جندياتنا المجهولات.. مع تحياتي
بلقيس السادة
فتح الوطن لها ذراعه فاحتضنها واحتضنته، فأشرقت وأثبتت وتربعت فيه وعليه، وكانت أم أبيها وأمها ووطنها.
كشجرة عريقة الِقدّم تفرعت أغصانها في كل الاتجهات وأزهرت وأثمرت أطايب الثمر.
حملته عاليًا فأغدق عليها من خيراته ومميزاته. فتميزت عن قريناتها بالانضباط والصورة المشرقة والإخلاص المتميز، طريق اليوم أصبح أوسع، من الشمولية بحيث احتوى الجنسين.
المرأة السعودية في مجال العمل.
قاعدة مساحة الممكن.. ماهي المساحة المحددة التي نتحرك فيها قدر إمكانياتنا وفي داخلها؟!
وهل هي مفتوحة للفضاء الواسع بدون قيود؟!
هل نستطيع القفز لمسافات واسعة وأسوار بدون اعتبار لمحيط مُغلق من نقطة مركز.
نعم، نستطيع ما دمنّا مؤمنين بقدراتنا، بثقتنا بأنفسنا، بعلمنا، بحدود المرسوم الإلهي والوطني.
ثقي، وصدقيّني؛ ستزهرين بخطواتك في كل موقع تضعّين قدميك فيه بإعجاب وفخر.
عالمنا المجهول الذي سطرتُ له كلماتي.. عالم التمريض، عالم كان مجهولًا، مغمورًا، إلى وقتٍ قريب!
ثم كان ما كان من الجائحة التي غزت كل سكان الكرة الأرضية.
في وسط القلقلة والألم والجراح استقامت واستطالت لتُخبرنا بحجابها الإسلامي؛
أنا هنا من قبل، وسابقى طالما كان لي نفس حياة.
عالم التمريض عالم مكلف للمرأة نفسيًا وجهدًا ووقتًا واجتماعيًا وراحةً، وتعريضًا للوباء!
لكن،
لأنهن نذرنّ أنفسهن في سبيل حمل أجمل رسالة وهي رسالة “ملائكة الرحمة” كنّ لها بإيجابية وإعتزاز.
ورسالة أحلية المال الذي يكسبنه بعرق
جبينهن بدون إخلال وتساهل “إلا بعضًا من الشواذ”،
“حملنّ في جنباتهن مُسأّلة الله تعالى عن المال المكتسب من السُحت أثناء الإخلال في العمل”
رغم الظروف ورغم المواجهات وقابلية المراجعين لهن!،
تشاهدهن في قمة الهدوء النفسي والجمال الخُلقي، لإداء رسالتهن على أكمل وجه.
*هنّ العمود الفقري للمستشفى وللمرضى، هن ورقة اليانصيب اللاتي راهنت عليهن الدولة فكنّ أشرف وأعلى الكائنات كلاً في مجالها العلمي والعملي والإجتماعي*.
حماك الله ياوطني ويااابنات وطني
وزادكنّ الله علوًا وعزة.