.. وعاد طلبة القطيف بعد أطول غياب عن المدارس.. 541 يوماً ابتسامات "مخفية" خلف الكمام.. وعيون تغالب النعاس.. والجوال لـ"توكلنا" فقط
القطيف: ليلى العوامي، شذى المرزوق، شروق الحواج
540 يوماً فصلت بين قرار تعليق الدراسة حضورياً في قرار وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ في الثامن مارس 2020، وعودة الطلبة اليوم (الأحد) إلى مقاعد الدراسة حضورياً.
طلبة القطيف زادوا يوماً واحداً عن بقية زملائهم في المملكة، فقرار تعليق الدراسة في المحافظة، التي شهدت اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا، سبقت الآخرين في التعليق بيوم واحد.
اليوم؛ عاد الجميع، عدا طلبة المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال. ولسان حال بعض الطلبة “ما أحلى الرجوع إليه”، فيما غالب النعاس آخرين، بعد غياب طويل، لا بل طويل جداً عن المدارس.
مدارس القطيف
شهدت 289 مدرسة في القطيف اليوم حضوراً طلابياً مميزاً ومحصناً بجرعتين من لقاحات الفيروس، وسط حماس كبير من الطلبة والأهالي والطاقمين التعليمي والاداري، الذين التقوا من دون قُبل أو أحضان كما هي العادة قبل ظهور الجائحة، اكتفوا بالسلام وتبادل التحية من على بُعد، مع ابتسامة خلف الكمامات الطبية.
وسط إجراءات احترازية مشددة، وآلية خاصة، استقبلت مدارس المحافظة الطلبة، ومن هذه الإجراءات: توزيع الطلبة على عدة شُعب، لكل شُعبة أيام حضور محددة في الأسبوع للحضور، على أن تتلقى بقية الشُعب الدراسة افتراضياً، ويتم التبديل بينهما بتخطيط إداري مُرتب، يسمح بالتباعد، وعدم الزحام في فصول تبلغ طاقتها الاستيعابية 40 طالباً، ولكن مع عودة الدراسة حضورياً، باتت تستوعب 15 طالباً فقط، حرصاً على تحقيق التباعد الاجتماعي، ما يضمن لهم دراسة آمنة صحياً.
الأشهر الباقية
وقال مدير متوسطة سيهات رضا القلاف “مع بداية اليوم، شهدت المدرسة اكتمال عدد الطلبة في صفوف المرحلتين الثاني والثالث المتوسط، بعد تنسيق خطة الحضور لهم، بينما كانت الأعداد قليلة لمرحلة الصف الأول المتوسط، نظراً لعدم اكتمال عمر البعض منهم 12 سنة، وهذه السن لا تُعطيهم الحق في تلقي جرعتي لقاح”.
وأبان أنه “في هذه الحالة؛ يتلقون الدراسة عن بُعد، وهذا هو الحل الأنسب والأفضل لهم لحين استكمال الأشهر الناقصة من أعمارهم، حتى يتمكنوا من الحصول على اللقاحات”.
أجهزة التعقيم
تابع القلاف “بداية الدراسة كانت موفقة، حيث تم الإعداد المسبق لها، بتعقيم مرافق المدرسة، بما فيها الفصول الدراسية، بعد توفير أجهزة التعقيم، والعمال الذين يقومون بدورهم نهاية كل يوم دراسي، ليتم استقبال الطلاب في اليوم الذي يليه، عدا التعقيم الأولي، وقياس درجات الحرارة عند الحضور، وتوفير المعقمات والكمامات”.
وأشاد بدور الأهالي الذين “جسد مدى الوعي والحرص على سلامة أبنائهم، بعد ان وجدت إدارة المدرسة أثناء الجولة الاستطلاعية على أحوال الفصول وترتيب طلبتها، أن الجميع منهم ملتزم كامل الاحترازات، ومن ذلك توفير وجبات الإفطار الصحية للطلبة، والمجيء بها من المنزل مع كل طالب، علماً بأن إدارة المدرسة أعدت وجبات إفطار صغيرة، مكونة من علبة ماء وفطائر، إلا أن مثل هذا التعاون من الأهالي يثير الغبطة في النفس، لبيان مقدار الوعي الصحي، والتعاون مع إدارة المدرسة في العمل على عودة آمنة للجميع”.
