الوهيبي فريسة إلكترونية.. المغرّدون ركّزوا على “الطقطقة” غاضبين من تصريحات “واقعية” أعادوا نشر فيديو قديم يناصر المتقاعدين بلسان خطيب الحرم المكي

القطيف: صُبرة

ما إن انتهى حوار مساعد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في قناة الإخبارية؛ حتى تحوّل نادر إلى فريسة إلكترونية، وصلت إلى محاولات نبش حياته الشخصية وعائلته والوظائف التي زُعِم بأنه يشغلها، وصولاً إلى دخله الشهري.

الوهيبي الذي أغضب كثيرين؛ بتصريحات حول طول أعمار المتقاعدين، والخطر المالي الذي يواجه المؤسسة في حال تلقّت طلبات ضخمة للتقاعد المبكر. وهو ـ بدوره ـ واجه ما يُمكن وصفه بـ “تسونامي” غاضب في وسائط التواصل الاجتماعي، وتحوّل اسمه إلى “وسم” مقروناً بوسم #المتقاعدين، على الطريقة التي صار السعوديون بارعين فيها.. طريقة التهكّم والسخرية، وصناعة “النكتة” من صور ومقاطع فيديو وإسقاطها على الحالة التي يناقشونها.. بقسوة، أو بصراحة، أو بألم..!

راتب الوهبي أكثر من 141 ألف ريال.. هكذا زعم بعض المغردين، وهو متزوج من ابنة مسؤول سابق.. هكذا زعموا أيضاً.. وهو يشغل 3 مناصب تدرّ عليه أموالاً طائلة، ولذلك لا يبالي بالمتقاعدين الصغار.. هكذا قال بعضهم.

دور المسؤول

وغرد الأمير سطام بن خالد آل سعود متسائلاً “أين هو دورك أنت كمسؤول.. فعليك طرح الأفكار والخطط لتنمية الموارد، لا أن تتحدث بهذه الطريقة. يعني وش المطلوب تبي تقطع رواتب المتقاعدين..؟ حديثك هنا فيه هروب وليس حل، لأن الحل هو الاستثمار الصحيح لكسب الأموال. فإذا كان لديك فشل في هذا الجانب لا ترميه على غيرك”. على حدّ تعبر المغرد.

حسد

فيما اتهم عبدالعزيز الأحمر الوهيبي بـ “الحسد”.. قائلاً “إيش الحسد هذا.. يريد الموظف يتقاعد وهو على مشارف الموت..؟ اكثر المتقاعدين على٥٠ سنة ويكون معاه سكر وضغط وجلطة، المؤسسة تستقطع من راتب الموظف على٣٠ سنة وتضارب بها في سوق الأسهم. المسؤول يشغل ٥ مناصب وراتب٢٠ موظف، محسسنا بأنه يصرف للمتقاعد من مال أهله؟”. وقال “أتمنى يحاسب لـ……..”، وتعتذر “صُبرة” عن نشر الكلمة التي قالها المغرد.

إعفاء الأطباء

الدكتور جاسر عبدالله الحربش؛ كان من الغاضبين أيضاً.. وقال مغرّداً “قلق موظف مؤسسة التقاعد من التأثير الاقتصادي السلبي لطول أعمار المتقاعدين، يعفي الأطباء من المبالغة في الاهتمام بصحة المراجع المتقاعد، لأن المزيد من الفحوصات والعلاج يزيد المصاريف على وزارة الصحة وشركات التأمين الصحي. المتقاعد الصالح يغادر مبكراً”. ثم وجه سؤالاً متهكماً للوهيبي فقال “على فكره كم عمر الأخ؟”.

