عاشوراء القطيف بدأ ساخناً.. مع السيد منير الخباز والشيخ حسن الصفار
الجندرية تحتدّ في خلاف المفاهيم.. والعاطفة الدينية تصل إلى حدّ هجاء الشعر
القطيف: محرر صُبرة
على جبهتين مختلفتين ومتباعدتين؛ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ اثنين من أشهر خطباء محافظة القطيف في أيام عاشوراء. السيد منير الخباز من جهة، والشيخ حسن الصفار من جهة مختلفة تماماً. وكلا الرجلين يواجه سيلاً من النقد والتعليق، بعد إلقاء كلّ منهما من جانبه خطبةً مختلفة عن الأخرى شكلاً وموضوعاً.
السيد الخباز “طرق باب حجر الأفعى”، على حدّ قول المدون حسين المقرن، بفتحه ملف “الجندرية” على منبر مسجد الحمزة بمدينة سيهات، مركّزاً على أساس الفوارق بين الرجل والمرأة، واصفاً تيارات الجندر والحركة النسوية بأنها “تفرض على الواقع الاجتماعي آثاراً خطيرة جداً”.
وتحدث عن حول هذه الظاهرة؛ بانياً بحثه على 4 محاور؛ هي: الفرق بين الجندر والحركة النسوية، تداعيات هذه الحركة على الواقع الاجتماعي، النقد والملاحظة على هذه التيارات المتنوعة، المفهوم الإسلامي نحو دور كل من الرجل والمرأة تجاه الآخر.
وذهب السيد الخباز إلى استنتاج آثار للتيارات، بينها أثرٌ وصفه بـ “الخطير”؛ هو “فتح الباب أمام الحرية الجنسية بألوانها المختلفة”، وقال “هناك تداعيات وآثار خطيرة تترتب على اتساع الحركة النسوية خصوصاً في الدول الشرق أوسطية”.
وقد نشر موقع السيد “شبكة المنير” كامل البحث في 3389 كلمة، بعدما ألقاه مفصًلاً. وقد نهج فيه طرحاً فكرياً صرفاً، ومنطلقاً من مفاهيم دينية صرفة؛ وخلص فيها إلى أن “اتجاه الحركة النسوية الجندرية يرى أن المعيار في عمل المرأة هو المعيار في عمل الرجل، فمن حق المرأة أن تكتسب ثروة، ومن حق المرأة أن يكون لها موقع ريادي، وفي بناء الدولة، وفي بناء المجتمع كما للرجل تماماً، إذن المعيار في عمل المرأة هو معيار مادي ووضعي بحت”.
وقال “بينما الاتجاه الإسلامي يقول من حق المرأة أن تكتسب ثروة وأن يكون لها عنوان اجتماعي من خلال كونها مديرة شركة أو مديرة مقاولات ما دامت في حدود شرعية لا توقعها في أسر شهوي أو علاقات غير مشروعة، لكن المعيار في عمل المرأة أعمق من ذلك، فالمعيار معيار رسالي وليس معياراً مادياً”، موضحاً “ليست قيمة المرأة في أن تكون لها ثروة وليست قيمة المرأة بأن يكون لها لقب اجتماعي وليست قيمة المرأة أن تكون صفاً إلى صف الرجل، هناك معيار أعمق من ذلك، معيار رسالي أنيط بالمرأة وهو أن تكون هذه المرأة مصدراً للإنسان الصالح، كل مجتمع وكل وطن لا يمكن أن يبني له حضارة إلى إذا كان المواطن صالح، فالمواطن الصالح تربيه المرأة، لأن المرأة هي صاحبة القدرة على إنشاء وإيجاد المواطن الصالح والمبدع، المواطن القادر على العطاء والإبداع والبذل، من هنا نرى إشادة القرآن وإشادة النبي بموقع المرأة وعظمة المرأة عندما يقول القرآن الكريم ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: 11] ضرب الله بآسيا زوجة فرعون مثلاً في الصبر والفداء والمقاومة للظلم والطغيان، ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا﴾ [التحريم: 12] وضرب بمريم ابنت عمران مثلاً للعفة والطهارة، ضرب بهما مثلاً للذين آمنوا، إذن المعيار في قيمة المرأة هو هذا المعيار معيار الفضيلة والقيمة”.
