الصفّار يردّ على المهاجري تلميحاً: نهج “التسقيط” والبذاءة لن يسلم منه أحد طالب الواعين بتحمل مسؤوليتهم تجاه الإساءات

القطيف: صُبرة

يبدو أن الشيخ حسن الصفّار ماضٍ في تصعيد نقد الحالة الشيعية “الداخلية”، عبر منبر الجمعة. فبعد خطبته التي ألقاها في مسجد الرسالة، منتصف أكتوبر الجاري؛ وحمّل فيها الشيعة مسؤولية تشويه المذهب؛ حملت خطبته لهذا اليوم تلميحات واضحة محذراً مما ووصفه بـ “نهج لا يسلم منه أحد”، مطالباً “الواعين بتحمل مسؤوليتهم تجاه هذه الإساءات”.

ويبدو أن الصفار كان يلمّح إلى العراقي الشيخ عبدالحميد المهاجري الذي انتشر مقطع فيديو له يُسيء إلى المرجع الشيعي الكبير الراحل أبي القاسم الخوئي”، قبل أيام، وارتكب تجاوزات خطيرة في حق المرجع وأتباعه. وقد أحدثت تصريحات المهاجري موجة غضب في الأوساط الشيعية المناصرة للمرجع الذي توفي في بداية تسعينيات القرن الماضي.

لكنّ الصفار لم يذكر المهاجري بالاسم. مكتفياً بقوله “لقد رأينا كيف تجرأ البعض على كبار الفقهاء والمراجع، وأبرز العلماء والخطباء، وسيكون الحبل على الجرار إن لم نضع حدًا لهذه الأساليب”.

وحسب البيان الذي بثّه مكتبه، ظهر اليوم، رفض الصفار”تحويل الأجواء الدينية إلى ساحة احتراب وتعبئة وتسقيط للرموز الدينية والاجتماعية”. وتابع: الدين يريد للمجتمع الإيماني أن يكون متلاحمًا متماسكا.

وجاءت خطبة اليوم عنوان: تجريم الإساءة للآخرين.

وقال الشيخ الصفار إن وجود ممارسات الإيذاء تضعف تماسك المجتمع، وتسبب النزاعات والخلافات فيه، لذا شدد الدين على حرمة الإيذاء وجرّم الإساءة بين أفراد المجتمع ومكوناته. وأضاف: إن التعاليم الدينية تحرم كافة أشكال الإيذاء والإساءة للآخرين. وأبان أن الاختلاف في الآراء والأفكار أمر مشروع ومقبول لكن الإساءة والإيذاء لبعضنا البعض غير مقبول.

وحذّر الصفار من سلوك الإيذاء لأنه يمزق المجتمعات الإيمانية، ويكّرس نهج الإساءة فلا يسلم منه أحد. ومضى يقول: لقد رأينا كيف تجرأ البعض على كبار الفقهاء والمراجع، وأبرز العلماء والخطباء، وسيكون الحبل على الجرار إن لم نضع حدًا لهذه الأساليب.

وطالب الواعين من أبناء المجتمع أن يتحملوا مسؤوليتهم في مواجهة هذه الأساليب البغيضة والتحذير من خطورتها ضد أي أحد استخدمت، وليس فقط حينما تكون ضد شخصيته أو جهته. وأشار إلى توفر فرص التعبير عن الرأي وانتشار الكلمة عبر الوسائل الإعلامية المعلوماتية المتطورة. وتابع: يجب أن نستفيد من هذه الفرص وخاصة في الوسط الديني لنشر قيم الدين وثقافة التآلف واحترام بعضنا بعضا.

وأضاف: لا يصح أبدًا أن نسمح بتحويل أجوائنا الدينية إلى ساحة احتراب وتعبئة وتسقيط لرموزنا الدينية والاجتماعية.

وأوضح أن الدين جاء لينمي في نفس الإنسان توجهات الخير والصلاح، ويكبح نزعات الشر والسوء، “فيكون الإنسان مصدر خير وإحسان لمن حوله، ولا يصدر منه ما يسيء لأحد أو يؤذيه”.

وتابع: إن أرضية الإساءة والإيذاء للآخرين تتمثل في العقد والأمراض النفسية كالحسد والحقد وسوء الظن والكبر.

وأوضح أن بعض الناس قد يصبح محترفًا لإيذاء الآخرين والإساءة إليهم، وقد يتلذذ بذلك وهو نوع من السادية حسب مصطلحات علم النفس.

ورفض أي تبرير لهذا السلوك العدائي تجاه الآخرين.

وتابع: صريح النصوص والتعاليم الدينية ترفض هذا السلوك، وتدعو لتزكية النفس والتحكم في الانفعالات، والقدرة على ضبط السلوك والتصرفات.

وأضاف كما دعت التعاليم الدينية إلى إدارة الاختلافات العقدية والفكرية عن طريق الحوار وعرض الدليل والبرهان وليس عبر البذاءة والفحش الذي حذرت منه التعاليم الدينية

مستشهدا بقوله (ص): (إِنَّ اَللَّهَ حَرَّمَ اَلْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَحَّاشٍ بَذِيءٍ قَلِيلِ اَلْحَيَاءِ لاَ يُبَالِي مَا قَالَ وَلاَ مَا قِيلَ لَهُ).

تعليق واحد

  1. احسنتم شيخنا الفاضل بارك الله فيكم وحفظكم من كل مكروه ووفقكم لما يحب ويرضى , هذا الكلام الطيب التوعوي الذي يجب أن يسود المجتمع المسلم , وانت خير من يقوم بذلك, وأرجو من كل عاقل يحب دينه ومذهبه إن يحافظ على تماسك المجتمع واستقراره .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×