ناجي المنيان رابع تربوي تفقده القطيف خلال 30 يوماً بتر قدمه وأمراضه المتعددة لم تسلب منه الابتسامة أو تمنعه من المواظبة على صلاة الجماعة
سيهات: شذى المرزوق
يوم الجمعة المقبل؛ لن يشهد مسجد إبراهيم الخليل في مدينة العمال بسيهات، حضور المعلم ناجي أحمد حسين المنيان. لن يسمع المصلون ترتيله آيات من القرآن الكريم، بعد آخر صلاة العصر، حيث كان مواظباً على الحضور أيام الجمع، رغم بعد المسافة بين منزله في حي الضاحية، الذي انتقل إليه في السنوات الأخيرة، والمسجد الذي يقع في قلب سيهات، ورغم صعوبة تنقله على كرسي متحرك، بعدما أقعده المرض، بعد سنوات من العطاء في المجال التعليمي.
ارتحل المنيان فجر اليوم (الأحد)، بعد أن انهى صلاة الفجر. ضاق به النفس، مسلماً روحه إلى بارئها في غرفة طوارئ مستشفى، نقله إليه أبناؤه، بعد محاولات لإسعافه، انتهت بتوقف قلب طالما كان نابضاً بحب العلم والتربية والإرشاد.
التربوي الرابع الذي تخسره القطيف
المنيان رابع التربويين الذين فقدتهم محافظة القطيف خلال الأيام الـ30 الماضية، إثر تأثرهم في متاعب صحية ألمت بهم جميعاً، فبعد المعلم سعيد المغاسلة من الجش، ومربي الأجيال المعلم عبدالله الغريب من سيهات، وصولاً إلى المعلمة ابتسام المرهون، التي رحت عن طالباتها في المدرسة الابتدائية الخامسة في صفوى فجر امس (السبت)، لحق بهم المرشد الطلابي والمعلم السابق في احدى مدارس الدمام ناجي المنيان عن عمر 55 عاماً، وذلك قبل 16 يوماً من حلول اليوم العالمي للمعلم، والذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر.
من قطر إلى الجبيل فالدمام
هاني المنيان، شقيق الراحل روى لـ«صبرة»، بعض من سيرة أخيه، «تخرج من إحدى الجامعات القطرية، نال شهادة البكالوريوس في علم النفس، والتحق في السلك التعليمي فور تخرجه، بإحدى مدارس الجبيل، ومن ثم انتقل إلى مدارس المرحلة المتوسطة في الدمام، مرشداً طلابياً».
في السنوات الأخيرة، دهمت المنيان متاعب صحية متعددة، إذ كان يعاني من مرض السكري، الذي جر عليه مضاعفات شديدة، أصابته بفشل في وظائف الكلى، فلازم الغسل الكلوي بين يوم وآخر، عدا أن النكسات الصحية أدت إلى بتر رجله، فلازم الكرسي المتحرك.
ابتسامة رغم الألم
رغم ذلك؛ بقي المنيان «دائم الابتسامة، لطيف المعشر، ورغم الألم والمرض لم يتوقف أخي عن متابعة أمور العائلة، والتواصل مع الأهل وزيارة الأخوة، والقيام في شؤون المجلس الحسيني في منزل العائلة، ولم يتوان عن الحضور في أيام الجمع بالمسجد الذي يصلي فيه جماعة، بين أهالي سيهات الذين أحيهم وأحبوه».
إلا أن وفاته لم تكن بداعي تلك المتاعب، إذ توفي بجلطة قلبية فجر اليوم، بعد شعوره بالإنهاك وضيق النفس، فور أن أنهى صلاة الفجر، حاول أن ينعش نفسه بالاغتسال، «لكن بلا فائدة» كما يقول شقيقه.
أردف «طلب أولاده سيارة الاسعاف على وجه السرعة، بعد ملاحظتهم الانتكاسة المفاجئة التي أصابته، وفي طوارئ المستشفى ودع الحياة».
اختتم هاني، كلامه عن شقيقه ناجي بالقول «لم يكن أباً لأحمد، علي، حسين، غدير وزهراء فقط، بل هو أب للجميع، احتضن جميع أخوته باهتمامه وعنايته. رحمه الله وأعاننا على مرارة فقده».
سيهات تودع عبدالله الغريب.. معلم لم يحمل عصا في زمن «التعليم بالضرب»