رغم عودة الدراسة.. سوق القرطاسية “خاملة”.. والمراييل “مترددة”
صفوى، القطيف: أمل سعيد، سجى الحريري
ما إن أعلنت وزارة التعليم عودة الدراسة حضوريًا في المرحلتين المتوسطة والثانوية في العام الدراسي المقبل، إلا وانتشرت علامات الأمل والتفاؤل، مع الحذر والترقب في أوساط مجالات تجارية، تكبدت خسائر فادحة، بعد توقف نشاطها كلياً بفعل جائحة كورونا، وتفعيل الدراسة عن بُعد. ويأتي في مقدمة هذه المجالات المكتبات والزي الموحد، وبيع الحقائب المدرسية، التي ظلت شبه راكدة طيلة فترة بقاء الطالبة والطالبات في منازلهم.
“صُبرة” تابعت انعكاس القرار على الأسواق المحلية في القطيف، وكان هناك إجماع من التجار على عدم وجود انعكاس واضح حتى الآن للقرار على حركة البيع والشراء، مُعبرين عن آمالهم وتطلعاتهم أن تشهد متاجرهم انتعاشاً ولو محدوداً، يعوضهم بعض الخسائر التي تكبدوها في العامين السابقين.
المرحلة الابتدائية
بداية الحديث كانت مع حسن فتحي الجامع (قرطاسية الشاطر حسن)، الذي قال “لا شك فيه أن القرار سيُساهم في تحسن الأسواق بشكل جزئي رغم جائحة كورونا، ولكن قد لا يظهر ذلك جليًا إلا مع اقتراب موعد افتتاح المدارس”.
وأضاف حسين أحمد آل عباس (مكتبة وقرطاسية الفجر) أن سوق القرطاسيات “يعتمد بشكل كبير على المرحلة الابتدائية، حيث يشكل طلابها 70٪ من حجم الزبائن الذين نعتمد عليهم”.
حضور الطلاب
وفي قطاع الزي الموحد ومحال الخياطة، قال علي مبارك أبو السعود (المشمر للزي الموحد) “الاستجابة لدى المواطنين غير سريعة، وهذا راجع إلى أسباب عدة، منها وجود تخوُّف لديهم حتى اللحظة باحتمالية استمرار الدراسة عن بعُد، كما أن بعضهم يعتقد أن حضور الطلاب لن يكون إلزاميًا؛ لهذا تجد القوة الشرائية لا تزال ضعيفة، لا تتجاوز 5٪ مما كان عليه الوضع قبل الجائحة”.
وأكمل “أستطيع التأكيد على السوق تعاني ركوداً كبيراً، خصوصًا بغياب طلاب المرحلة الابتدائية، الذين يُعدون القوة الشرائية الأكبر في سوق المدارس، ونتمنى تغيُّر الوضع خلال الأيام المقبلة”.
مستلزمات المدارس
من جهتها، أشارت زهراء الدار (الخميس للزي الموحد) إلى وجود حركة وإقبال من الزبائن على شراء المراييل منذ ليلة صدور قرار الوزارة. واستطرت “ولكن بالتأكيد، لا يُقارن هذا الاقبال بالمواسم السابقة لجائحة كورونا، يضاف إلى ذلك أن شريحة من الأهالي اعتادت تأجيل تأمين مستلزمات المدارس للأيام الأخيرة قبل بدء الدراسة”.
وفيما يخص تحضيرات هذه المؤسسات لموسم المدارس، فقد أعلن الجميع جاهزيتهم، وتوفر بضاعتهم، كُلٌّ بميزانه ورؤيته الخاصة. وقد وسّع البعض نطاق خدماته، ليشمل التسوق الإلكتروني (online) مع توفير خدمة التوصيل السريع للمنازل، في مسعى منهم لتسهيل وصول العملاء لخدماتهم ومنتجاتهم.
ويتطلع الجميع إلى عودة الأمور لمجراها الطبيعي بشكل تدريجي، بعد أن تسببت الجائحة في أضرار كبيرة على القطاع، خصوصًا مع ارتفاع النفقات على التاجر والمُستهلك بشكل عام.
