في القطيف.. يعالجون مُدمني المخدرات بالألوان والفن التشكيلي وركوب الخيل مركز صحي الرضا احتفل باليوم العالمي للعمل الخيري
القطيف: ليلى العوامي
بمجرد وصولك إلى مقر الحملة التوعوية التي تضمنتها فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الخيري، والتي نفذتها عيادة الخدمة الاجتماعية في مركز صحي الرضا بالمزروع؛ ستسمع صوتاً من فيلم توعوي، يوجه نصائحه إلى المدمنين، بأن عليهم “البدء في العلاج فوراً، وأن من يبادر لذلك؛ سيجد كل العون”.
واختارت العيادة لاحتفالها هذا العام باليوم العالمي للعمل الخيري شعار “لا للمخدرات نعم للحياة”.
وتقول كلمات النصيحة وفقاً للفيلم “أبو أحمد، لديك فرصة لتغيير حياتك؛ استغلها وسترى الأبواب مُفتحَة أمامك بسرية تامة، والدعم النفسي، وكل الخدمات والإمكانات التي تم توفيرها من أجلك ولأجل مصلحة مجتمعك، كل ما تحتاج إليه الإتصال بـ995 وبكل سرية، سيتم توجيهك إلى أقرب مركز تأهيل”.
واختتمت الفعالية، التي احتضنتها قاعة الملك عبدالله في القديح، نشاطها مساء أمس (الجمعة)، بعد يومين حافِلَين بالأركان المصاحبة لها، وبطريقة مخالفة للمألوف، إذ شملت 11 ركناً متنوعاً، منها الجمعية الاجتماعية للصحة النفسية، جمعية مُضر الخيرية (لجنة السلامة المجتمعية ولجنة تعافٍ)، العيادة الإرشادية الشاملة، زمالة المُدمنين المجهولين، ركن الاستشارات، ركن التسجيل، لجنة جائزة التفوق في التوبي، ركن الفنون، ركن التصوير، مكتب الضمان الاجتماعي، ومستشفى إرادة والصحة النفسية في الدمام، الذي قدم شرحاً وافياً عن الخدمات التي يقدمها للمستفيدين من كلا الجنسين، ومن مختلف الأعمار.
رسالة واحدة
وقالت المسؤولة عن عيادة الخدمة الاجتماعية في مركز صحي الرضا صابحة آل حسن، إن “الفعالية تم التنظيم لها منذ شهر تقريباً، أردت من خلالها أن أشارك المؤسسات الحكومية والخاصة في المجتمع من أجل أن نرسل رسالة واحدة جميعاً، وهي “لا للمخدرات.. نعم للحياة الأسرية الهانئة”.
واضافت “لذا؛ كان توجهنا الأول هو استضافة طلاب وطالبات المدارس، فهم الجيل الواعد الذي يعتمد عليهم المجتمع، وتتحقق بهم رؤية المملكة 2030، لذا استهدفت الفعالية في يومها الأول 9 مدارس، بينها 8 حكومية للأولاد، ومدرسة أهلية للأولاد، وأخرى للبنات، ومن كل مدرسة 25 طالباً من باب التنوع ومن مناطق مختلفة”.
وتابعت آل حسن، أن “توعيتهم هو هدفنا، حيث أردنا من خلال هذه الأركان تعريف فئة الشباب إلى أين يذهب؟ ومن يستشير؟ وكيف ينقذ نفسه من عبث العابثين؟”، مدرفة أنه “لأول مرة؛ نستضيف استشارات قانونية في فعاليتنا، إذ حصل من خلالها الطلبة على ما يريدون معرفته قانونياً حيال المخدرات”.
وأشارت إلى تحقيق الهدف من الفعالية، وقالت “خروجنا عن النمطية في إقامة الفعالية أوصل رسالتنا بشكل مباشر وهادف، وكان التفاعل واضحاً وجلياً على الطلبة، وهم هدفنا مع أسرهم، خاصة من خلال أسئلتهم المطروحة، وكان أهمها من نستشير؟ وهل هناك سرية في الاستشارة؟ كيف نتجنب الخطر؟ وغيرها من الأسئلة التي تدل بالفعل على أن الفعالية حصدت ثمارها”.