ردة فعل
لكنّ بعض إشارات السيد حرّكت جدلاً حول مضمون ما تحدث عنه، وذهب بعض المعلقين إلى تخطيئه حتى في اصطلاح “الجندر” نفسه، حسب ما ذكره سلمان بن عبد الله الحبيب الذي نشر تعليقاً مطولاً عبر التواصل الاجتماعي قال فيه “وجدتُ في المحاضرة من الأخطاء ما دعاني للرد والتعليق من باب الإثراء العلميّ والثقافيّ مع إشادتي بدوره في التصدّي لمثل هذه الموضوعات”.
وشرح الحبيب “لقد أخطأ السيد في تعريفه للجندرية بأنها تعني أن يكون الذكر كذلك بسبب الظروف الاجتماعيّة، وتكون الأنثى أنثى بسبب الظروف الاجتماعية، واعتباره أنّ الجندرية توجّه مكتسب. والصواب أنّ الجندرية مصطلح ظهر في عام ١٩٦٠ ويعني رؤية الشخص لجنسه أو تعريفه لنوعه فهو إما أن يرى نفسه ذكراً أو أنثى بغضّ النظر عن وضعه البيولوجيّ”.
وأضاف “هنالك أمر مهم وهو أن سماحة السيد ربط بشكل خاطئ بين الجندرية والنسوية مع أنّ الربط متكلّف مصطنع؛ إذ لا علاقة مباشرة بينهما والأولى أن تكون العلاقة بين الجندرية والمثليّة الجنسية”.
وقال “من الأخطاء تلك التعميمات التي لا تستند إلى رأي علمي يمكن الوثوق به أو الاستناد عليه، هو أنّ الرجل قانونيّ في أحكامه وينظر للأمور على أساس الحق بينما المرأة تنظر للأمور بشكل أخلاقي وبإيثار دون مقابل وبلا حدود.
والسيد كان يرى أنّ النسويّة بشكل عام تهدم الأسرة وتدعو إلى الحرية الجنسية دون قيود وتدعو إلى الإجهاض وتجعل المرأة تخجل من كونها أماً أو ربة منزل وهو محق إلى حدّ ما في ذلك ولكنّه كان يجب أن يتناول حقيقة هذه الحركة في المطالبة بحقوق المرأة في كثير من الأمور مثل: التصويت والملكية والمشاركة السياسية وشغل المناصب العامة والتعليم والمشاركة في العقود والمساواة في الأجور والدمج الاجتماعيّ ورفض إذلال المرأة في الإباحية واستغلالها جنسياً والحماية من الاغتصاب والتحرّش الجنسي والعنف الأسري والاجتماعي”.
وحول قول السيد بأن “كلاً من الرجل والمرأة متساويان في الهدف وفي المسؤولية، وأنّ الاختلاف بينهما فقط في الدور مع الحفاظ على الدور الرساليّ”.. تساءل الحبيب “عن هذا الدور: هل هو محصور في الأمومة والبقاء في البيت؟ مع أنه يقول: يجب ألا تمنع المرأة من العمل ويجب ألا يصادر قرارها في الاختيار ، فما هو الدور إذاً؟ وهل ذلك الدور الذي يجب أن تسلكه المرأة يكون باختيارها أم باختيار الرجل؟ وهل هو من طبيعتها كإنسان أم من خلال اختيار الرجل والمجتمع؟”.
ترشيد العاطفة الدينية
أما الشيخ حسن الصفّار فقد دخل عشّ دبابير أيضاً، ولكنْ من جهة متشدّدين، بعد محاضرته التي قدمها بعنوان “ترشيد العاطفة الدينية”، وقال فيها “إذا كان ثراء العاطفة الدينية مطلوبًا فإنها تواجه تحديات قد تنحرف بها عن المسار الصحيح، وهو التحدي الذي يواجهه الإنسان في استجابته لعواطفه المختلفة، فقد يبالغ في الاستجابة لها فتنفلت وتتجاوز الحدود المعقولة، فتكون سببًا لضرره وانحرافه”.
