حدث في القطيف.. إعادة الكهرباء بعد 15 ساعة من السداد
شركة الكهرباء الموقّرة؛ تعرف الطريق إلى عدادك جيداً حين يتعلق الأمر بتأخرك عن سداد الفاتورة، يذهب الفني عارفاً طريقه محدداً عدادك حتى بين عشرات العدادات المصطفّة معه، وبمفتاح صغير؛ ينطفيء بيتك، مكتبك، محلك، مزرعتك.
لكنها تحتاج إلى “دليل” يُرشدها حين يتعلق الأمر بإعادة الخدمة بعد السداد. حتى عداداتها “الذكية” لا تُسعفك حروفها وأرقامها الصغيرة في شيء. حتى قاعدة بياناتها لن تُعطيك إلا اللهجة المهذّبة جداً لدى موظفي الشركة الذين تخجل منهم لما هم فيه من رُقيّ..!
لكن لماذا هذه “الحلطمة”..؟
ببساطة؛ لأني أمضيت 3 ساعات تقريباً في محاولة معرفة رقم حسابي في الشركة. فُصل التيّار وأنا في سفر، وحين عدتُ لم أعرف الطريقة التي تُعيد الحياة إلى عدادي، ومكتبي.
باركود، رقم السيريال، رقم الشريحة المعدنية، رقم هوية المالك.. كلّ ذلك لم يُسعف قاعدة بيانات الشركة الكُبرى في تحديد رقم حساب مشترك لم تصل فاتورة استهلاكه إلى 700 ريال. لا رقم الطوارئ 933، ولا الرقم المدفوع 920002100؛ نجح موظفوه في حلّ المعضلة.. ولولا وجودة فاتورة مسددة قبل أشهر طويلة؛ لما عُرف رقم الحساب.. حتى الفاتورة القديمة عُرفت بوسيلة “اتعب على على نفسك”..!
حسناً؛ أخيراً عرفنا رقم الحساب “المبروك”.. حسناً تمّ السداد في تمام الساعة 10.28 مساءً. لكنّ التيار لم يعد إلا في تمام الساعة 2.02 من ظهر اليوم التالي.. أكثر من 15 ساعة لإعادة التيار. وخلال الساعات الـ 15 هناك 6 بلاغات عبر الطوارئ 933، وليس فيها كلّها إلا لسانٌ عذب مهذب طيب النبرة، يكرر الاعتذار ويؤكد الاحترام..!
رائعة أخلاق الموظفين، لكنّها لم تحلّ مشكلة انقطاع عملي عن العالم، وارتباك تواصلي مع الخوادم الإلكترونية والسحابات وحسابات العمل التقنية.
بعد الفزعات و “تكفى” و “رحم الله والديك”؛ قيل لنا إن القطيف كلها ليس فيها إلا موظف واحد فقط مسؤول عن إعادة التيار..!
موظف واحد فقط..؟ إذا كان ذلك صحيحاً؛ فقد بطل العجب، وبطل معه الاستياء، وبطلت معه “الحلطمة”، فنحن أمام شركة كُبرى تقطع التيار بسهولة.. وتُعيده بـ “شكّ الغلاصم”؛ كما تقول جداتنا.. وكان الله في عون هذا الموظف الواحد الوحيد في صيف أغسطس..!
مواطن بسيط اسمه
حبيب أحمد آل محمود