أكاديميان يتبادلان الغزل بين “شنقيط” و “الرياض”.. شعراً
الرياض: حسين العطل
على طريقة ما يُعرف بشعر “المجاراة”؛ تبادل عضو هيئة تدريس موريتاني ومسؤول أكاديمي سعودي رسالتيْ “غزل” بين مسقط رأس الموريتاني “شنقيط” والعاصمة السعودية الرياض. الأول كتب قصيدة في مديح “نجد”، والثاني ردّ عليه التحية بالطريقة نفسها.
القصيدة الأولى كتبها الدكتور محمد عبدالله الشنقيطي، بعد التحاقه بهيئة التدريس في الكلية الأهلية مطلع شهر سبتمبر الماضي، وجاء في مطلعها غزلاً في المؤسسة الأكاديمية:
صرح العلوم منيع غير منفطر
بالمشرق العربي الشامخ العطر
من كل كلية عصماء ما ألفت
إلا الإقامة فوق الأنجم الزهر
القصيدة حُسبت تحية من قبل المشرف العام على الكلية؛ فردّ عليه:
من مغرب الشمس هلَّ الشعرُ كالمطرِ
أكرمْ بهِ من عزيز بالغِ الاثرِ
أكرمْ بمن تعبت حقاً رواحلهُ
من المحيط تُغذُّ السير في سفرِ
من أرضِ مليونِ “حسانٍ” مشرَّقةً
تؤمُّ نجداً الى الأهلين من مضرٍ
النصّان مما يُعرف بـ “الأدب الأخواني” القائم على المودة بين كتّاب الشعر، وهو بابٌ معروف في الأدب العربي الكلاسيكي، وقد انتهج صاحبا القصيدتين النهج نفسه.
فيما يلي قصيدة الشنقيطي كاملة:
صرحُ العلوم منيعٌ غيرُ منفطرِ
بالمشرقِ العربيّ الشامخِ العطرِ
من كلّ كليةٍ عصماءَ ما ألفتْ
إلا الإقامةَ فوق الأنجمِ الزُّهُرِ
هي الشفاء لداء الجهل مذ فتحت
أبوابها، وصفاءُ الخاطرِ الوغـِرِ
فكلُّ واحدةٍ تُؤتي وظيفتها
للدارسين بلا کدٍّ ولا كدَرِ
هذي تُبيّنُ قانونًا يعمّ وقا
ناً يخصُّ، وذي تأتيك بالدررِ
منها إدارةُ أعمالٍ وتربيةٌ
شرعٌ، يتوجها في أجمل الصورِ
لا غروَ إن جمعت هذا فقد بُنيتْ
بالصدقِ، والصدقُ مَكْلُوءٌ من الغِيَرِ
لما تضرّع راعيها لبارئهِ
وآثرثْهُ يدُ الأقدار بالظـَّفرِ
أمضى العزيمة واستجلى الأمور برأ
يٍ فيصلٍ فيصليِّ العزمِ والنظرِ
ياربِّ أَمْضِ لعبدالله همّتـهُ
فضلاً، فلم يكُ ما تُمضي بمندثرِ
لا يبقَ خيرٌ من الدارين منتحياً
عنه، ولا يُرَ من سوء، ولا ضررِِ
إن الأُلى خدموا الأوطان واحتملوا
عنا المشقة بالآصالِ والبُكُرِ
ردُّ الجميل جزاءٌ واجبٌ لهمٌ
شرعاً، وكلُّ جميلٍ بالجميلِ حـَرِ
وهذا رد الفيصل كاملاً
من مغرب الشمس هلَّ الشعرُ كالمطرِ
أكرمْ بهِ من عزيز بالغِ الاثرِ
أكرمْ بمَن تعبت حقاً رواحلُهُ
من المحيط تُغذُّ السير في سفرِ
من أرضِ مليونِ “حسانٍ” مشرَّقةً
تؤمُّ نجداً الى الأهلين من مضرٍ
أرومة العُرْبِ قحطانٌ إن انتسبت
آثار قحطانَ ملءُ السمعِ والبصرِ
رواحلٌ حملت حُباً ومَكْرُمةً
في ظرف شعرٍ بدا أبهى من الدُّررِ
يُزجيْ الثناءَ “لدور العلم ” صادقةً
“كلية الشرق”، والأخرى مع الأُخَرِ
شرقٌ العروبةِ ندعو الله يرفعُها
بأن تكون مناراً بالغ الأثرِ
أهلا بكم يا أخا شنقيطَ ما حملت
سماء نجدٍ، زهت بالأنجُمِ الزُّهُرِ
شنقيطٌ يا مأرزَ الفصحى وموئلها
ويا بلاداً بها من خِيرة البشر
حفظتمُ الشعر والآداب فازدهرت
وأثمرت بجميلِ الطَّلْعِ والزَّهَرِ
إن شئتَ منى مثالاً “مريمٌ” بهرت
“الشيخ سِيْديْ” بما أغمى على الصور
يوم استعارت من “الرعد” الذي بدأت
ثم انتقت مبدأ الأعراف في السور