صورة سرية
بدوره؛ تحدث المنسق الإداري في قسم العلاقات العامة في جمعية مُضر الخيرية حسن عاشور، عن الركن التعريفي بلجنة التعافي من الإدمان. وقال إن “اللجنة تقدم خدماتها منذ 6 سنوات، واستفاد منها 16 مستفيداً، تراوح أعمارهم بين 14 و35 سنة، يتم تأهيلهم لخوض الحياة بصورة طبيعية، ومساعدتهم على العمل والزواج إذا كانوا شباباً”.
من جهته؛ قال أخصائي طب الأسرة في مركز حي الرضا الدكتور هادي آل قرين إن “قسم الاستشارات يقدم خدماته بمختلف أشكالها، بدءاً من الأمراض العادية وحتى الإدمان، ويقدمها بصورة سرية عن طريق الحضور شخصياً إلى العيادة، أو من طريق العيادات الافتراضية، وبصورة موثقة، تشرف عليها وزارة الصحة”.
وأشار آل القرين، إلى أخطر أنواع المخدرات في المجتمع الآن، والمنتشرة بين الفئة العمرية من 14 حتى 20 سنة، وهي “الشبو”. وقال “وصمة العار تتجسد عندما يخاف الأهل من صعوبة العلاج، وتصل الحالة لمرحلة متأخرة”.
نحن معك
ويوجه برنامج زمالة المدمنين المجهولين، وهو أحد الأركان المشاركة، نصائحه للجميع برسالة مفادها “نحن هنا معك، ولن نتدخل في خصوصياتك، ولكننا سنترك لك المجال للتعافي، فقط استمع لقصصنا، وستلقى اهتمامنا، فقط ثق بنا”. وهذا البرنامج يعتمد على علاج المدمن بالمدمن.
وأشار المشرف على الركن إلى أمر “مهم”، وقال “يجب أن ينظر الأهل إلى المدمن على أنه مريض، وبحاجة إلى المساعدة، فالإدمان هو الداء الوحيد الذي لم يوجد له للآن علاج، ولكن قد يكون هناك تعافٍ، والمتعافي حتى لا يعود وينتكس، عليه أن يلقى الإهتمام”.
علاج فعال
من جانبها؛ ذكرت رئيسة اللجنة النسائية في جائزة التفوق الدراسي بالتوبي المحتضنة والداعمة لنادي الفنون بالتوبي، ناريمان الجارودي لـ”صُبرة”، أن “الألوان لها طاقتها على الجهاز العصبي”، مضيفة “أثبتت الدراسات أن للألوان قدرةً على التحكم في المشاعر، وفي مستويات التوتر في العقل البشري، كما انها تساعد المرضى على التركيز وشفاء أنفسهم برغبة داخلية منهم، من دون ضغط من أي أطراف أخرى، فالألوان تعتبر بيئة سلمية ومتناغمة لخلق علاج فعال، للتخلص من السموم، وتعزز التعافي من الإدمان على المدى الطويل”.
واضافت أن “الأمر الجيد؛ أن العلاج بالألوان مستخدم في الولايات المتحدة، ومعروف تحت مسمى التقنية العلاجية (لوما ترون)، ويستهدف فئة معينة من الأمراض، ومن ضمنها المساعدة على الاقلاع عن الإدمان، ولو تمّ دمج العلاج بالألوان مع العلاج المخصص للمدمنين في مراكز العلاج في المملكة؛ لأحدثنا نقلة نوعية في معدل الاستشفاء من الإدمان”.
موجة الإدمان
وفي شأن يخصها، قالت التشكيلية دلال الجارودي إنه “من خلال لوحاتي التي عرضتها في هذه الفعالية؛ أرى أن الفن يقدم رسالة قوية للمجتمع ونصحِهِم”.
