الدكتورة فتحية الجامع لـ 100 امرأة: لا تنتظرن الأمراض.. وسارعن في اكتشافها قالت إن الخرف عند النساء 3 أضعاف عند الرجال
القطيف: ليلى العوامي
بكثير من الإنصات والاهتمام، استمعت 100 امرأة إلى نصائح وإشادات صحية، رددتها الدكتورة فتحية إبراهيم الجامع على مسامعهن في محاضرة نظمها مركز التنمية الاجتماعية في محافظة القطيف مساء أمس (الأحد) بعنوان “اليوم العالمي من أجل صحة المرأة”.
وألقيت المحاضرة عبر تطبيق “زووم”، الذي رفض استيعاب مئات النساء الأخريات اللائي كن ينتظرن الدخول إليها، واكتفى ـ فنياً ـ باستيعاب 100 شخص فقط.
واستهلت الدكتورة فتحية المحاضرة، بإهداء ثوابها إلى ابنها في ذكرى يوم وفاته، قائلة “28 مايو، وهو مولد ابني أحمد، لذا أنا أهدي جزاء عملي هذا إليه، ولكل الشباب وإلى والدي وأخي وكل ما ماتوا، وجزاء هذا العمل لن يتم إلا بتفعيل ما سيتم طرحه”.
مرحلة متأخرة
وبدأت الجامع حديثها للحاضرات بالنصيحة المعروفة “الوقاية خير من العلاج”، وقالت مخاطبة النساء “أيتها المرأة، كوني مبادرة، واكتشفي مبكراً المرض في مرحلته الأولى، أنت بذلك تتفادين مشكلات صحية كبرى، فلا نريدك أن تصلي لمرحلة متأخرة من المرض، فتكوني أنت المُلامة”.
وأشارت الجامع إلى أن رؤية 2030 حددت البرامج التي تهتم بصحة المرأة الوقائية والعلاجية مبكراً، ثم تساءلت “لماذا الاهتمام بصحة المرأة؟
وأجابت الجامع “المرأة تختص بأمراض مختلفة عن الرجل، منها الجيني، حيث أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء 98%، ولدى الرجال 2% فقط، ومتوسط عمر المرأة يزيد عن متوسط عمر الرجل، بمعدل يراوح بين 6 و8 سنوات، وأثبتت الأبحاث زيادة عمر المرأة عن الرجل بنسبة 8% من بين عامي 2000 و2016، وهذه الزيادة بحاجة إلى الاهتمام بصحة المرأة أكثر، إضافة إلى ذلك، أن معدلات الإنتحار أقل عند النساء، منها عند الرجال، وعالمياً يُقال أن المرأة أكثر فقراً من الرجل وأقل دخلاً منه”.
وانتقلت الجامع إلى التدخين، وحذرت النساء منه، قائلة “التدخين يقلل من نسبة هرمون الإستروجين المتعلق بنضارة المرأة”.
سرطان الرحم
وحثت الجامع السيدات على “عمل مسحة لعنق الرحم بعد سنتين من الزواج، والاستمرار على ذلك مع تقدم العمر”. وقالت “أكثر الفئات المعرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم هن الشابات، والسبب يعود إلى أن النشاط الجنسي لديهن عالٍ”.
ولم تنس الجامع الحديث عن الأمراض القلبية. وقالت “المرأة قبل انقطاع الطمث، أقل من الرجل من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، ولكن بعد انقطاعه، تتساوى معه في الإصابة بهذه الأمراض، بل تزيد احتمالية إصابتها بالأمراض الوعائية القلبية”.
الإنتحار والقلق
وأوضحت الجامع أن 25 % من النساء يعانين من مشكلات نفسية خلال حياتهن. وقالت “النساء أكثر عرضةً للقلق والإكتئاب والمشكلات الجنسية أيضاً”.
وتابعت “معدل الإنتحار لدى الرجال أكثر بنسبة 1% عند المرأة، والخرف عند النساء ثلاثة أضعاف الخرف عند الرجال، والبعض يقول إن التغيرات الهرمونية وتغير الجينات وتقدمها في العمر قد يكون سبباً، ويجب أن نهتم فيها”.
وقالت “كما أن مرض هشاشة العظام عند المرأة أكثر منه عند الرجل، وهذا المرض منتشر لدينا كثيراً، وتصل نسبته عند النساء 16%، والرجال 4% فقط، ونسبة الإصابة بفقر الدم لدى المرأة أكثر منه عند الرجل، بسبب الطمث والولادة، وهذه مشكلة صحية عالمية، وتبلغ نسبته 30% من النساء، والحوامل 42%.
مداخلات النساء
وشهدت المحاضرة العديد من المداخلات بين الدكتورة الجامع والحاضرات، اللائي سألن عن مشكلات صحية نسائية، تناولت بطانة الرحم المهاجرة، وأسبابه وطرق العلاج، والشقيقة المزمنة عند الفتيات الصغيرات، وتكيس المبيض، واختلاف الفصائل بين الزوجين السالبة والموجبة. وأشارت الجامع إلى أن العديد من هذه الأمراض بدأت تنتشر في المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية.
ووجهت إحدى الحاضرات سؤالاً عن تأثير استئصال أحد المبايض على الحمل، وقالت الدكتورة الجامع “أكياس المبايض في الأغلب حميدة، وتقوم بنشاط أثناء عملية الإباضة، لكنها قد تكبر، فتحتاج إلى استئصال، فلو تم استئصالها وهناك مبيض آخر لديه القدرة على الإباضة، فلن يؤثر ذلك على الحمل، ومن المهم معرفة نوعية أنسجة الكيس”.
وفي سؤال آخر لسيدة تعاني من وجود ألياف رحمية، أثرت على الدورة الشهرية، اضطرت إلى أزالتها في عملية جراحية، ولكنها عادت من جديد، قالت الجامع “الأورام الليفية الرحمية من الأورام الشائعة بين النساء، وتختلف في حجمها وموقعها”. وأضافت “هذه الأورام تسبب مشكلات للمرأة، ومن أشهر الأعراض النزيف المهبلي أيام الدورة الشهرية، وكلما كان استئصالها في سن مبكرة، كان احتمالية ظهور غيرها مع مرور الوقت، بمعدل 20% ويتغير أسلوب العلاج حسب السن والانجاب”.
وعن سؤال حول آلية التعامل مع سرطان عنق الرحم، قالت الجامع “يتم اكتشافه بمسحة مع فحص المنظار، بداية من سن 22 سنة، حتى تتقدم المرأة في العمر، ويمكن تلقيح الفتيات في سن مبكرة لمنع الإصابة به”. وأضافت “لا يحدث السرطان إلا عن طريق الجنس غير الآمن خارج نطاق الزاوج”.