أخوان والفارس تكشفان طريقة تدريب قيادة السيارة في مدرسة “شرق” مدرّبات دقيقات.. وهاجس السلامة حاضر في كلّ حصة تدريبية
الفارس: تعلمت في أمريكا.. وانتهت رخصتي.. وتدريبي 6 ساعات فقط
أخوان: سائقة متدربة تدريب 30 ساعة قبل اختبار الرخصة
القطيف: ليلى العوامي
من بين 143 طالبة رخصة؛ نجحت 50 فقط. ما يعني تخطي 34.9%، وإخفاق 64.1% من إجمالي المتقدمات، في الاستفادة من التدريب الذي أتاحته مدرسة “شرق” لتعليم قيادة المركبات في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام. وبقدر ما تعكس نسبة المُخفقات رقماً عالياً يُمكن تفسيره سلبياً؛ إلا أنه ـ بالمقابل ـ يعكس مدى معايير المدرسة العالية في التعليم والتدريب والاختبار.
وهذا هو الشأن الإيجابيّ جداً في مدرسة حرصت ـ منذ دفعتها الأولى ـ على أن يكون التخرج معيارياً، وصعباً، ودقيقاً، ومسؤولاً عن الدفع بمجموعة من السائقات الجديدات في الطرق العامة.
وهذا ما كشفته لـ “صُبرة” السيدتان نورة أخوان وهالة الفارس اللّتان سردتا تجربتهما في التدريب والاختبار.
مبتدئة
مثّلت الدفعة الأولى من متدربات المدرسة 143 سيدة، بعضهن مبتدئات، وبعضهن لديهنّ رخص قيادة من خارج المملكة منتهية الصلاحية. وكانت نورة وسام أخوان، الموظفة بشركة العامة بالخبر، واحدة من المبتدئات. وقد تخطّت مراحل التعليم النظري والتدريب العملي، وصولاً إلى الاختبار، وعادت إلى منزلها بـ “رخصة قيادة” رسمية، ضمن الـ 50 متدربة في “شرق”.
ووصفت إخوان التجربة لـ “صُبرة”، وقالت إنها كانت “مفيدة للغاية”، وقد اشتملت على جانبين، الأول نظري مدته 8 ساعات، تلاه جانب عملي وصل إلى 22 ساعة ميدانية، ما يعني 30 ساعة مجموعة. وقد قُسّمت الساعات الـ 30 إلى 15 يوماً، كل يوم ساعتان.
وقالت “كان التدريب في الفترة الصباحية، أثناء شهر رمضان المبارك”. ووصف المدربة بأنها “دقيقه جداً تحاول إيصال المعلومة بالطريقة التي نفهمها”. و “كان الشرح مفصلاً للغاية من أول ما نفتح غطاء المحرك “الكبوت”، وصولاً إلى إطفاء المحرك والنزول عنها”.
وأضافت “بعد إتقان التدريب، تقدم المدربة تدريباً جديداً، محافظة على الدقة والصرامة”. وترى أخوان أن هذه الصرامة إيجابية تماماً، لأن قيادة السيارة مسؤولية. وأضافت “أعتقد أننا ـ السيدات ـ سنكون أكثر حرصاً من أي أحد آخر على أنفسنا، وسوف نلتزم القوانين بدقة”. وأضافت “لم يكن التدريب سهلاً، بل كان قوياً، وأنصح كل فتاة بأن تذهب إلى التدريب، ولا تتأخر، لأنها ستخرج برخصة قيادة وهي بإذن الله قادرة على ذلك”.
رخصة منتهية
أما هالة كامل الفارس الموظفة بمركز التأهيل النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام، فلها تجربة مختلفة. السيدة الفارس سبق لها أن حصلت على رخصة قيادة حين كانت مبتعثة في الولايات المتحدة الأمريكية.. إنها تقول عن تجربة التدريب في جامعة الدمام “أنهيت 6 ساعات تدريب خلف المقود فقط حصولي سابقاً على رخصة أمريكا، لكنها منتهية الصلاحية وهذا ساعدني كثيراً”.
وأضاف “كنت أتمنى منذ زمن أن أمسك مقود السيارة، وهو شعور ليس بغريب، ولكن الفرص كانت غير متوفرة. وبعد ابتعاثي من قبل وزارة التعليم العالي لأمريكا لدراسة الماجستير في إعادة التأهيل بولاية كاليفورنيا، تعلمت القيادة هناك وكنت أستخدم سيارتي الخاصة في تنقلاتي. ثم تخرجت في عام ٢٠٠٩ م ورجعت إلى لبلد، وكان عدم قدرتي على إنجاز أموري بنفسي بالسيارة مسبباً للإحباط وأشعرني بالتقيد والعجز في أحيان كثيرة”.
مثل الرجال
وقد اقترب اليوم الذي تتمكن فيه من القيادة بنفسها “لم أكن أتصور إني سأشهد اليوم الذي ستمنح فيه نساء بلادي الحق بقيادة سياراتهم لنتساوى في الحقوق مع الرجال ومع باقي البلدان. سجّلت في موقع مدرسة شرق الالكتروني وتوقعت ان الاستدعاء سيكون متأخراً، خصوصاً أن عدد المتقدمات كبير. ولكن كان التواصل ممتازاً ومتطوراً، وبواسطة رسائل جوال من موقع الجامعة.. امتازت رسائلهم بالوضوح”.
المدربات معتمدات
وعن التدريب قال “كنت أثناء التدريب الاحظ المُدرِبات فقد كنّ دقيقات ومخلصات ويتحلين بالصبر. لاحظت تدقيقهم على الكثير من الأمور، وكنت أعلم أن هذه الدقة إنما تخدم السلامة والأمان في الطريق، فالمدرسة تهدف لتخريج سائقات حذرات ومراعيات لأصول السلامة المرورية في الطريق. وهذا ما أعجبني كثيراً فيهم واتمنى التوفيق لهم وللمتدربات”.