الشيخ حبيب الصعيليك.. «سفير الكلمة» الذي ترك «أرامكو» ليدرس في الحوزة ودع الحياة بعد عقود من العطاء المنبري والاجتماعي

القطيف: ليلى العوامي

نعت الحوزة العلمية في الأحساء، اليوم (الأحد)، رحيل الشيخ حبيب علي الصعليك، أحد أساتذتها الخطيب الحسيني، إمام مسجد الإمام علي (عليه السلام)، والذي عُرف بـ«سفير الكلمة».

وأوضحت في بيان نشرته على صفحتها في «فيسبوك»، أن الصعيليك رحل «بعد أن قضى شطراً من عمره في التحصيل العلمي، درساً وتدريساً في الحوزة العلمية بالأحساء، والوعظ والإرشاد وإحياء شعائر أهل البيت (عليهم السلام)، وخدمة المؤمنين»، مشيرة إلى أنه كان «مثالاً للعالم المجد والمربي المرشد، والذي يُعد فقدانه خسارة للحوزة والمؤمنين».

وعزت الحوزة، بهذا «المصاب الجلل إمام العصر الحجة ابن الحسن (عج)، والعلماء وأسرة الفقيد وذويه، ومحبيه وأهالي قرية الجبيل خاصة، والمؤمنين عامة، سائلة الرؤوف الرحيم أن يتغمده بواسع رحمته ويحشره مع ساداته الكرام النبي محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين، ويلهم الجميع الصبر والسلوان».

إلى الرفيق الأعلى

ونعاه أيضاً؛ مكتب آية الله العلامة السيد رضا الأحمد السلمان، في بيان جاء فيه «ببالغ الحزن والأسى؛ تلقينا نبأ رحيل الخطيب الحسيني سماحة الشيخ حبيب الصعيليك (رحمه الله) إلى الرفيق الأعلى، وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم للأخوة أصحاب الفضيلة والسماحة وعموم المؤمنين بخالص العزاء والمواساة، داعين الله تعالى أن يعرف بينه وبين أوليائه المعصومين عليهم الصلاة والسلام في جنة النعيم إنه ولي ذلك».

الشيخ علي العبود.

أفتقدك أستاذاً

الشيخ علي العبود، من أهالي الأحساء الجبيل، والمقيم في الكويت، كتب رسالة حزينة «سماحة الشيخ الفاضل حبيب علي الصعيليك رحمه الله. منذ كنت صغيراً؛ أخذتني نحو طلب العلم، زرعت فيّ حب العلم وخدمة الناس، وضعت قدمي في الحوزة العلمية في الأحساء وقم المقدسة. عرفت فيك خدمة مجتمعك لأكثر من أربعين سنة، مواصلة درسك العلمي حتى آخر لحظة تواضعك العلمي أمام تلامذتك، حبك خدمة سيد الشهداء عليه السلام. رحمك الله شيخي وأستاذي وأخي وصديقي. استودعتك الله ومحمداً وآله. إنا لله وإنا إليه راجعون».

من «أرامكو» إلى الحوزة

الشيخ الصعيليك نشأ يتيماً، بعدما توفي والده وهو صغير، ودرس في المدارس الحكومية وتخرج من مدرسة القارة الثانوية. وتميز بين أقرانه بنباهته وتفوقه العلمي، وتوظف بداية حياته في شركة أرامكو، وبعدها قرر الالتحاق في السلك الحوزوي.

سافر إلى النجف الاشرف طلباً للعلم الشرعي، وبعد عودته إلى مسقط رأسه الجبيل؛ بدأ في ممارسة نشاطه الديني والدعوي والاجتماعي.

وكانت له مساهمات عدة، من إقامة صلاة الجماعة ومناسبات أهل البيت (عليهم السلام)، وكذلك مشاركته في تأسيس عدد من المناشط الاجتماعية، مثل الزواج الجماعي، ولجان العزاء والاحتفالات، وكذلك عضويته في مركز جمعية البر بالجبيل والحملات الدينية، وحلقات التدريس والتكليف الشرعي.

كذلك عاد للحوزة العلمية في الاحساء معلماً للغة العربية، ومتعلماً فيها، لمواصلة تحصيله العلمي.

يُذكر أن للراحل من الأبناء: محمد، الشيخ علي، حسين، مهدي، حسن، وطاهر، وخمس بنات، واخوانه: طاهر الصعيليك، وياسر السالم.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×