[كلمة صُبرة] هل تُفسد المخدرات العلاقات السعودية اللبنانية.. تجارياً..؟
ثلاثة بيانات حسّاسة صدرت هذا اليوم، تمسّ علاقتنا مع أخوتنا في لبنان. أحدها عن المديرية العامة لمكافحة المخدرات التي كشفت عن إحباط تهريب مليونين و 400 ألف حبة كبتاجون، عبر ميناء الدمام. والثاني عن المديرية العامة للجمارك كاشفاً عن إحباط كمية أكبر بلغت 5 ملايين و 300 ألف حبة..!
ومجموع ذلك 7 ملايين و 700 ألف حبة. وكل هذا العدد الهائل من المخدرات مدسوس في شحنات رمان..!
هذا الرقم الهائل، وأرقام سابقة عن “كتبتاجون لبنان”؛ وراء البيان السعودي الثالث الذي تولته وزارة الداخلية، وأعلنت فيه موقفاً حازماً من معضلة تهريب المخدرات من لبنان. الموقف هو إيقاف استيراد الفواكه من الجمهورية اللبنانية “إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة”.
بيان الداخلية وصف التهريب بأنها “عمليات ممنهجة”، وهذه الـ “منهجة” تعني وجود أفعال مرتّبة ومخططة ومدروسة لتحقيق هدف خطر؛ هو المشاركة في نشر “الكبتاجون” في السعودية.
بيانات الجمارك، ومعها بيانات مكافحة المخدرات؛ مكثّفة جداً في الأعوام الأخيرة، ووتيرتها متسارعة في الأشهر الأخيرة، ويكاد يكون “الكبتاجون” أكثر مفاتيح عناوين الأخبار شهرةً في إعلامنا المحلي. وهذه البيانات تكشف ـ فقط ـ عمّا يُحبَط ويُرصَد ويُقبَضُ على المتورطين في عمليات التهريب. فما بالنا بما خفيَ ـ وهو أعظم ـ قياساً بما يشهده الشارع من أخطار وراءها آفة المخدرات..؟!
أخوتنا، في لبنان، مطالبون بضبط أجهزتهم الأمنية وترجمة نشاطها إلى أعمال مسؤولة، ليس من أجل حماية اقتصادهم من معضلات المخدرات وغسيل الأموال فحسب؛ بل من أجل حماية علاقات لبنان التجارية بأشقائهم وأصدقائهم وشركائهم..!
انتشار حبوب “الكبتاجون” من أخطر الآفات تأثيراً في الشباب بوجه خاص، وينشط مروجوها على مدار العام، ويتركز النشاط في أيام الاختبارات، وسوق هذا السُّمّ متعطش لإمدادات مستمرّة، والمحصّلة هي مشكلات إدمان يتطلّب علاجها ميزانيات هائلة، فضلاً عن ميزانيات التجارة والترويج التي تستنزف اقتصادات الأسر، وتذهب سُدىً في ما لا طائل منه ولا جدوى..!
موقف المملكة ـ ممثلاً في وزارة الداخلية ـ هو موقف من طفح كيله، ونفد صبره. وعلى أخوتنا في لبنان أن يفحصوا الرسالة السعودية جيداً.
نريد فواكهكم دون مخدرات، ويهمنا نجاح اقتصادكم ولكن ليس على حساب شبابنا. وحتى ننجح معاً ـ مصدِّراً ومستورداً ـ فإن عليكم ضمان أن التجارة فيما بيننا خالصة من هذه السموم.