في مايو.. الحنين يحرّك كبار السن لشراء “خلال الغُرّهْ” الأخضر صنف فاخر حملته الصغيرات على صدورهنّ قلائد

القطيف: صُبرة

ربما ليس من أجل طعمه، بل من أجل إحساس الحنين المرتبط بالطفولة، ومغامرات الصغار التي تُقدم على قطف البسر من العذوق وأكلها في وقت جوع.

ربما من أجل قلائد الفتيات الصغيرات اللائي يتزين بعقود خضراء.

ففي كل الأحوال؛ الخلال الأخضر ليس لذيذاً جداً؛ حين نقيسه بالفواكه المتاحة في الأسواق الآن. إلا أنه أكثر من لذيذ عند كبار السن الذين يشترونه، مثل هذه الأيام، ويأكلونه.

في هذه الأيام؛ يُعرض صندوق خلال “الغُرّهْ” بـ 20 ريالاً. ثمرة الرطب الخضراء من هذا الصنف بالذات؛ تؤكَل حتى وهي ما زالت فجّة وغير ناضجة. و “الغُرّه” رطب أصفر من أصناف القطيف والأحساء، وهو صنف فاخرٌ، ينضج في بداية الموسم، بعد صنفي “الماجي” الأحمر و “البكيرات” الأصفر.

ويمكن أن يؤكل بسراً، ورطباً، وتمراً. لكن يمكن أكله “خلالاً” أيضاً. والخلال ـ في القطيف ـ هو الرطب اكتمل نموّه، ولكنه لم يكتسب لونه المعروف. وغالبية الخلال طعمه رديء، بسبب كثافة مادة التانين، وتبدأ هذه المادة في التحلل كلما نضجت الثمرة.

لكن خلال صنف “الغُرّه” استثناء، إذ يمكن تناوله وهو في هذه المرحلة وقبل اكتساب لونه، نظراً لأن مادة التانين قليلة في هذا الصنف من الرطب تحديداً.

ينضج صنف “الغُرّه” في أواخر شهر يونيو، وويسجّل أسعاراً عالية في البداية، قد تصل إلى 50 ريالاً للصندوق الواحد. وكالعادة؛ سرعان ما تتراجع أسعاره بظهور صنف “الخلاص”، بعد منتصف يوليو.

كانت أصناف النخيل تنضج تباعاً، وضمن فواصل زمنية تصل إلى الأسابيع. فهناك أصناف بداية الموسم، وأصناف وسط الموسم، وأصناف نهاية الموسم. لكن العقود الأخيرة شهدت تداخلاً في مواعيد نضوج الأصناف، ويمكن أن ينضج صنف “الخلاص” في الشهر الأول من الموسم، على الرغم من أنه من أصناف وسط الموسم.

آكلات القلائد

كان الفائض من الخلال زينة للصغيرات في الماضي. الصغيرات اللائي لا يمكن لأهلهنّ شراء عقود الذهب والفضة لهنّ، يأخذن الخلال الأخضر، ويشكنّه بإبرة، ويصنعن منه قلائد. قد تتباهى الطفلة بما منحتها إياه الطبيعة، وتمضي وقتها في اللهو واللعب مع نظيراتها. ولكنّها ـ في النهاية ـ سوف تأكل قلادتها، وتشاركها الصغيرات الأخريات.

هذا الفلكلور؛ انتشر في ريف القطيف طويلاً، إلا أنه انقرض الآن. لم يعد جيل اليوم يميّز حتى أصناف الرطب.. إنه لا يعرف إلا الأحمر والأصفر، ويميل إلى صنف “الخلاص”، لأنه الأشهر.

اقرأ ايضاً

بشائر “الماجي” بدأت.. القطيف تُنتج أكثر من 70 صنفاً من الرطب

 

تعليق واحد

  1. مقال جميل يعيد لنا ذكريات الماضي حينما كنّا أطفالاً .. ويا لها من ذكريات
    فعلاً لم يعد جيل اليوم يفرق بين أنواع الرطب وهناك من يفضل الحلويات عليه .. ومن وجهة نظري من لا يأكل الرطب خسر لذة من ملذات الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×