فاطمة أبو ديب.. مهندسة بترول تقود «شباب القطيف» خاضت تجارب في العمل التطوعي محلياً وعالمياً
القطيف: صُبرة
وضعت المهندسة فاطمة حسين علي محسن آل أبو ديب، بصمتها في المجالين الأكاديمي والتطوعي، واستطاعت أن تُبهِر العالم بقوتها وشجاعتها في تجاوز النظرة النمطية للمرأة.
أبو ديب، المنحدرة من جزيرة تاروت في محافظة القطيف، تثبت أنَّ المرأة قادرة على تحقيق النجاح والتفوق في كل مجالات الحياة، بحصولها على البكالوريوس في هندسة البترول بمرتبة الشرف من جامعة بن ستيت في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى تجارب تطوعية عالمية ناجحة في مجالات مختلفة، مما أهلها لنيل ثقة نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي اختارها «قائد شباب محافظة القطيف»، وعضواً في مجلس شباب المنطقة.
مشوار تعليمي
تروي المهندسة فاطمة، قصة نجاحها في تقرير أعده الزميل محمد جليح، ونشرته قبل قليل وكالة الأنباء السعودية «واس»، مبينة أنها انطلقت بعد مرحلة تخرجها من الثانوية، وبدأت مشوارها التعليمي بالابتعاث عام 2012، ضمن برنامج الابتعاث الجامعي لغير الموظفين التابع لشركة «أرامكو السعودية» لدراسة درجة البكالوريوس في هندسة البترول والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.
تخرجت في 2016، مواصلة مشوارها التعليمي، وهي حالياً مبتعثة لدراسة الماجستير في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي في جامعةie في إسبانيا.
جوائز عالمية
في خزانة أبو ذيب جملة من الجوائز، إذ نالت جائزة أفضل مهندس يافع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2019، من جماعة مهندسي البترول العالمية، وهي صاحبة أول مبادرة لتقديم دورة اختبار القدرات لطلاب المرحلة الثانوية، التي استفاد منها أكثر من 200 طالبة.
المرأة وثقافة العطاء
تعد فاطمة، العمل التطوعي «من المسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع، والطريق للإسهام في تنمية المجتمع ورقيه، وأنه ثقافة عطاء بلا حدود».
تقول «إن المرأة تحتل دائماً دورًا فعالاً في الكثير من الأعمال التطوعية الخيرية، لطبيعتها الحنونة وحبها للمشاركة في العطاء والبذل من أجل الآخرين».
مشاركات محلية وخارجية
شاركت أبو ديب في أعمال تطوعية محلية عدة، مثل: «برنامج مستقبلي»، حيث كانت قائدة أكبر ملتقى تخصصات للطلاب في المنطقة، بطاقة استيعابية تصل لـ5000 طالب وطالبة، إضافة إلى أدوارها التطوعية والقيادية في أكثر من 10 جمعيات تطوعية منها: جمعية العطاء النسائية الخيرية، جمعية القطيف الخيرية، جمعية مهندسي البترول، برامج الشباب القيادية، حملة «أرميها صح» للمحافظة على البيئة، حملة «فرحتنا معهم أحلى»، وهي مجموعة تعني بالأيتام مادياً ومعنوياً، مشروع «بسمة».
إضافة إلى تطوعها خارج المملكة في تنزانيا – زنجبار، حيث أسهمت في تعليم الأطفال ذوي الدخل المحدود اللغة الإنجليزية والرياضيات، وشاركت في «نوادي التوستماسترز» العالمي، الذي يهتم بمساعدة الناس في التواصل والتحدث أمام العامة وتعليمهم مهارات القيادة والخطابة، ومجموعة «تيداكس» العالمية، وهو مؤتمر سنوي يدعو كبار المفكرين وأصحاب القرار والأعمال والمعلمين في العالم للتحدث، ويدعم الأفكار التي تستطيع تغيير العالم، وفي «ستيمانيا» وهو فريق يشجع الشابات لدخول تخصصات الـ science-technology-engineering-math.
تمكين المرأة السعودية
قالت أبو ديب، «إن المملكة لم تذخر جهدًا في دعم أبنائها من المواطنين والمواطنات، وزاد هذا الدعم مع إطلاق رؤية 2030، التي ركزت فيها على إبراز المرأة السعودية وتمكينها في كل المجالات وفي سوق العمل لا سيما في التعليم الذي هو أساس نهضة الأمم، فقد هيأت بيئات العمل لدخول المرأة في كل القطاعات والوظائف، ما هيأ آفاقًا لا حدود لها من الطموح، ففي زمن المرأة المعاصرة اليوم تطورات سريعة، وقرارات مفاجئة، وأهداف مستقبلية مثيرة، واستراتيجيات ذات نفس طويل».
ورأت أن برامج الابتعاث الخارجي «فتحت آفاق التطور واكتساب المهارات والمعرفة أمام الفتيات للمشاركة في نهضة وبناء مستقبل المملكة، من خلال تطوير الكفاءات القادرة على الابتكار وريادة الأعمال؛ لمواكبة مشاريع وخطط التنمية المستقبلية للمملكة بما يتناسب ومكانتها المتميزة ودورها في تحقيق أهداف «رؤية 2030».
وأشارت إلى أن قرارات تمكين المرأة خطوة مهمة، للانطلاق والتميز والقيادة في عملها وحياتها، فالأبواب مفتوحة للجميع، والدولة مكّنت المرأة؛ لتكون صاحبة دور قيادي بارز، حيث لم تضع شروطاً أو قيوداً أو عقبات أمامها بل أزالتها، ما انعكس على ما تقوم به المرأة، وإبراز دورها الإبداعي والإداري في جميع القطاعات.
ووجهت المهندسة فاطمة آل أبو ديب، رسالة إلى بنات الوطن «أنتن صانعات المستقبل وقادرات على حمل أمانة الوطن ومكتسباته وأن العلم والعمل بإخلاص هو أفضل ما يمكن أن نقدمه في ظل سعينا الدائم لرد الجميل للوطن، وذلك بتحقيق الهدف الأسمى وهو الرقي بمجتمعنا ورفع اسم وطننا، وأن المرأة حققت نجاحات كثيرة في العمل التطوعي منذ عصر النبوة، حيث أعطاها الإسلام دورها الحقيقي في الحياة، وكان للتطوع أمثلة كثيرة».