المهندسة كوثر الزاكي.. الجدارة تعبر من بوابة “التفاصيل الدقيقة” وصلت إلى مشاريع أرامكو ونالت ثقة القطاع الخاص
سيهات: شذى المرزوق
بين الحلم والواقع، سارت حياة كوثر الزاكي في مجال التصميم، وعملت على صعود سلم المهنة درجة درجة، وأدركت أن البداية تكون بلفت الأنظار إلى تصميماتها في كل مشروع تشارك فيه.
ولذلك عمدت إلى الاهتمام بالتفاصيل التي يبحث عنها العملاء.
في الوقت نفسه، لم تنس حلمها، بأن تكون صاحبة مكتب تصاميم واستشارات تديره بنفسها.
عملت الزاكي ذات الـ 24 ربيعاً على تحقيق الحلم فور تخرجها بمرتبة الشرف في كلية التصاميم في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، ووثقت في قدراتها وخبراتها العملية.
وخلال 18 شهراً فقط، ورغم جائحة كورونا، استطاعت الزاكي أن تكشف عن موهبتها الخاصة في التصاميم، وإيجاد صورة فريدة تبرز جمال المكان، فأعادت ترميم بعض المشاريع، وقدمت استشارات في التصاميم الداخلية والخارجية، هذا عدا الإستشارات التنسيقية لتصاميم وحدات الأثاث، بالإضافة إلى تنفيذها والإشراف على مشاريع عملت على تصميم محتواها بشكل كامل حتى تسليمها.
التصميم الملهم
أدركت الزاكي أن تحقيق الأحلام صعب، ولكنه ليس مستحيلاً، فرسمت لنفسها خطة تسير عليها، وعمدت إلى تعزيز لمساتها الإبداعية في التصاميم، وطورت خبراتها في الاهتمام بلمسات إبداعية تخص المرأة ويفتقدها الرجل، رأت أنها تميز المصممة عن المصمم، كما قررت أن تعمل في صمت، وتتعلم المزيد أيضاً في صمت، إلى أن نجحت في تحقيق الحلم، وافتتحت مشروعها الخاص، وأطلقت عليه اسم “التصميم الملهم”، سعياً إلى توفير خدمات نوعية لعملائها، إلى جانب المحافظة على معايير عالية من خلال تقديم أفضل المستويات للتصاميم السكنية، والمشاريع التجارية أيضاً.
تدريب وتفوق
عشق الزاكي للتصاميم، بدأ في وقت مبكر، ونفذت أول مشاريعها وهي في السنة الثالثة من الدراسة الجامعية، حين عملت على تصميم صالة البدر الرياضية في القطيف، ورغم تميزها الدراسي وحصولها على شهادات تفوق عديدة، ترى أن اكتساب الخبرات الفعلية لا يتم إلا من خلال التدريب في المكاتب الهندسية أثناء الدراسة، وهو ما أسهم في صنع روح التحدي عندها، وإخراج أفضل ما لديها، قبل أن تعمل في وحدة التصميم الشامل التابعة للجامعة، ومنها استطاعت إعداد وتولي مشاريع داخلية في الجامعة ذاتها.
وعلى مستوى أكبر، عملت الزاكي على مشاريع خاصة في شركة أرامكو السعودية، وشركة ريتال للتطوير العمراني، وكذلك شركة مدانة المد الله والمعمار للإستشارات الهندسية.
تنويع التصاميم
تنوعت تصاميم الزاكي بين مجالات كثيرة، منها تصميم تحويل كلية البنات إلى مركز ثقافي، ومركز للتنمية، وتصميم معرض للسيارات، ومراكز للبحوث، وصولاً إلى تصاميم المشاريع الفندقية.
ولم تكتف بهذا التميز، الذي جعل منها الأولى على دفعتها، بل مارست هوايتها مع كل ما اكتسبته من خبرة تدريبية بعد 4 أشهر من تخرجها، وباشرت في عمل الإجراءات اللازمة لحصولها على الاعتماد المهني، واستطاعت أن تنال الإعتماد وعضوية هيئة المهندسين.
السجل الذهبي
يحفل السجل الذهبي لكوثر الزاكي بمشاريع وأعمال مهمة، أخذت منها الكثير من الوقت والجهد، منها تصميم مقترح تابع لبحث التخرج لمبنى ومركز تنمية الشابات في سيهات، والتصميم والاشراف على حفل تقاعد أرامكو في رأس تنورة عام 2019، والمشاركة في مسابقة خاصة بالدوارات في محافظة القطيف، وتصميم نموذج مقترح لدوار كورنيش الغدير، قبل أن تقدم تصميم سينما حي “نجمة” التابع لأرامكو في رأس تنورة.
ولا تنسى الزاكي أبدأ أنها صممت وأشرفت على تنفيذ 3 فلل سكنية، وقدمن تصميماً لفيلا سكنية تابعة لإحدى الشركات الخاصة، فضلاً عن تصميم مشاريع تابعة لشركة الفوزان، وبالأخص شركة ريتال للتطوير العمراني التابعة للمجموعة، وتصميم صالة البدر الرياضية في القطيف، وتصميم حدائق خارجية، وأخيراً عملت على تصميم وإشراف أحد مطاعم البرجر في سيهات.
العمل التطوعي
السعي المتواصل للزاكي والحماس الذي انطلقت منه لتحقيق حلمها، لم يقف حاجزاً أمام عملها متطوعة في برامج وخدمات مجتمعية. وتقول “حلمي كان بمثابة الدافع لي لممارسة العمل التطوعي تحت مظلة لجان داعمة، ساعدت على إبراز موهبتي”.
ومن المبادرات التي شاركت فيها “مبادرة التشجير التابعة لأمانة المنطقة الشرقية، ومبادرة تطوعية أخرى تابعة للجنة “سيهات جميلة”، فضلاً عن الانضمام إلى فريق العمل في مبادرة “إنجاز” التابعة للقبة الرياضية في الظهران، كما شاركت على مدار سنتين متواصلتين في برنامج التعرف على التخصصات ضمن البرنامج الثقافي “مستقبلي” التابع لخيرية القطيف.