[بروفايل] «جائزة الاعتدال» آخر الأوسمة على صدر نظمي النصر.. «رجل المهمات الصعبة» خالد الفيصل: عزز صورة ذهنية إيجابية عن المملكة

سيهات: شذى المرزوق

من يعرف سيرة نظمي النصر، هذا المهندس «الخجول»، يدرك أنه أمام رجل «المهمات الصعبة»، إن شئت «المستحيلة».

لكن قاموس ابن مدينة سيهات يخلو من شيء اسمه «مستحيل»، فهو القادر على إيجاد مدينة بترولية متكاملة في عمق صحراء الربع الخالي؛ شيبة، وهو الذي قاد عملية إنشاء مشروع جامعة عصرية حديثة في شواطئ ثولي؛ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وأخيراً إنشاء مدينة المستقبل «نيوم» على السواحل الشمالية الغربية لبلاده.

في البين هناك مشاريع عدة أنجزها هذا «النصر»، من العدم، وقاد نجاحها. لذا؛ لم يكن مستغرباً أن يتوجه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل اليوم (الثلاثاء)، بجائزة «الاعتدال» للعام 2021.

الأمير خالد الفيصل يعلن فوز نظمي النصر بجائزة الاعتدال.

الفيصل: جهوده وطنية مُقدرة وطموحه سعودي بارز

في كلمة خلال حفل الإعلان عن الفائز بالجائزة في نسختها الخامسة؛ قال الفيصل «يسرني في هذا اليوم أن أعلن عن الفائز بجائزة الاعتدال، وهو المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، نظير جهوده الوطنية المُقدرة، وطموحه السعودي البارز، الذي عززّ من خلاله صورةً ذهنيةً إيجابيةً عن المملكة قيادةً وشعبًا، مستثمرًا الفرص التي أتاحها قادة هذه البلاد لكافة أبناء الوطن».

وأضاف «عكست مسيرته الشخصية والعملية وأفكاره التطويرية مفاهيم الاعتدال السعودي الذي اتخذته هذه البلاد المباركة، قيادةً وشعبًا منهجًا لها منذ تأسيسها».

نظمي.. مناصب وإنجازات

الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة «نيوم» نظمي النصر (67     عاماً)، تقلد مناصب عدة، وحقق إنجازات وطنية مختلفة، منها:  نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية والمالية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، عضو الهيئة الاستشارية في المجلس الاقتصادي الأعلى السعودي، عضو مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

من «جامعة البترول» إلى «أرامكو»

حصل النصر على درجة البكالوريوس في تخصص الهندسة الكيميائية عام 1978، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ليبدأ مشواره العملي، حيث انضم إلى «أرامكو السعودية»، وأمضى السنوات الثلاث الأولى بعد تعيينه موظفاً في إدارة الخدمات الهندسية.

في عام 1981، عمل على تنفيذ شبكة الغاز الرئيسة في المملكة ، وهي أحد أكبر المشاريع الصناعية آنذاك، وهو برنامج يهدف إلى توفير الإمدادات للصناعات البتروكيماويّة في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وانتهى المشروع عام 1984، ويُعد حالياً من أكبر شبكات النقل الهيدروكربوني، وأحد أهم مشاريع المملكة للتنويع الاقتصادي والتطويري.

في العام 1986، تمت ترقيته إلى منصب مدير مشاريع، ليتولى مسؤوليّة كافة البرامج الرئيسة لحقل الغوار للزيت.

وفي عام 1991، عمل على إدارة  برنامج ضخم لزيادة إنتاج النفط الخام في حقل الغوار، ما أسهم في ضمان قدرة المملكة على سد أي عجز في الإنتاج الذي كان يحدث بسبب توقف إنتاج النفط من العراق والكويت، إبان حرب تحرير الكويت، وفي غضون سنتين اكتمل هذا المشروع، وبدأ الإنتاج منه فعلياً عام 1993.

بعد ذلك بعامين، أي في 1995، تم تعيينه مديراً لبرنامج تطوير حقل الشيبة في الربع الخالي، وهو مشروع عملاق بدأ الإنتاج منه منتصف 1998.

انتقل بعد ذلك إلى العمل في إدارة التخطيط العام لشركة «أرامكو السعودية»، مديراً لقسم التخطيط طويل المدى، حيث تولّى مسؤولية إعداد استراتيجيات الشركة وخطط أعمالها.

