في القطيف.. زفَر البحر وملوحته يُنتجان العسل المصفّى.. أصفر..! «المنغروف» يحل مشكلة «التزهير» صيفاً وخال من المبيدات وقليل الكلفة
القطيف: نداء آل سعيد
هل يمكن أن تتحول ملوحة البحر وزفرته إلى عسل مصفى؟
ببساطة؛ نعم. ومع أن المسألة تبدو «غريبة»، لكن نحالون من القطيف نجحوا فيها، ليخوضوا تجربة جديدة في إنتاج العسل الحر المصفى من شواطئ البحر المالحة الممتدة على الخليج العربي. فرصة وجدها النحالون بيئة خصبة لزيادة إنتاجهم من العسل، وتقوية سلالات النحل المتأصل والمستوطن في محافظة القطيف.
يتوسط «المنغروف» البيئتين البحرية والريفية؛ فيتغذى عليه الأسماك وأنواع القشريات، ويدعم إنتاج الشعب المرجانية، كما يدعم استقبال الطيور البحرية على شواطئ الخليج العربي.
ولكن أشجار «المنغروف» في بيئتها المالحة وذات الرائحة الزفرة لا تخلو من الأزهار الغنية بالرحيق والشذى؛ الجاذبة للنحل لإنتاج أفخر أنواع العسل. الأيام الحلوة تمر على «المنغروف» أيضاً لاستعادة التوازن البيئي الذي مر عليه عقود سوداء من الجور العبثي.
خلقت التجربة الجديدة من نوعها على مستوى المملكة، بيئة صديقة للنحل ومنتجاته في موسم فراغ لبيئة مناسبة ومرعى مزهر في فصل الصيف، مع درجات حرارة عالية تؤدي إلى قلة الأزهار والورود التي يتغذى النحل على رحيقها وغبار الطلع الخاص بها.
«صبرة» التقت عدد من النحالين، لتوثيق تجربتهم في دخول سوق عسل «المنغروف».
البداية؛ النحل المهاجر
رغم أن سعود ناجي آل مويس (38 عاماً)، متخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، في تخصص إدارة صناعية، ويعمل في شركة «أرامكو السعودية» مشرف ومخطط مشاريع، لكنه مزارع ويربي ماشية ونحل.
قصة آل مويس مع النحل بدأت منذ أربع سنوات، حين زاره نحل مهاجر في مزرعته أبو طويق (الاسم المتعارف عليه بين المزارعين)، وهو نوع من النحل الإندونيسي أو الهندي، يتميز بحجمه الصغير، يقول «كان يزور مزرعتي بشكل كبير، لوجود أشجار اليمون والسدر واللوز، فكنت أراقب النحل، وأرى وجود مرعى غزير في المزرعة، فكنت أحصل على عسله مرتين في السنة، وكانت الكمية كانت بسيطة؛ من ربع إلى نصف كيلوغرام».
ويبين أن هذا النحل المهاجر «يأتي لفترة ثم يغادر المزرعة، فهو لا يعيش في الصناديق، ويتنقل في الصيف إلى أشجار معينة، وفي الشتاء إلى غيرها، حسب تقلبات الأجواء. ويجمع العسل بطعمه اللاذع، فبحكم حجمه الصغير يذهب حتى إلى الزهور الصغيرة، وينتج عسلاً بنسبة رطوبته عالية، ولكنه ممتاز. وهذا النوع من النحل مهمل ويعامل بشكل مؤذي له».
يكمل آل مويس «رأيت أن النحل متكيف ومتأقلم داخل المزرعة، فكنت أراقبه وأحَصل على عسله. حتى زارني أحد المزارعين من الأحساء في مزرعتي، ورأى النحل عندي بشكل كثيف وإنتاجه وفير، ونصحني بتربية النحل؛ واقتنعت بالفكرة وبدأت بـ5 خلايا، تطورت مع القراءة والممارسة، إلى أن وصلت إلى 100 خلية والحمد لله. والمنحل ثابت في المزرعة، إلا أننا نتنقل به حسب المراعي وإمكانية التنقل».
ويستشهد في هذا الصدد، بالانتقال إلى «المنغروف» هذه السنة، يقول «استوردت سلالات من خارج السعودية، من موردين يأتون به من مصر، وهو عبارة عن سلالتين؛ الأسمر والأصفر، وهو هجين «كرانيولي»، ولكن السلالات الصافية تأتي من جزر الكناري وأميركا وروسيا، وهناك محطة في الإمارات تورد ملكات النحل، فكنت آتي بالملكات أربيهم بحيث يكون لدي تنوع جيني».
