28 أسبوعاً رياضياً في سجن مباحث الدمام النزلاء وهيئة الرياضة "حبايب" في اختتام البطولة الرمضانية
برنامج "إدارة الوقت" يؤمن 7 رياضات لأكثر من 130 نزيلاً
الدمام: عباس آل حمقان
لم تكن المباراة معتادة، ولا الليلة معتادة، ولا المكان معتاداً. ولكن كلّ ما حدث، مساء البارحة، بدا معتاداً في كلّ تفاصيله. المباراة استعراضية ودّية، طرفاها: منتخب هيئة الرياضة في المنطقة الشرقية من جهة، ومن جهة أخرى نزلاء سجن مباحث الدمام.
بدأت الإثارة مبكّرة جداً، مع أول ركلة، وتصاعدت أكثر بعد تسجيل “النزلاء” هدفاً بارعاً في شباك منتخب هيئة الرياضة. وهذا الأخير كرّر محاولاته لتعديل النتيجة، دون أن ينجح؛ إلا قبيل صافرة الحكم الأخيرة، لتنتهي المباراة “حبايب”، هدفاً مقابل هدف..!
28 أسبوعاً
كانت المباراة ختاماً لـ 28 أسبوعاً من المنافسات الرياضية داخل حرم سجن المباحث. 132 نزيلاً في برنامج “إدارة الوقت”، نشطوا في 7 رياضات على أهبة التنافس والمواجهة والحماسة. كرة قدم، وحدها، ضمت 11 فريقاً، لعبوا 55 مباراة، ووقّعوا 286 هدفاً.
وهناك كرة الطائرة بـ 8 فرق، مثّلها 96 لاعباً، شاركوا في 51 مباراة.
وجذبت منافسات التحمل والبلياردو ١٠٢ لاعبان جمعتهم ١٠٠ مباراة، واستقطبت لعبة تنس الطاولة ٦٢ لاعباً، بينما شارك ٥٤ لاعباً في الشطرنج التي أقيمت على ثلاث مراحل شهدت ١٩٥ مباراة.. وأخيراً هناك البيلوت التي ضمت 76 متسابقاً.
كلُّ ذلك؛ حدث في السجن، وتحت إشراف إدارته، وهو يحدث كلّ عام، وما حدث البارحة كان ختاماً للبطولة الرمضانية الخامسة. ولكن مناسبة البارحة كان لها خصوصية جديدة، فهناك مناسبة رياضية عالمية قريبة، هي مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم ٢٠١٨ في روسيا. لذلك؛ حملت المنافسة شعاراً وطنياً هو “معاك يا الأخضر”.. إنه منتخب الوطن، والنزلاء مواطنون، ووجودهم في السجن منحهم الكثير في طريق إصلاح حياتهم.
إدارة الوقت
وجاء برنامج “إدارة الوقت” ليكون واحداً من برامج العمل الإصلاحي داخل السجن. هناك مهارات ومواهب وإمكانيات يمكن تفعيله. والبرنامج يساعد النزلاء على استغلال طاقاتهم في صناعة التغيير والتطوير الذاتيين. ثقافة، تصوير، فوتوشوب، إعلام، حرف. لكل نزيل ما يناسبه. وتأتي الرياضة لتشمل الجميع في “إدارة الوقت”، ويتم استثمارها في إطار منافسات حيوية، تُدعم من داخل السجن وخارجه.
دعم وشخصيات
ومساء البارحة؛ كان الدعم واضحاً، جاء رؤساء أندية، ورياضيون، وشخصيات، وإعلاميون. ولم يتوقّع أحد أن يكون من بين الحضور الإعلامي الرياضي وليد الفرّاج، مقدم برنامج “أكشن” في قناة إم بي سي. وحين بدأت المباراة الاستعراضية كان منتخب هيئة الرياضة بالمنطقة الشرقية مُمثّلاً في نزيه النصر عضو اتحاد القدم ورئيس المسئولية الاجتماعية، بجانب المذيع بدر رافع، واللاعب السابق سياف البيشي مدير الكرة بنادي الاتفاق، ولاعبا كرة اليد مناف آل سعيد وحسين المحسن، ومعهم الممثل أحمد الجشي.
المباحث والرياضة
راعي حفل الباحرة هو مدير عام المباحث العامة في المنطقة، وقد كرم الفائزين بالمراكز الأولى برفقة مدير السجن، وحضر المناسبة والتكريم رئيس مكتب الهيئة العامة للرياضة بالمنطقة حامد بن سعيد السريحي، و رؤساء أندية الخليج والسلام والهدى ورأس تنورة وأمين عام نادي الاتفاق.
كما شهد الفعالية صحافيون: حسام النصر وجعفر الصفار ومحمد التركي وزهير عبدالجبار، إضافة إلى لاعب كرة اليد أحمد آل حبيب وعبد الله آل سالم لاعب نادي الفيحاء.
أندية الشرقية حاضرة
لم تخرج أسماء الفرق الرياضية التي شارك فيها النزلاء في البطولة الرمضانية عن محيط المنطقة الشرقية، فالبطل حمل اسم “القارة”، النادي الأحسائي المعروف، وهناك فرق حملت أسماء الترجي والخليج. وهناك نادٍ من خارج المنطقة سجل حضورها، هو “الهلال”.
وأبدى مناف آل سعيد سعادته بمشاركته في الحفل الختامي ووجوده مع إخوانه النزلاء الذين كان تفاعلهم أمراً لا يوصف، ببقاء اللاعب في ذاكرة الناس بعد الاعتزال، ووصف حضوره بأنه واجب تجاه الوطن وتمنى تكرار مثل هذه الزيارات.
ليلة لا تُنسى
ليلة لا تنسى من الذاكرة.. هذا أول ما قاله الممثل أحمد الجشي الذي قدم الشكر إلى إدارة سجن المباحث العامة بمدينة الدمام ومكتب هيئة الرياضة بالمنطقة الشرقية لإتاحة الفرصة للمشاركة في فعالية “معاك يا الأخضر” مع جزء لا يتجزأ من المجتمع. ووجودهم في السجن وقتي لتأهليهم للعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد.
وقال فاصل النمر، رئيس نادي السلام، أن الألعاب الرياضية في برنامج إدارة الوقت تم اختيارها بعناية ما بين نشاط حركي وترفيهي وفي نفس السياق ذات صلة بتنمية المهارات“.