بعد 15 عاماً من المخدرات والكحول.. شريكة الحياة تمدّ يد الإنقاذ لحظة تهور قرّبته من ارتكاب جريمة قتل.. فاستيقظ

سيهات: شذى المرزوق

شكوك، سوء ظن، إساءة معاملة، عصبية مفرطة تسبب الخوف مما يفترض به «مصدر أمان وطمأنينة»؛ رغم ذلك صبرت زوجة خ. ف لمدة جاوزت السنوات العشر.

لم يكن الصبر وحده فضيلتها، حسب رأي الزوج، بل سترها على إدمانه الذي تسبب في كل ذلك، في محاولات مستمرة منها لإصلاحه، حتى اهتدى هو إلى طريق الصواب، وانتشل نفسه بمساعدتها وصبرها، مما كان فيه من تدهور نفسي، سلوكي، وجسدي، بعد ابتلاء بالمخدرات دام 15 عاماً.

وبحسب رواية المتعافي من الإدمان (52 عاماً) لـ«صبرة«، فقد تزوج وهو مدمن على الحشيش والحبوب المنشطة، التي بدأ تعاطيها في عمر 20 عاماً، بعد تشجيع من «رفقة السوء» كما وصفهم.

وهم المتعة

وصف حياته الزوجية آنذاك بـ«المدمرة بسبب الشك، والخوف والهلع الذي تسبب به لعائلته»، يقول «كنت لا استقر في نوم، أو أكل، أو عمل، حتى باتت حياة زوجتي وأولادي إرباك مستمر».

يضيف «في السنوات الثلاث الأولى من تعاطي الحبوب والحشيش؛ كان سلوكي أكثر اتزاناً مما بعدها، بل كانت فترة فيها شيء من المتعة، مع ما يصيب المتعاطي من حالات انتشاء قد توصله إلى نوع من السعادة الوهمية، لكنها سعادة لا تلبث أن تتحول إلى ألم استمر معي قرابة 12 عاماً، لم اتمكن بعدها من التوقف أو الاقلاع، بل تجاوزت الحشيش وحبوب الكبتاغون المنشطة، إلى تعاطي الكحول».

جريمة قتل وشيكة

يبين أن غالبية المدمنين «يعيشون رهاب الفضيحة وخوف انكشاف المستور»، لذلك رغم طول المدة التي تعاطى فيها المخدر؛ إلا أنه كان حذراً وجلاً من أن يقع في قبضة الجهات الأمنية، ويودع في السجن. إلا أن تقادم سنوات الإدمان أرهقه، والمشاكل التي تسبب بها لنفسه جراء عصبيته الزائدة، والمضاربات التي يفتعلها جعلته يتوقف مع نفسه، بحثاً عن حلول.

الحادثة التي شكلت منعطفاً في حياته، كادت تدفعه إلى ارتكاب جريمة قتل، بلا وعي ضد مواطن خليجي استفزه، ودارت بينهما مشادة كلامية، وصلت مستوى إلى الضرب باليد. ومع تأثير المخدر هرع «خ» إلى منزله لجلب سلاح ليكون بها «الرد الحاسم»، ولكن لطف الله به حال دون وقوع ذلك.

يقول «ما أوشكت على تنفيذه كان جريمة مروعة، ما كنت أظنني يوماً قد أفكر مجرد تفكير بالقيام بها، مهما كان السبب. ولذلك كان لا بد لي من إيجاد حل ينهي كل هذه المشاكل التي تحيط في حياتي، خصوصاً بعد أن أصبحت أباً».

كان السؤال الذي يتردد داخله باستمرار: إلى متى؟

مرحلة التعافي

وقتها كان الخوف يكبر داخله، فبين أن يخسر عائلته ونفسه وراء قضبان السجون، وبين العلاج الذي لا أعرف كيف أبدأ به، توصلت إلى «زمالة المدمن المجهول»، وبالتدرج؛ ومع عدة انتكاسات وأعراض انسحابية؛ إلا أنه عاد من جديد، رغم صعوبة الأمر تجاوز الإدمان إلى مرحلة تعافي. ومضى على ذلك اليوم 15 عاماً و9 أشهر.

مُدمن نشط

عن دور الزمالة في التوعية والتغيير؛ يقول «من الصعب مساعدة مدمن نشط بالتواصل الشخصي معه، فقد يكون تحت المراقبة، أو قد يؤثر سلباً على متعاف، ما يدخلنا في مسائلات أو حتى انتكاسات لا حاجة لنا بها، لذا كانت الزمالة مهمة في استقطاب من يريد التعافي، ومحاولات الإقلاع عن الإدمان، من خلال إقامة المؤتمرات وعقد الاجتماعات التي يجري بعضها في دوائر حكومية، وبعضها بتعاون مختصين».

ضمن برنامج تأهيلي متكامل، بمشاركة عدد من المتعافين ممن مروا في التجربة الإدمانية يتم العلاج ومراحل التعافي التي اثبتت فاعليتها ونجاحها مع عدد ممن قدموا للاستشارة.

توجيه ونصح

ينصح المدن المتعافي، بـ«لا تتهاونوا مع الشباب في عمر بين 17 إلى 25 عاماً، ولا تتركوا بأيديهم إدارة أمور حياتهم بلا رقابة. فهذه المرحلة العمرية الأخطر التي بها يزداد نسبة المتعاطين مع قلة الوعي بالمخاطر التي قد توصلهم إلى الدرك الأسفل من جحيم الإدمان».

بحماس مُحفز للشباب المُبتلى بالإدمان – على حد تعبيره – ممن يجد الصعوبة في الكشف عن تعاطيه، يوجه بالتواصل عبر رقم خط المساندة لـ«زمالة المُدمن المجهول»، للتعرف على آلية العمل في برنامج التعافي، الذي سينتشله من إذلال عالم الإدمان والخنوع لحبة صغيرة، أو سيجارة تجعل منه ضعيفاً خائفاً يفتقد الحياة الطبيعية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×