فاطمة في منحل والدها سعود آل مويس.
«المنغروف» وحل مشكلة الصيف
بعد وصول عدد خلايا النحل إلى 100، سعى آل مويس إلى أن يكون المشروع مرخصاً من وزارة البيئة والمياه والزراعة، يقول «حاولت أن أستوفي الشروط، وقدمت على التصريح، وحصلت على تصريح النحال، وكان ذلك مجهداً قليلا، لقلة من لديهم تصريح تربية النحل في القطيف، فكنت أول واحد يحصل عليه، ولكن العاملون في الوزارة لم يقصروا معي، ساعدوني بقدر الإمكان».
يكمل آل مويس «في موسم الربيع قد نجني النحل مرتين، وكلما زادت الأمطار؛ زاد الرحيق في الأشجار، فهناك علاقة طردية فمع زيادة الأمطار تزيد نسبة التزهير ونمو الأشجار، وفي حال شح الأمطار يقل الإنتاج».
ويعدد مواسم التزهير، فأشجار الكافور تُزهر في شهري أبريل ومايو، والبرسيم من شهر أبريل إلى أغسطس، حسب توفر الزهور فيه، و«المنغروف» في الصيف، وعادة ما يزهر على مدى شهر ونصف الشهر إلى شهرين، من منتصف مايو، والسدر من شهر أكتوبر إلى ديسمبر، بحكم تفاوت الأجواء.
يضيف «أن من مقومات تربية النحل المكان الآمن، وتوافر الغذاء من المرعى الزراعي الطبيعي، وتوفر نحل من سلالة يعتمد عليها في التربية، وتوافر أجواء معتدلة، أو مواسم زهرية تناسب أجواء المنطقة، بحيث يجمع النحل الرحيق وحبوب اللقاح، وبقيّة المدخلات. وللنحل المواسم لدينا في القطيف، ربيع وخريف، والصيف ممكن».
ومع أن آل مويس، لم يستبعد الصيف من مواسم الإنتاج، ولكن ثمة معضلة تواجه النحالين، وهي عدم وجود أشجار تُزهر في هذا الفصل في المنطقة.
لكن «المنغروف» يغطي الفراغ الموسمي لفصل الصيف شديد الحرارة، بين موسمي الربيع والخريف، يضيف آل مويس «الآن؛ بإمكان مربي النحل الاستغناء عن التغذية السكرية للنحل في الصيف».
ناجي يساعد والده سعود آل مويس في أعمال المنحل.
جودة عالية بكلفة أقل
إذ يلجأ بعض مربي النحل إلى هذا الأسلوب، للحفاظ على النحل في هذه الفترة التي لا تجد فيها النحل ما تتغذى عليه.
عن خوضه التجربة؛ يقول آل مويس «التجارب التي أطلعنا عليها تخبرنا أن عسل «المنغروف» ذا جودة عالية، ومفيد جداً للمشاكل الباطنية والتنفسية، ومن جهة أخرى؛ هو غزير، وكذلك موسم تزهيره يكون فيه التزهير عموماً شحيحاً (شهري يونيو ويوليو)، ويكون المرعى في حال جفاف، فيعتمد النحال على تغذية نحله تغذية سكرية، أو عن طريق عجائن بروتينية، أو الاثنين معاً حسب وضع النحل».
ويكمل ال مويس «أما الآن؛ فالمنغروف فرصة للنحالين لإنتاج العسل، وتقوية الخلايا، وزيادة إنتاج الحاضنة، فهو مرعى طبيعي، والمربي مستفيد من تقوية نحله، وسينتج عسل بمجرد تغيير المكان، واستغلال الرقعة الخضراء في المنطقة. ومن جهة أخرى؛ فإن النحل يزيد تلقيح الأزهار إلى نسبة تتعدى 35%، فهي علاقة إيجابية بين الاثنين، والكلفة بسيطة، ولا تكاد تذكر، من 500 إلى 3000 ريال، حسب المواد المستخدمة في البناء، وكلفة نقل الخلايا إلى الموقع الجديد».
يلفت آل مويس، إلى أن طعم عسل «المنغروف» »معتدل الحلاوة، والرطوبة فيه زائدة تصل إلى 21%، وهذا طبيعي، كونه في منطقة ساحلية، وطعمه قريب من عسل السدر بأخف لذعة في الطعم، ولونه يراوح بين العسلي الغامق إلى الكهرماني أو العنبري، وهو قابل للتبلور بعد مدة، وهذا لا ينقص من جودته أي مقدار».