رهان الدولة

ومن الغاضبين، أيضاً، سامي القرشي الذي استخدم وسم #نادر_الوهيبي ، وقال “المتقاعدين خيول راهنت عليهم الدولة للسباق نحو المستقبل، وهذا يستغرب أنهم لا يموتون، ويريد أن يطلق عليهم رصاصة الرحمة”. وأضاف واصفاً المتقاعدين بأنهم “فكر نادر.. وحياة لا يهبها الا الله.. فسبحان من اعطى المناصب للمتوفين دماغيا”.

كلام واقعي

لكنّ موجة الغاضبين وازتها موجة أقلّ غضباً.. بل إن بعضها دافع عن الوهيبي صراحية.. منهم الكاتب نبيل المعجل الذي غرد فقال “كلام واقعي وصحيح، ولأنه لم يعجب الذين يؤيدون التقاعد المبكر جدًا دون ضوابط وشروط قاموا بشن هجوم عليه”.

 ومنها سلسلة التغريدات التي نشرها الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور إحسان بو حليقة، هذا اليوم، فقال “لا أدري من أين أتانا موضوع أن يتقاعد الشخص عندما يبلغ الـ60 من العمر! نحن لا نعاني ندرة الوظائف، بل من ندرة عاملين مؤهلين، والدليل أن أغلب من يعمل في وطننا وافدون”.

وفي تغريدة أخرى قال “أكاديميون أجبروا على التقاعد في أوج العطاء، لماذا؟ هل ــ مثلا ــ تمسح قدراته ومهاراته فجأة عندما يبلغ أو تبلغ الـ60؟!، وكذلك الطبيب الاستشاري الحاذق في مجاله، هل تتبخر تجربته عندما يصل عمره إلى الـ60؟!”.

وأكمل في تغريدة أخرى “وكذلك الطبيب الاستشاري الحاذق في مجاله، هل تتبخر تجربته عندما يصل عمره إلى الـ60؟! وماذا عن المهندس الذي راكم تجربة في مواقع ومشاريع في طول البلد وعرضها وجمع في عقله خبرات هائلة، هل تذهب هباء عندما يبلغ الـ60؟!”.

وفي تغريدة تالية قال مجيباً “الإجابة: لا بالتأكيد. لي صديق متبحر في دنيا الاستثمار محلياً وعالمياً ومع أضخم الشركات والصناديق العالمية، عندما بلغ الـ60 قطعوا له “كيكة”، وقالوا له، شكرا مشيرين إلى الباب”.

وأضاف “كم شعرت بالحسرة لذلك؛ كم من خبير في دنيا الاستثمار “معتق” نستقدمهم من أقاصي الأرض، وعبر المحيطات! لكن يبدو فعلاً أن هناك من يظن دائما أن العشب الأكثر اخضرارا إلى الجانب الآخر من السور.

وحتى لا أفهم خطأ، فلا أقول أن نُجبر من بلغ الـ60 عاماً على العمل، بل نمنحه الخيار أن يتقاعد أو أن يستمر حتى الـ70 إن كان راغباً وقادراً ولديه ما يقدمه، أو أن تتاح له الفرصة، إن رغب، أن يعمل جزئياً أو وفق عقد عمل مَرن”.

فيديو قديم

مغردون كُثر عادوا إلى مقطع فيديو يتحدث فيها خطيب الحرم المكي عن المتقاعدين مؤازراً لهم.. ثم أعادوا نشره، وكأنه رد على الوهبي.. وجاء في الخطبة النص التالي:

إن أقل ما يُقدم للمتقاعدين كلمات الشكر والثناء والعرفان والامتنان والوفاء لما قدموه من خدمات في تنمية الأوطان والمجتمعات، والحذر من الزراية بهم، فلا خير فيمن لا يعرف للسابق فضله. والأمم والمجتمعات الراقية جعلت لهم مؤسسات وجمعيات تعنى بشؤونهم وتتكفل بحقوقهم وتحقق خدماتهم وتفيد منهم في اثراء تجاربهم، كبيوت خبرة ومكاتب استشارية متنقلة تستثمر في العقول وتفيد من التجارب وتصقل المواهب”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×