الجواز الصحي
من البروتوكولات الصحية التي أقرتها وسمحت بها وزارة التعليم، احضار الجوالات للمدارس لاظهار الحالة الصحية قبل الدخول للمدرسة، من خلال تطبيق “توكلنا”.
وعلّق القلاف على ذلك، قائلاً “صدر قرار مبدئي بالاكتفاء ببطاقة الجواز الصحي، بدلاً عن احضار الجوالات إلى المدرسة، وابلاغ الأهالي بذلك، وحتى اكمال الطلبة طباعة بطاقة الجواز الصحي؛ سمحت الإدارة بإحضار الجوالات لإظهار “توكلنا”، بعد أن مددت الإدارة مدة تجهيز وطباعة الجواز الصحي لأسبوع إضافي، نظراً للضغط الكبير على تطبيق “توكلنا”، الذي لا يفتح غالب الأحيان بسهولة”.
وكشف القلاف عن إعادة 4 طلاب إلى منازلهم، “لأنهم قدموا إلى المدرسة بعد تلقي كل منهم جرعة واحدة فقط من اللقاح”.
120 طالباً
في المقابل، قال مدير متوسطة القطيف حسين العوامي “أعدنا 120 طالباً إلى منازلهم، لسبب آخر، وهو اختلاف الشُعبة المقرر أن تحضر اليوم، بحسب الجدول الموضوع، وفيه الترتيب الإداري لحضور الشُعب، من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي”.
ولفت إلى أن “العدد الكبير لإجمالي طلبة المدرسة فرض توزيعهم على 3 مستويات فصلية A,B,C لضمان تطبيق التباعد بشكل أكبر، حرصاً على سلامة الجميع”، مضيفاً أن “كل مجموعة يحق لها الحضور بواقع 5 أيام كل 3 أسابيع، في دمج للدراسة الحضورية والافتراضية”.
وعن الإعداد للحضور، أوضح العوامي “الفصول اكتملت أعدادها بالترتيب المنسق له، وسط التزام واعٍ من الطلبة بكامل البروتوكولات الصحية التي نصت عليها وزارة الصحة”.
أجهزة الجوال
كما قامت متوسطة سيهات باستقبال الطلبة بوجبات إفطار، فعلت الأمر نفسه إدارة متوسطة القطيف، وأجمعت الإدارتان على أن الطلبة كانوا “متعاونين جداً”.
عن أجهزة الجوال، قال العوامي “الجميع أحضر الجوالات، لاظهار الحالة الصحية في “توكلنا”، عند الاستقبال الصباحي، وتم إغلاقها بعد ذلك، وطُلب من الجميع عدم إظهارها أو استخدامها في الفصل طوال فترة الحصة الدراسية”.
البديل الافضل
وصف وكيل شؤون الطلبة في ثانوية الطفيل بسيهات زكريا البراهيم، اليوم الأول من الدراسة بـ”الموفق بكل المقاييس”. وقال “مر هذا اليوم بسلاسة من ناحية الطلاب والطاقمين الإداري والتعليمي، حيث التزام الجميع الاحترازات”.
أما عن أجهزة الجوال، فقال “طلابنا في المرحلة الثانوية، وكانوا على قدر المسؤولية والوعي، لذلك نفذوا القرار، بإظهار تطبيق “توكلنا”، والبعض اكتفى بـ”الجواز الصحي”، منوهاً بان “بعض الجوالات قد لا يُستفاد منها في إظهار “توكلنا”، لعدم احتواء بعضها على قاعده بيانات إنترنت مفتوحة تسمح بذلك، ما يعني أن البديل الأفضل هو تصوير الشاشة أو طباعة بطاقة الجواز الصحي”.
15 طاولة
في مدرسة سعد بن الحارث المتوسطة، تم استقبال الطلاب بحزمة من الإجراءات الوقائية، وملصقات توعية، تحث الجميع على على التباعد، والخضوع لجهاز قياس درجة الحرارة، وتوفير الكمامات والمعقمات، وقراءة البنرات التي تحث على الإجراءات الاحترازاية، وتهيئة الفصول.
وشددت المدرسة على ألا يزيد عدد الطاولات في الفصل الواحد على 15 طاولة، وتقسيم الفصل لمجموعتين؛ الأولى A يحق لها الحضور لمدة 3 أيام، وB يومين، وفي الأسبوع الثاني يتغير الوضع، بحيث تحضر مجموعة B ثلاثة أيام، ومجموعة A يومين”.