وتمنت الجارودي، أن تشارك في معرض تشكيلي، رسالته موجهه إلى المدمنين، حتى تصل بأفكارها إلى الأسر والأفراد، لإيقاف موجة الإدمان المهلكة.
وقالت إن “الفن رسالة، ومهمة كل إنسان منا أن يستخدم موهبته في إيصال هذه الرسالة، خاصة أن الإدمان بدأ يتفشى في مجتمعنا، ونحن دورنا كدور الطبيب والخطيب والمعلم، فكلنا مسؤول مسؤولية تامة عن تطهير هذا البلد من براثن المخدرات، ومشاركتنا في هذه الفعالية ساعدتنا فعلاً في إيصال رسالتنا من خلال الإعلام”.
الصدمات النفسية
وتحدثت الدكتورة ثريا العلوان، وهي طبيب مقيم في مركز حلة محيش، عن الهدف من العيادة الإرشادية الشاملة في القطيف، قائلة “هدفنا هو تعريف المجتمع والأسرة بالأسباب التي تدفع الناس إلى الإدمان، مثل الاضرابات والصدمات النفسية، وضغوطات الحياة وغيرها، ولهذا عيادتنا تشجع المجتمع والأسرة بملاحظة تلك الأعراض، وإحالة هذه الحالات إلى العيادة لدينا، حيث نستطيع معالجتها قبل وقوع الفرد منهم في الإدمان”.
الفئات العمرية
وعددت استشارية طب الأسرة في العيادة الإرشادية الشاملة بحلة محيش زينب البصراوي، الحالات التي تصادفهم في العيادة، ومن مختلف الفئات العمرية، الذين يتم تقديم الخدمات الدوائية، والعلاجية لهم من خلال معرفة جذور المشكلة.
بدورها؛ وجهت الأخصائية النفسية مها الزوري، رسالة إلى المجتمع، قائلة “الإدمان مرض يحتاج علاج، ولا بد أن نعطي المُدمن دعماً وفرصة في الحياة”.
الصحة النفسية
وشرحت الباحثة في الضمان الاجتماعي رتيبة الراشد، خدمات الضمان الذي يقدمها إلى الأسر المستفيدة، إضافة إلى الخدمات التي يقدمها لأسر مدمني الخدمات، وتأتي ضمن قسم التمكين. وقالت “تُصرف الإعانة لأسرة المدمن إذا كان فرداً واحداً، كالزوجة 1156 ريالاً، ويزيد بعدد الأفراد، لكل فرد زائد 282 ريالاً تقريباً”.
وعن الجمعية الاجتماعية للصحة النفسية؛ قالت الدكتورة في الخدمة الاجتماعية الطبية ريم العميري إنه “من خلال مقرها في الدمام؛ تقدم الجمعية خدماتها إلى جميع المحتاجين من أفراد المجتمع وأسرهم في مناطق المملكة، وقد نشأت الجمعية في 27 شوال الماضي، ومن أهدافها تقديم خدمات التوعية والتثقيف الصحي، والعلاج النفسي، والاجتماعي أثناء الأزمات”.
وتهدف الجمعية – بحسب العميري – إلى “مساعدة مرضى الفصام، والاكتئاب، والهوس، إضافة إلى الأمراض النفسية، مثل: القلق، التوتر، الاكتئاب، وغيرها، وسيتم العلاج التأهيلي من خلال الشراكة مع مراكز ركوب الخيل، والعلاج بالعمل لاكتساب مهارات جديدة، وتنمية مهاراتهم في إيجاد عمل دائم في المنزل من خلال متجر إلكتروني، أو بالجمعية، أو بمتجر خاص للحالات من خلال دعم رجال وسيدات الأعمال، ولدينا خطة طويلة المدى لإنشاء مركز إيواء، لاستقبال الحالات التي لا يوجد من يقوم برعايتهم، وتحتاج الجمعية زمناً لتنفيذ هذه الأهداف، ولن تتم إلا بتضافر الجهود”.