عين عام 2003 عضواً منتدباً في شركةSaudi Petroleum Overseas Ltd. (SPOL). وتعمل هذه الشركة، التي تعد أحد فروع شركة «أرامكو السعودية»، على تأمين المبيعات الدولية، وخدمات التسويق والشحن للنفط الخام، وغاز النفط المسيّل، والمنتجات النفطيّة والكبريتية المخصصة للمستهلكين في أوروبا وإفريقيا وأميركا الجنوبية.

عام 2004، تولّى منصب المدير التنفيذي لخدمات أحياء السكن. وفي 2006، عيّن نائباً لرئيس الخدمات الهندسية.

مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله).

الانتقال إلى «كاوست»

في نفس العام عُين نائباً لرئيس مشروع تطوير جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، حيث تمكن من تسريع عملية بناءها، مُستفيداً من خبراته السابقة في بناء المجمع النفطي في شيبة.

ليتم تعيينه لاحقاً رئيساً موقتاً لـ«كاوست»، منذ بداية الجامعة عام 2006، وأصبح منذ عام 2008 نائب رئيس الشؤون الإدارية والمالية لـ«كاوست».

وقد تنحى عن منصبه في «أرامكو السعودية» في 31 مارس 2013، وتفرغ لاستكمال عمله في نفس المنصب.

32 عاماً بين الشركات الدولية وحقول النفط

أمضى النصر نصف خدمته، التي تصل إلى 32 عاماً، في العمل مع الشركات الدولية الهندسية والاستشارية في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، هولندا، واليابان، فيما أمضى النصف الآخر من مسيرته المهنيّة في المملكة، خصوصاً في حقول النفط، مثل: الغوار، السفانية والشيبة.

مهام استشارية

كما عين عضواً في الهيئة الاستشارية في المجلس الاقتصادي الأعلى السعودي، بناء على أمر ملكي صدر عام 1435هـ، قضى بإعادة تكوين الهيئة الاستشارية للشؤون الاقتصادية في المجلس، لمدة عامين.

وعين بموافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عضواً في مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عام 2014، وفي عام 2017، عين رئيساً موقتاً لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، ورئيساً موقتاً لـ»كاوست» في يوليو من العام ذاته.

قيادة مدينة المستقبل

تم تعيينه في 3 يوليو 2018، مديراً تنفيذياً لمشروع مدينة «نيوم»، ليكون مسؤولاً عن تطوير الاستراتيجيات، وتطوير خطط الأعمال للقطاعات الاقتصادية الأساسية فيها، بدءاً من 1 أغسطس 2018.

أب لأربعة أبناء وسادس اخوته

على الجانب الشخصي؛ نظمي النصر أب لابن، وثلاث بنات: أحمد (35 عاماً)، ويعمل في شركة »أرامكو السعودية»، زينب وتعمل في الشركة ذاتها، نور مصرفية في البنك السعودي الأهلي، ورؤيا سيدة أعمال. وهو السادس بين أخوته.

عن جائزة الاعتدال

تُعد جائزة الاعتدال أحد أهم الجوائز المحفزة لتعزيز قيم الاعتدال والوسطية ومكافحة التطرف بجميع أشكاله؛ داخليًا وخارجيًا. وهي الأولى في هذا المجال. وتعتبر رافدًا من الروافد المؤكدة لنهج المملكة المتبنى للفكر الوسطي المعتدل منذ نشأتها، مبينة الجهود الحثيثة في استئصال الأفكار المتطرفة ومحاربتها بكل الطرق والوسائل وتعزيز قيم الاعتدال وتطبيقاته في شتى المجالات.

وتهدف هذه الجائزة إلى تعزيز خمسة مفاهيم رئيسية لدى المجتمع تتمثل في: إبراز الصورة الحقيقة للمملكة في مجال الاعتدال، ودعم الجهود في مجال الاعتدال، وتشجيع المبادرات المعززة لثقافة الاعتدال، إضافة إلى زيادة مستوى الوعي حول أهمية الاعتدال في مجالات الحياة كافة، إلى جانب دعم وإبراز الجهود الرائدة للأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات والتي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاعتدال وتطبيقه.

يُذكر أن جائزة الاعتدال نبعت من فكر الأمير خالد الفيصل ورؤيته في بناء الإنسان والمكان وتحقيق الإنجاز والتميز والإبداع فيهما ومنهجه الدائم »لا للتطرف لا للتكفير، لا للتغريب، نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة، إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي».

اقرأ أيضاً:

نظمي النصر.. رجل تأسيس المشروعات العملاقة