وقال المرشد الطلابي في المدرسة مكي آل خليفة إن “استقبال الطلاب اليوم كان موفقاً، وكل طالب كان يُبرز “توكلنا” في جواله، ثم يخضع لجهاز مقياس درجة الحرارة، ولبس الكمام، والدخول مباشرة للفصل، بوجود المعلم، وتوزيع الكتب في الصالة الرياضة مع المحافظة على التباعد”.
100 طالب في متوسطة سنابس
في متوسطة سنابس حضر اليوم 100 طالب، من دون أي معوقات. وجرى استقبال الطلاب بشكل مرتب، وتباعد منذ دخولهم من بوابة المدرسة، إذ توجه كل منهما إلى نقطة الفرز، ثم إلى الساحة الداخلية لنقطة التجمع، فإلى الفصول. وكان عدد المحصنين جرعتين 207 طلاب، وعدد الحضور 100 طالب اليوم، ولا يوجد غياب مؤثر.
وجرى تسليم الكتب المتوافرة لطلاب الأول والثاني المتوسط فقط، أما الثالث المتوسط فلم تتوفر إلى الآن، وتلقى الطلاب الدروس، وتم تجهيز منصة “مدرستي” للطلاب الذين لم يتلقوا جرعتهم الثانيه، أو الذين يدرسون عن بعد.
وقال مدير المدرسة محمد جعفر آل ثويمر “سار اليوم الدراسي أفضل مما توقعنا. وساد المدرسة الهدوء والطمأنينة ولله الحمد، وتم تحقيق التباعد، مع الالتزام بالكمامات، وبقية الاحترازات، والمعلمون ملتزمون أوقات الحصص، وكان تعاونهم مع إدارة المدرسة بانضباط، وسار اليوم كأي يوم دراسي عادي”.
وطمأن آل ثويمر، جميع أهالي سنابس بأن “الوضع مطمئن لحضور طلابهم، ونسأل الله تعالى أن يزيل هذا الوباء ويحفظ الجميع”.
الصباح الباكر
وتقول إحدى الأمهات، وتدعى أمنة البحراني “تدرس ابنتي في الثانوية السابعة في القطيف، وكانت في الصف الأول الثانوي عندما تم تعليق الدراسة في مارس 2020، واليوم تعود إلى المدرسة وهي في الصف الثالث الثانوي”.
وتصف الأم، يوم ابنتها الأول في المدارس بأنه “هادئ، ويحمل الكثير من الإيجابية، وإبنتي كانت متلهفة للعودة إلى المدرسة، فقد استعدت لها منذ أن حجزت لنفسها موعداً لأخذ اللقاح، واليوم جلست وجهزت كمامها ومعقمها قبل أي شيء، وأوصلها والدها إلى المدرسة الساعة 5:55 صباحاً”.
وتكمل “لست قلقة عليها، فابتني معتمدة على نفسها، وهي معتادة على الاحترازات والله يحفظ الجميع”.
جريمة معلوماتية
وفي صفوى؛ أعلنت إدارة المدرسة الثانوية الأولى، عن السماح للطالبات بإحضار الجوالات للمدرسة، مشترطة تفعيل تطبيقي “توكلنا” و”صحتي”.
وقالت إدارة المدرسة في إعلانها، إنه “سيؤخذ الجوال من الطالبة صباحاً، بعد التأكد من حالتها. ويحفظ في إدارة المدرسة. وستستلمه عند خروجها إلى البيت نهاية الدوام”.
وأكدت أنه “يمنع منعاً باتاً استخدام الجوال سواءً الصباح، أو نهاية الدوام، وتصوير المدرسة. ومن يثبت أنها استخدمت الجوال سيرفع اسمها إلى الجرائم المعلوماتية، وتطبيق الغرامة المالية عليها”، مبينة أنه “حرصاً على طالباتنا؛ وجب التنبيه عليهن بالالتزام حتى لا تعرض نفسها للعقوبة”.
طلبة الشرقية
عودة طلبة القطيف لمدارسهم حضورياً، كانت ضمن عودة 270 ألف طالب وطالبة لمرحلتي المتوسطة والثانوية للتعليم العام في المنطقة الشرقية اليوم.