قطاع القرطاسيات
ربما كانت القرطاسيات من أكثر الأنشطة تأثراً بقرارات وزارتي الصحة والتعليم، فبعد قرار إيقاف التعليم، وإغلاق المدارس، التي حدثت بعد شهر واحد من العودة للمدرسة من العام الماضي (2020)، وجد ملاك القرطاسية أنفسهم أمام معضلات حقيقية.
ويقول مالك المعلم (قرطاسية بنت الهدى في صفوى) “لأكثر من 3 أشهر، وهي شعبان، رمضان، وشوال من العام الماضي، تم إغلاق المحال بشكل كامل، تلتها مرحلة السماح بفتح وممارسة الأنشطة التجارية؛ لكن سوق القرطاسية كانت متوقفة تماماً، فلا توجد مدارس ولا جامعات ولا حتى رياض أطفال، وطوال هذه الفترة انخفضت المبيعات عندنا بنسبة تجاوزت 70%، ويحدث هذا في ظل التزامنا سداد مصاريف كبيرة، مثل إيجار المحال والمستودعات، ودفع رواتب الموظفين، وسداد مستحقات شركات الجملة التي نتعاقد معها، فضلاً عن فواتير الكهرباء وتجديد إقامات وغيرها”.
الشكوك والريبة
يُكمل المعلم “كل هذه الالتزامات تشكل عبئاً كبيراً علينا، لذا حاولنا في الشهور الماضية تخفيف حدة الخسائر، بإضافة نشاطات جديدة للقرطاسية، مثل بيع الهدايا وتغليفها، وأظن أن أغلب المتضررين لجأوا إلى تغيير نشاطاتهم، إن لم يصلوا إلى مرحلة الإغلاق”.
ويضيف “اليوم وبعد القرارات الأخيرة، بعودة الدراسة حضورياً، أجرينا اتصالاتنا بالموردين لتأمين احتياج السوق، خاصة أن كثيراً من السلع أصبحت تالفة نتيجة تخزينها لمدة طويلة، وتعرضها لدرجة حرارة الجو، مثل أحبار الطابعات والأقلام وطينة الصلصال والعجائن والألوان المائية والزيتية وغيرها، إذ تم التخلص منها”.
وبكثير من الأمل يقول المعلم “نرجو أن تستعيد السوق عافيتها، وتنشط حركة البيع والشراء، لكن لا نتوقع أن يحدث ذلك سريعاً، فالناس لم تطمئن بعد إلى حقيقة سريان القرار، ومازالوا يراقبون الوضع بريبة، آملين أن يطبق وفي ذات الوقت متوجسين من العدول عنه”.
وتابع “وللحق، ليس المستهلك وحده من يعيش هذا القلق، بل حتى الشركات الكبيرة المستوردة؛ التي تكبدت خسائر تقدر بالملايين في الفترة السابقة، مازالت بضائعها مكدسة في المخازن، وبحسب المزاج العام للناس، أرى أن الموسم لن يبدأ إلا قبل العام الدراسي بأسبوع أو 10 أيام على أحسن تقدير”.
نصف المستهلكين
أما حسن الزاهر، الذي يعمل في بيع المراييل والأحذية والبذل الرياضية، فبدأ حديثه قائلاً “إن شاء الله خير”. وأكمل “نأمل أن يعوضنا الله في هذا الموسم عن المواسم السابقة، ومنذ أن صدرت قرارات العودة للدراسة الحضورية، بدأنا بتجهيز المعرض بالمراييل، وملء الرفوف بالأحذية والجوارب، ولكن نحن نعلم، كما الجميع، أن حركة بيع الأدوات الدراسية لا تلاحظ إلا إذا اقتربنا من بداية العام، وهذا يعني أنه مازال يفصلنا أسبوعان عن بداية الموسم”. ويضيف الزاهر “لابد أن نأخذ بعين الاعتبار أن العودة ستكون لطلاب المتوسطة والثانوية فقط، وهذا يعني أن السوق سيفتقد أكثر من نصف المستهلكين، وهم طلاب الابتدائية”.