلال الكفار.. وسلاسلهم
مدينة أحمد البوري
آية اليوم الخامس:
﷽
{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا}
بعد الإيضاح في الآيه السابقة حول انقسام الإنسان بين الهداية بالشكر او الكفر، تأتي هذه الآيه لتوضج عقاب وجزاء من سلك طريق الكفر، وابتعد عن سبيل الله،فجزاءهم الذي اعده الله لهم السلاسل والاغلال والسعير.
( أعتدنا)
انّا:جاءت للتأكيد وتركيز الموضوع بالذهن.
•لمَ قال(أعتدنا) ولم يقل أعددنا أو جهزنا؟؟
لأن أعتدنا تعني الإعداد والعتاد الذي تم تهيئته ،وذلك لتحقيق الردع للعاصين ،وهي تعني الحضور والقرب.
بينما أعددنا تعني التهيئه والإعداد وليس بالضروره الحضور.
• لماذا جاءت (أعتدنا) بصيغه الماضي؟؟
حتى يفهم العاصون إن العدة للعقاب قد عدت ،وهذا مايزيد أثر الردع والزجر بالنفس
(للكافرين)
•لماذا لم يقل “للكُفّر”؟
لأنه لو قال للكُفّر لذهب الظن أن العقاب يطال فقط كثيري الكفر والمبالغين فيه،وغير المبالغ لايناله العذاب ،لذا سيكون الكفور عذابه اكبر واشد.
(سلاسلا واغلالا وسعيرا)
•ما الفرق بين السلاسل والاغلال؟؟
السلاسل هي عباره عن حلقات تدخل ببعضها بعض، تأسر حركه وحريه المأسور ضمن مسافه معينه، تحددها طول السلسله وطريقه التفافها على الجسم، وهي ماتشد بها الارجل.
بينما الاغلال جمع غل، وهي ماتقيد وتشد بها العنق والايدي مع بعضهما البعض
وقيل قد تكون السلاسل مايشد بها المجرمون الى بعضهم ،بينما الاغلال ماتغل به الايدي والارجل والعنق للشخص الواحد
•لماذا قدم السلاسل على الاعناق؟؟
التقديم على سبيل التدرج في عرض العقاب الذي سيواجهه الكافر ،فذل السلاسل سيكون أقل هوان من ذل الاغلال في العنق ،وذلك لكي يستشعر الكافر ما سيواجهه.
•لماذا ذكر هذا النوع من العذاب( سلاسلا واغلالا وسعيرا)؟؟
هنا تذكير من الله سبحانه وتعالى للإنسان ،فقد هداه إلى السبيل واعطاه حريه الاختيار،ولكن الكافر أساء الإختيار،لذا في الآخره ليس له ان يختار،وليس له إلا السلاسل والأغلال .فالسلاسل تُقيد بها الارجل ،والأغلال تُغل بها الأعناق والأيدي .
وهكذا تقيد حريته مقابل الحريه التي اهدرها وأساء استخدامها في الدنيا ،حيث لم يشكر بل كفر،
وإختيار هذه العقوبه أنما لأن التجبر والأستكبار كان لذه الكافر في الدنيا ،فتكون عقوبتها هي التقييد إمعان بالاذلال والمهانه والتحقير.
ويتبع هذا العذاب النفسي العذاب الجسدي للكافرين في الآخره، الا وهي السعير لينال الجسد نصيبه من العذاب كما نالت الروح
•اذن
(ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار )
اللهم اجعلنا ممن قالت فيهم الآيه(جنات عدن مفتّحه لهم الابواب)
عفوك ورحمتك وجنتك يارب