طلبة القطيف «حائرون»: هل الجوال مسموح أم ممنوع في المدارس؟ الوزارة حسمت أمرها بالموافقة.. والمدارس «مترددة» بين المنع و«الجواز الصحي»
القطيف: شذى المرزوق
هم «حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون»: هل سيسمح لنا باصطحاب الجوالات إلى المدارس.
الوصف الذي قدمه شاعر الغزل نزار قباني في قصيدته «حبيبتي من تكون»، ينطبق على حال طلاب وطالبات محافظة القطيف. الحيرة لا تقتصر عليهم، بل تشمل طلبة المملكة، وذلك قبل أقل من 48 ساعة من انطلاق العام الدراسي الجديد.
فعلى مدى اليومين الماضيين؛ أثارت فكرة إحضار الجوالات إلى المدارس، جدلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً حول السماح بإحضارها في مدارس البنات، حيث تجاوز عدد التغريدات في وسم «مدارس البنات تمنع القرار» في منصة «تويتر»، أكثر من 49 ألف تغريدة، بين معارض ومؤيد، إضافة إلى وسم آخر تجاوز 61 ألف تغريدة باسم «مدارس البنات لا تسمح بالأجهزة».
وزارة التعليم: مسموحة
ويتصاعد الجدل رغم أن وزارة التعليم حسمت بأنها «ليست ممنوعة»، إذ قال مساعد المدير العام للإشراف التربوي في وزارة التعليم هادي غروي، في لقاء معه على قناة «الإخبارية» أخيراً، «إن أبناؤنا وبناتنا على قدر المسؤولية، إضافة إلى أن وجود الجوال هو لتسهيل عملية الدخول الصباحية للمدرسة وتسريعها، علماً بأن إدارة المدرسة قادرة على معرفة على الحالة الصحية للطلاب، ومنسوبي المدرسة جميعاً. لكن هذا سيكون بإذن الله للدخول السريع للمدرسة، ولا ننسى دور الأسرة الكبير كونه الشريك الأساسي لمكتب التعليم».
وأضاف غروي بأنه «سواءً للمرحلة المتوسطة أو الثانوية؛ لم تعد الهواتف الذكية خياراً الآن، فهي مع الجميع، ودور الأسرة أساسي وهي شريك معنا في التوعية، كما هو دور المدرسة في توعية الطلبة، في استخدام الجوالات».
وعن كونها تمهيداً لتغييرات مستقبلية؛ قال «نحن الآن في ظروف استثنائية، ومثل هذه الأمور لا نعلم إلى أين ستكون في المستقبل».
«ضبابية» في المدارس
هذا القرار لم ينعكس على الأرض، فما يزال المشهد «ضبابياً»، خصوصاً في مدارس البنات، وهو ما اتضح من خلال استطلاع أجرته «صُبرة»، مع بعض إدارات مدارس البنات في محافظة القطيف، لمعرفة آلية السماح بإحضار الجوالات من قبل الطالبات.
تقول الوكيلة شؤون طالبات مدرسة الثانوية الرابعة للبنات في سيهات بشرى المهنا «تم توجيه طالباتنا اليوم حول آلية الحضور، وتوزيع النطاقات، والشعب الفصلية».
وحول الجوالات؛ قالت «أبلغنا طالباتنا في حال تم توجيه تعميم صريح ورسمي من الوزارة إلى المدرسة بالسماح بالجوال؛ فالأكيد أننا سنعمل على تنفيذ القرار»، مبينة أن المدرسة «جهة تنفيذية للقرارات الوزارية».
وأكدت أنه «لن يتم السماح حالياً بذلك، حتى صدور التعميم، وحتى يردنا أمر الموافقة بإحضار الجوالات».
إلى ذلك، دعت إدارة الثانوية الثانية في سيهات، ضمن توجيهاتها الاحترازية والإدارية، إلى إحضار بطاقة مطبوع بها «الجواز الصحي» في تطبيق «توكلنا»، والاكتفاء بذلك كبديل عن احضار الجوالات إلى المدرسة، مشيرةً إلى إمكانية متابعة الحالة الصحية للطالبة من خلال «توكلنا» الخاص في مديرة المدرسة.
وفي السياق نفسه؛ طالبت إدارة المدرسة الرابعة الثانوية للبنات في القطيف، بطباعة «الجواز الصحي» من «توكلنا»، في إشارة إلى الاكتفاء بها عن إحضار الجوالات، حتى تصدر تعاميم أو قرارات توضيحية، تستلزم تنفيذ أمر السماح والموافقة بإحضار الطالبات الجوالات.