المساحة محدودة
وضع آل مويس، في غابة المنغروف 15 خلية، في تجربة أولى، مشيراً إلى أن المكان «محدود، فلكل نحال 3 أمتار، وهذه المساحة لا تستوعب عدداً كبيراً من الخلايا، فلو كانت المساحة أكبر؛ لكان بالإمكان توفير 70 خلية في مساحة 30 متراً، واستفيد من الخلايا أكثر».
يكمل «كلفة التأسيس والتشغيل على النحالين يوفرها «المنغروف» في جانب، فلو بقيت المناحل في المزرعة خلال الصيف؛ فإن النحل لن يتطور، وسيحتاج تقوية، بخلاف وجوده بالقرب من «المنغروف»، فالربح مضمون من جميع النواحي».
النحال آل مويس يتفقد خلايا النحل.
اكتشاف «المنغروف»
يقر سعود ال مويس، أن تربية النحل بالقرب من «المنغروف»، ليست جديدة، يقول «سمعت عن أشخاص يربون النحل على أشجار «المنغروف» من قبل، وهم قلة وعددهم بسيط، في أطراف المزارع، ويعانون من المبيدات الحشرية، التي تفتك بجنس النحل، ومن الممكن أن ينتجوا عسلاً، ولكن بشكل محدود، بخلاف الحال في دول شرق آسيا، إذ ينتجوا عسل المنغروف بشكل أكبر، وهو من العسل عالي الجودة».
يأمل سلمان الأصيل أن تتسع غابة المنغروف لأكبر عدد ممكن من خلاياه.
عسل بلسعة ملوحة
سلمان علي الأصيل، موظف في القطاع الخاص، اتجه إلى عسل «المنغروف» والاستثمار فيه، يقول «بدايتي مع النحل بدأت بخلية واحدة، أهداها لي صديقي عيسى خليف عام 1413هـ. وبعد هذه الخلية بدأت أتعلم تربية النحل وأسراره، ومن هنا بدأت أتعلم، ولا زلت أتعلم أسراره».
يضيف موسم «المنغروف» عُرف في الآونة الأخيرة، وذاع صيته في السنوات الثلاث الماضية، حيث أن هناك بعض النحالين القدامى لهم معرفة بالمنغروف، ولكن لعدم ارتباط النحالين في السابق ببعض؛ لم يعرف «المنغروف» إلا الآن».
يربي الأصيل، النحل في بلدة الجارودية، كما يملك منحلاً في مزارع أبو معن، لذا سيكون الانتقال إلى «المنغروف» شيء جديد بالنسبة له، ولكنه يستدرك «النحال يتبع أماكن الرحيق، ولأن «المنغروف» يوجد به رحيق غزير؛ فأحببنا أن ندخل هذا الموسم، لنرى ما فيه من مزايا».
يتابع «سمعت الكثير عن عسل «المنغروف»، وآراء كثيرة عن طعمه، والبعض يقول إن به لسعة ملوحة، بسبب مياه البحر، أما أنا فلم تذوقه، وأطمح لتذوقه قريبًا. كما لم أطلع على تجارب الآخرين، ولكن سمعت من مواقع التواصل الاجتماعي عنه الكثير».
عن التعامل مع خلايا النحل، يوضح أن النحل يحتاج إلى «تعامل دقيق بحرفية ومهنية». لم يحسم الأصيل قراره حول عدد الخلايا التي سيضعه، يقول «حسب المكان وسعته. وأتمنى أن يكون المكان مؤهلاً لأضع أكبر عدد ممكن».
التعامل مع النحل بمحبة
بدأ صادق الخليفة، تربية النحل عام 1417، في مزرعة والده (الله يرحمه)، واتجه إلى «المنغروف»، حيث وضع بسبب خلية، لأن «عسله لذيذ وغزارته وكثرة زهوره»، بحسب قوله، مضيفاً «مدحوا عسله وطعمه اللذيذ، كما لا توجد كلفة في السعي وراء عسل طبيعي وعلاجي، تذوقته مع أحد الأصحاب، وكان لذيذ الطعم، ذو رائحة عطرة».
ويقلل الخليفة من أمر نقل الخلايا من مكان إلى آخر، يقول «ليست المرة الأولى في ترحيل النحل، إذ نرحله إلى مواقع السدر أيضاً»، مضيفاً «اتعامل مع النحل بشيء من الحب، والخوف عليه من كل ما يصيبه من آفات ضارة به».
كلفة منخفضة
يملك علي العلي، خبرة 35 عاماً في تربية النحل، يقول «كانت البداية بسيب عشقي لتربية النحل وحبي له، والعسل شفاء ودواء، وقد ذكر في القرآن الكريم»، لافتاً إلى أن طريقة إنتاجه تختلف من منطقة إلى أخرى، «ومن الطرق التربية في صناديق، أو في أعواد، أو الجبال، أو جدوع النخيل».
