الوقود و”كورونا” يشعلان أسعار النقل التعليمي.. والطلبة والآباء حائرون عودة الروح إلى القطاع بعد 500 يوم من التعليم عن بُعد
القطيف: شذى المرزوق
ما أن أعلنت وزارة التعليم عن استئناف الدراسة حضورياً، حتى انتشرت حسابات على في مواقع التوصل الاجتماعي، تعرض خدمات النقل للمدارس والجامعات لمن يرغب، ولكن بأسعار وصفها أولياء الأمور بأنها “مرتفعة للغاية”، فيما رأها سائقون أنها “معقولة”، قياساً على الإجراءات الاحترازية التي تفرض عليهم.
الجدال المستمر حول أسعار خدمات النقل التعليمي، شجع بعض نشطاء مواقع التواصل على تدشين مجموعات خاصة بخدمات النقل، ترد على أي استفسارات حول طبيعة هذه الخدمات والتغييرات التي شملتها، وحقيقة أسعارها. واستثمر البعض المشاركة في هذه المجموعات، ونقلوا تجاربهم الخاصة مع أصحاب هذه الخدمات.
تحويل الدراسة
تنطلق الدراسة الأحد المقبل، للتعليم العام والجامعي. ويواجه الطلبة وأولياء أمورهم أزمة توفير خدمات النقل بمبالغ معقولة.
وكانت هذه الخدمات متوقفة طيلة نحو 500 يوم من التعليم عن بُعد، بسبب احترازات فيروس كورونا المُستجد.
في هذا العام؛ تتصدر خدمات النقل المشهد التعليمي، ويبحث الأهالي عن طرق لتأمين خدمة نقل مناسبة لأبنائهم الطلبة، خصوصاً الجامعيين منهم، والدارسين في كليات تبعد مسافات كبيرة عن مقار سكناهم.
وأرجع سائقون ارتفاع الأسعار إلى أنهم مقيدون في الأنظمة والبروتوكولات الاحترازية الخاصة بالنقل، بما فيها التباعد في المقاعد، إلى جانب ارتفاع أسعار البنزين. وقالوا إن هذا المشهد يفرض نفسه على خريطة الأسعار.
سعر مناسب
تقول نور الشويخات “مازلتُ أبحث عن سائق بمبلغ شهري مناسب لتوصيلي من مدينتي سيهات إلى كلية الأصالة في الدمام، وأغلب السائقين يطلبون مبالغ كبيرة، تصل إلى 1500 ريال شهرياً، وحتى أتمكن من الحصول على خدمة توصيل بسعر مناسب؛ علي ألا أكون الطالبة الوحيدة التي يقلها السائق للكلية، فبحثت عن طالبات أخريات معي، لتقليل الكلفة”.
وتابعت “السائقون الذين تواصلت معهم يشترطون وجود أكثر من 3 طالبات في الكلية نفسها، حتى تنخفض القيمة”.
نهاية الأسبوع
بدورها، قالت فاطمة داود، الطالبة في جامعة الملك فيصل في الأحساء “مع انني أعيش في سكن طالبات الجامعة، إلا أن إيجاد سائق يتولى توصيلي نهاية الأسبوع إلى منزلي، ويعيدني مع بداية الأسبوع للسكن، كان بمثابة أحد العراقيل الصعبة التي واجهتني منذ البداية”.
وتابعت “لا يوجد سائق مستعد لقطع مسافه 500 كلم من سيهات إلى الأحساء، من أجل طالبة واحدة. وهذا يكلفني مبلغاً كبيراً، لتغطية نفقات التوصيل والنقل الأسبوعية، فكان الحل هو القطار، إذ أن الكلفه فيه أقل”.
2500 ريال
حددت الموظفة هديل الحبيب قيمة إيصالها من حي المحمدية في الدمام إلى الأحساء بـ2500 ريال، وهو ما يجعلها تُعيد التفكير بأهمية إيجاد حلول للنقل.
وقال جاسم الحكيم (ولي أمر، وسائق) إنه اتفق مع سائق على إيصال ابنته الطالبة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام، مقابل 7800 ريال سنوياً.
جاسم الحكيم.
وعن تكاليف التوصيل للطلبة داخل البلد، قال “قد تصل القيمة إلى 300 ريال شهرياً”. وأكمل “الحافلات التي كانت تحمل 15 طالبة، أصبح عدد طالباتها الآن بين 6 إلى 7 طالبات، بعد التزام التباعد الاجتماعي الذي فرضته الجهات الرسمية، لضمان سلامة الطلبة، ما يعني أن إجمالي ما يحصل عليه السائق لا يتجاوز 2500 ريال، يتم صرف جزء كبير منه لتأمين الوقود”.
ويتفق معه محمد المدلوح (سائق توصيل طلبة)، مبيناً أن كلفة توصيل طلبة المدارس الأهلية تصل إلى 500 ريال، في حين تراوح قيمة توصيل طلبة رياض الأطفال بين 250 إلى 350 ريالاً، بحسب اشتراط الأهالي وجود مشرفة خاصة.
محمد المدلوح
وتستنكر سجى محمد الأسعار، وتراها “مُبالغاً فيها”. تقول “اتفقت على توصيل ابنتي، وهي طالبة في المدرسة الأولى المتوسطة بسيهات بـ 800 ريال شهرياً فقط، لأنها من ساكني حي الضاحية”.
عدوى الإصابة
وتساءلت مريم القلاف، بلهجة عامية “نلقاها من وين ولا من وين؟”. وقالت “خوفنا على أبنائنا من عدوى الإصابة بكورونا، لا يمنعنا من دفع أي قيمة تُطلب منا”.
وأردفت “مو كل الناس حالتها ميسورة، وتقدر تدفع ما يطلب منها، فكلف الدراسة تأتي مرتفعة في المقام الأول، من بعدها تأتي كلف التوصيل”.