غرور الطاعة
تغريد محمد الزاير
إن الغرور صفة كريهة منبوذة وذميمة، تدل على ضآلة صاحبها وسطحية تفكيره. والشخص المغرور يعاني من نقص في نفسه وعقدة في شخصيته يخبئها بالغرور والكبر على الناس. فاذا تحدثت مع المغرور تراه أجوف وجاهل ولا يملك من العلم إلا قليلا، وتراه ضعيفاً في جميع المهارات الحياتية.
والغرور أنواع.. إما بسبب المال أو العلم أو الجمال أو الحسب أو أشياء أخرى متع بها الله المغرور، وهناك نوع مختلف جداً من الغرور يسمى غرور الطاعة. فترى بعض الناس ممن
لهم توجه ديني معين ويظهرون بشكل متدين ويمارسون أغلب الطاعات وأسلوب حياتهم يتسم ظاهراً بالتقوى بحفظ بعض الأدعية والأحاديث وهم يجهلون أصلا معناها كما يجهلون أن الدين المعاملة؛ تراهم مدبرين عن الحياة، ثيابهم رثه وقديمة يعانون السمنة وضعف في المهارات الاجتماعية فينفر منهم الشباب، ولا يستمع لهم إلا القلة ولا أدري ما الضرر أن يكون المؤمن أنيق ولائقا بدنياً حتى يلتف الناس من حوله؟ القلة منهم له طموح وله نظرة مستقبلية. فجل همهم عذاب القبر وحياة البرزخ والنار والآخرة ويعتقدون بذلك أنهم ضمنوا على الله الجنة، وأنه من النخبة المبشرين بالجنة، وفي أي محفل تراهم يتعالون على الناس وينظرون لهم بدونية، ويبدأون بالسخرية على كل التصرفات التي لا تتماشى مع معتقداتهم، فلا تسمع من أفواههم إلا حرام ولا يجوز والنار وجهنم، واستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. كلمات جميلة تفقد معناها حينما تخرج من أفواههم الغليظة، لا يبتسمون إلا فيما ندر وكأن الابتسامة معصية كبرى.
إن الإيمان صفة لا تتماشى مع الغرور أبدا. فالمؤمن يجب أن ينعكس على وجهه علامات قربه من الله فترى فيه اللطف والسماحة والتواضع؛ فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قدوتنا وقد طهر الله قلبه من الغلظة والفظاظة والكبر جميل المحيا وطيب الرائحة . قل الله تعالى
“ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك “، سورة آل عمران. ايه ١٩٥.