يضيف «قمت بتربية النحل بواسطة الصناديق في عدة مناطق بمحافظة القطيف، ومزارعها الغنية بأشجار الليمون، والسدر، والبرسيم، والقرعيات، وأشجار المورنغا، وقد توجهت إلى تربية وإنتاج العسل لغابات المنغروف؛ لما سمعته وقرأته من تجارب الدول المجاورة، ومنها مصر والإمارات العربية المتحدة، عن أهمية ودور أشجار المنغروف في إنتاج عسل بمواصفات وطعم ورائحة مميزتين».
يشير العلي، إلى أن كلفة المشروع «تكمن في نقل النحل من المزرعة إلى غابة المنغروف، وكذلك عمل المنحل الخاص للحفاظ على النحل من أشعة الشمس والهواء»، لافتاً إلى فرق «شاسع» في الإنتاج بين نحل المزارع، والنحل الذي يتغدى على أشجار «المنغروف»، مع توافر الرحيق وانعدام حبوب اللقاح في أشجار المنغروف».
عن طعم عسل «المنغروف»، يتحدث العلي «لم يسبق لي تذوق عسل أشجاره، ولكن سمعت عن مذاقه الفريد والمميز، ولا يوجد أي فرق بين تربية النحل بجوار أشجار «المنغروف»، والأماكن الأخرى من حيث الكشف والمراقبة والعناية، فجميعهم يحتاج إلى متابعة. وأنا أتعامل مع النحل على غرار بقية الحيوانات الأليفة، من عناية، وكشف، وإنتاج سلالات ذات جودة عالية، ولدي العديد من الخلايا سأنقلها إلى جوار أشجار «المنغروف» حسب المسموح به من وزارة البيئة والمياه والزراعة، والطاقة الاستيعابية للمكان المقرر».
100 خلية نحل
رغم أن علي السلطان، مهندس في شركة «أرامكو السعودية»، لكنه يربي النحل، بسبب حبه للمنتجات العضوية. يقول »اعتبر النحل شيئاً مقدساً لورود ذكره في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولأن النحل يعتبر مكملاً للزراعة؛ لما له من أهمية كبيرة في تلقيح النباتات؛ فقد اقتنيت خلية نحل واحدة. وبعد تجربة تربية النحل في المنزل، والقراءة المستمرة لفهم سلوك النحل؛ اقتنيت أنا وأخي 20 خلية، وضعناهم في المزرعة، وبعدها تطور الأمر إلى أكثر من 150 خلية، منها 100 بالقرب من «المنغروف».
يبرر السلطان، الاتجاه نحو «المنغروف» بالقول ما جعلني أتجه نحو عسل «المنغروف»؛ قرب معيشتي من هذه الأشجار في سيهات، وقرأت الكثير من تجارب سابقة في تربية النحل على أشجار المنغروف، في الإمارات والهند وإندونيسيا».
يكمل «تربية النحل في أشجار المنغروف فيها ميزة، وهي أنه لا يوجد مبيدات حشرية كما هو موجود في المزارع، ما يسبب خسائر فادحة إلى النحّال»، مستدركاً أنه «لا يمكن تربيتها طوال العام بالقرب من «المنغروف»، فقط في شهري مايو ويونيو (وقت التزهير)، وباقي أشهر السنة يتم نقل خلايا النحل إلى أشجار أخرى، مثل: الأثل، السدر والحمضيات».
يضيف السلطان «عسل المنغروف يتميز برائحته العطرة، وطعمه اللذيذ، ولونه الأصفر الداكن».
منتجات متعددة للنحل لا تقتصر على العسل.
عسل ومنتجات أخرى
وعن الكلفة، يوضح علي السلطان، أنها تعتمد بالدرجة الأولى على عدد الخلايا التي سيتم وضعها، مؤكداً على «المراقبة والاستمرار في الكشف على خلايا النحل كل أسبوع، أو عشرة أيام، لوضع إطارات حتى يقوم النحل بتعبئتها بالعسل، ويجب استخدام المدخن واللباس الواقي من لسعات النحل، والأهم من ذلك التعامل معه بهدوء وروية».
ويفند السلطان، الاعتقاد الشائع بأن النحل ينتج العسل فقط، موضحاً أنه ينتج أشياء أخرى، مثل «العكبر» أو «البروبوليس»، الذي يعتبره “أقوى مطهر طبيعي على وجه الأرض، وحبوب اللقاح التي تحوي نسبة عالية من البروتينات، والشمع الطبيعي الذي يُستخدم في مستحضرات التجميل، وسم النحل الذي يُستخدم في العلاجات الطبية، وكذلك أيضاً الغذاء الملكي».