وانتقد الشيخ الصفار “خطورة الاتجاه الذي يغري الإنسان بالتساهل في التزاماته الدينية اعتمادًا على النجاة بسبب تعلقه العاطفي بأهل البيت (ع)، واستشهد بالآية {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}. وأشار إلى الشعر العاطفي الذي لا يكفي الإنسان، مثل قول الشاعر:
سوَّدتُ صحيفة أعمالي
وَوَكَلْتُ الأمرَ إلى حيدَرْ
هوَ كهفيَ من نُوَبِ الدنيا
وشفيعيَ في يوم المحشَرْ
وقول آخر:
إذا شئتَ النَّجاةَ فَزُرْ حُسيناً
لِكَي تَلْقَى الإلهَ قَريرَ عَينِ
فإنَّ النارَ لَيْسَ تَمَسُّ جِسْماً
عَليهِ غُبارُ زوّارِ الحُسينِ
مشيراً إلى العمل بهذه الأدبيات كمفاهيم خطأٌ، بل عاطفة محضة.
هذه الإشارات؛ أثارت حفيظة بعض المتحاملين على الشيخ، ونشر شخص يحمل اسم “الشاعر علي جعفر القطيفي” قصيدة هجاء للشيخ، اتهمه فيها بإثارة “فتنة”، مطلعها:
لمَ أيقظت فتنةً أنت تدعو
بلسانٍ لوأدها في المجالس
وتعتذر “صُبرة” عن نشر باقي النص الذي رحّب به مدونون، وكتب معلق يحمل اسم “صالح”، يضع صورة رجل معمم “كلّ شخص يقف ضدّ قضية سيد الشهداء وشعائره ويشكك فيها بما يتنافى مع روايات أهل البيت عليهم السلام إنما يُحرق تاريخه ويُسقط نفسه في مزبلة التاريخ، فهو يُسيء لنفسه قبل غيره ببابكم”…!
ان المنتقدين او المعلقين على المحاضرة على السيد ماهم الا واهمين ومن يرجع الى مصطلح الجندرية وهي عبارة ليست عربية يجد ان كل ماذكره السيد موجود
والبعض يقول لا وجود لهذا الامر في دول الشرق وهذا كلام فاضي في الاونة الاخيرة ودول شقيقة اقرت بالمثلية الحقيقة المعلقون لا يستحقون الرد وصبرى تريد ان تثير امور منها الحرب الباردة على خطباء لهم بروز وتقوم بعملية الانتقادات لتقلل من عملية التوجه للمنبر وتشكك في دور المنبر
ملاحظات سريعة حول محاضرة سماحة السيد منير.
-حركة مساواة الجندر تكاد تكون لاوجود لها في الخليج وذكرها مع الحركة النسوية هو (ربما) للتهويل وشيطنة الحركة النسوية ليتقبل المستمع كل مايقال عنها.
-لماذا اعتبر مساواة الحقوق والواجبات للرجل والمرأة هو سحق لانسانية المرأة لانه سد لدورها الاسري ؟! .هذه مصادرة على المطلوب.
-لماذا اكتفى السيد بذكر مهن يُفهم منها المشقة الجسدية ..هل مهن الطب والتمريض والتعليم مثلا لامشقة فيها ولا تستهلك وقتا يحرمها من اداء دورها الانثوي ؟!.
-الحركة النسوية الليبرالية اساسا لاتلتفت الى اسباب التفاوت بين الجنسين ولاترى هدم الاسرة حلا لانها بالاساس لاتعتبرها مشكلة…فينبغي التفريق هنا بين الليبرالية والراديكالية.
-كمراقب ارى ان عيد الأم في ازدهار مطّرد في منطقتنا الخليجية والعربية في السنوات الاخيرة.
-ادعاء الترابط بين خروجها الى ميدان العمل وتهميش الامومة والدور الاسري يحتاج الى دليل.
-لماذا يصور السيد ان هنالك تضاد بين اكتساب المرأة للثروة وان تعمل ،وكونها مربية ؟!! وهل الدور الرسالي مع الثروة مطلوبا من المرأة دون الرجل ؟!