وتابع المدير العام للتعليم في المنطقة سامي العتيبي، حضور الطلاب في مجمّع الأمير سعود بن نايف التعليمي في الدمام، وانطلاق الرحلة التعليمية في يومها الأول في جميع المدارس للبنين والبنات بالمحافظات.
وقال العتيبي “إدارة التعليم حريصة على بدء العام الدراسي منذ اليوم الأول بجدية وانتظام، وتكليف مديري المكاتب التعليم للبنين والبنات بالوقوف ميدانياً على سير العملية التعليمية، ومتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والعودة الآمنة، بالإضافة إلى تفعيل الخطط التشغيلية للمدارس”.
وفي الجبيل، تفقد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية الدكتور أحمد آل حسين، ومدير قطاع التعليم بالهيئة الدكتور علي عسيري اليوم، سير الدارسة للعام الدراسي الجديد في مدارس الجبيل، وسط تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية.
ووقف الجميع على حركة النقل المدرسي والآلية المنفذة في انسيابية تنقل الحافلات، البالغ عددها 448 حافلة ووصولها للطلبة في الوقت المحدد، وبلغ عدد الطلبة في مدارس الجبيل الصناعية أكثر من 37500 طالب وطالبة.
تعليمات الوزارة
وكانت وزارة التعليم استقبت بدء الموسم حضورياً، واتخذت حزمة من الاجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية، لانتظام واستقرار الميدان التربوي، بما ينعكس إيجاباً على العملية التعليمية. وتم التأكيد على مديري ومديرات المدارس باستثمار الحصص الدراسية لليوم الأول اليوم (الأحد) وغدا (الإثنين) في الآتي:
أولاً:
التهيئة النفسية للطلاب والطالبات وكذلك أولياء الأمور، وإعداد برامج جاذبة للطلاب والطالبات تتناسب مع فترة الانقطاع عن المدرسة، بمشاركة المعلمين والمعلمات، تحوي بعض البرامج التعليمية المشوقة مع الأخذ بالاحترازات الصحية.
ثانياً:
تعريف وتوعية الطلاب والطالبات بأهمية اتباع البروتوكولات الوقائية والاحترازات الصحية.
ثالثاً:
حث الطلاب والطالبات الذين لم يمكنوا من الحضور وأولياء أمورهم بالرسائل والايميل، بضرورة استكمال الجرعتين للقاح كورونا.
رابعاً:
حث إدارة المدرسة والمعلمين على التزام الكمامة والتباعد، وكذلك الحرص على تطبيق الاحترازات والبروتوكولات الصحية، حيث إن مدير المدرسة والمعلم هم القدوة الأولى لأبنائهم الطلاب والطالبات.
خامساً:
شرح النماذج التشغيلية المعتمدة لأولياء الأمور، وتوضيح أهمية تطبيقها للمحافظة، وضمان سلامة أبنائهم الطلاب.
سادساً:
تطبق النماذج التشغيلية وفق المحددات، وعلى اللجنة التنفيذية في مكتب التعليم المتابعة المباشرة للمدارس والتحقق من مناسبة النموذج وفق للكثافة ومطابق للاحترازات الصحية.
سابعاً:
السماح بإحضار الجوال فقط في اليوم الأول، للتأكد من تلقي الطلاب للقاح، وإغلاقه بعد ذلك، وتعمل القوائم بذلك… وهكذا لبقية الطلاب بعد إكمال جرعاتهم، لحين اعتماد دليل تفصيلي لاستخدام الجوال فى المدارس. والتأكيد على مديري ومديرات المدارس والمباني التعليمية بالاعتماد على بيانات “توكلنا” في خدمة نتعلم بحذر في “توكلنا ويب” لتحديد المحصن وغير المحصن من الطلبة للحد من إحضار الجوالات للمدرسة.
ثامناً:
استثمار أول 10 دقائق من الحصة الأولى فى تثقيف وتوعية الطلبة حول أخلاقيات التعامل مع الأجهزة داخل أسوار المدارس، وأهمية الخصوصية الشخصية لزملائهم من الطلاب والطالبات وللمؤسسة التعليمية، وتجريم التصوير داخل المباني الحكومية، حيث يمكن أن تخلق لنا إشكاليات تؤثر على بعض جوانب أعمالنا في الوزارة.