من البر إلى البحر
يربي ناصر اليوسف، نحله في مزرعته غرب المطار، يقول «أربي النحل منذ حوالى أربع سنوات في مزرعتي؛ لوجود الأشجار البرية، مثل: السدر، والطلح الملحي، والنباتات الغنية بحبوب اللقاح والرحيق، وأشجار «الكعك».
لكنه قرر هذا الصيف نقل الخلايا إلى البحر، إلى غابة «المنغروف»، منذ منتصف شهر مايو، إلى بداية شهر يونيو، وهو وقت تزهير «المنغروف»، مقراً بوجود كلفة في نقل الخلايا قريباً من أشجار المنغروف، وتجهيز كراسي للخلايا، وعمل مظلة تحمي الخلايا من الشمس.
التكامل بين المربين ومكتب الوزارة
وكان مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في محافظة القطيف كشف عن مشروع منحل العسل، الذي يقام على شواطئ «المنغروف»؛ «سعياً لتوفير بيئة متكاملة للنحل، وإنتاج أجود أنواع العسل الفاخر».
يقول مدير المكتب المهندس محمد إبراهيم الدامغ، عن أهداف المشروع «تعمل وزارة البيئة والزراعة على دعم مربي النحل، لإيجاد مرعى قوي للأزهار في هذا الموسم من السنة، خصوصاً مع ندرة المراعي في هذا الوقت. كما تعمل على إبراز الدور البيئي المهم للمحافظة على غابات المنغروف».
يشير الدامغ، إلى أهمية المشروع من ناحية إنتاج العسل «توجد تجارب في دول عربية، منها مصر، الذي أثبتت نجاحها على شواطئ البحر الأحمر، ويأتي مشروع إنتاج عسل المنغروف على ضفاف الخليج العربي، الغني بأشجار المنغروف، لإنتاج عسل المنغروف عالي القيمة الغذائية، بناءً على الدراسات المقدمة من المختبرات ومراكز الأبحاث».
وعن الفئة المستهدفة للمشاركة في المشروع، يوضح أنه «يستهدف جميع النحالين الراغبين بالمشاركة، بشرط حصولهم على رخصة مزاولة نحال صادرة من وزارة البيئة والمياه والزراعة»، مضيفاً «نعمل على تنسيق العمل بين المربي والجهات المعنية والأمنية، وتقديم الدعم المعنوي والخبرات اللازمة، وكذلك الدعم المادي عبر برنامج «ريف».
تراخيص ودعم
ويشير الدامغ، إلى عدم وجود كلف مادية تُذكر للمشروع، ويقول «أكبر كلفة قد يتحملها المربي هي نقل طوائف النحل إلى الموقع». وحول جودة المنتج يوضح أن «الطعم والرائحة مميزتين لعسل المنغروف، وقد يكون التبلور صفة هامة للحكم على جودة العسل».
ولكون موقع التجربة تحت إشراف عدة جهات أمنية وحكومية، يبين الدامغ، أنه سيتم التنسيق بين إدارة المكتب وتلك الجهات، لعمل التصاريح اللازمة، مضيفاً أن «هناك فريق من المهندسين، بقيادة مسؤول قسم الجودة والتميز في المكتب، يأخذ القراءات ووزن كل خلية، وكل إطار لعمل المقارنات وتوثيق التجربة».
وعن الجدول الزمني للمشروع، يوضح أنه خلال فترة تزهير أشجار «المنغروف» في الأشهر من يونيو إلى سبتمبر من كل عام.
وحول تسويق الإنتاج بعد انتهاء الموسم، يقول الدامغ «للنحال الخيار في تسويق منتجاته بالطريقة المثلى بالنسبة له».
ودعا مكتب الوزارة في القطيف، المهتمين بتربية النحل إلى الحصول على التراخيص اللازمة، للاستفادة من هذه التجارب، والدعم المقدم من الوزارة، متقدماً بالشكر لإدارة فرع الإدارة العامة لخدمات المياه في محافظة القطيف، والمهندس سامي إبراهيم العبود، «الذي وضع معنا اللبنة الأولى للمشروع في موقع المحطة التابعة لهم في جزيرة تاروت».
تصوير: ليلى العوامي
اقرأ أيضاً:
القطيف تدخل زمن “العسَل” بهدوء.. 35 نحّالاً يُنتجون 5 أطنان سنوياً