[تعقيب] الحاج عبدالوهاب المعلّم.. دور الريادة المنسيّ
بعد نشر “صُبرة” تقريرها عن متنزه سيهات؛ تباينت تفاعلات القراء والمتصفّحين. ومن المؤكد أن الكمال لله، ولا يمكن لأي مؤسسة إعلامية أن تقدم عملاً كاملاً تمام الكمال.
ولذلك يهمّ “صُبرة” أن يكون المتابعون مكمّلين لما نبدؤه، ومصحّحين لما نغفل عنه. وقد وردنا هذا التعقيب من الفنان التشكيلي السعودي المعروف الأستاذ كمال المعلم، الذي يُضيف فيه جانباً لم يتطرّق له التقرير بتوسع، كما يُفيض بضوءٍ مهم على واحدٍ من أهم الشخصيات الريادية في المنطقة الشرقية، ودورها الاقتصادي والاجتماعي..
———-
كمال منصور المعلم
الأخوة في صحيفة صُبرة
تحية واحتراماً
اطلعت على المقالة بقلم الأخت شذى المرزوق في صحيفة صُبرة الإلكترونية عن منتزة سيهات، ولي بعض الملاحظات على ما ورد في المقال، لا داعيَ لذكرها، خاصةً أن الرواة كُثُر مما شتت بعض مصداقية المعلومات التي وردت في التقرير.
واسمحوا لي أن أسطر معلومة بذكر اسم اخي المرحوم عبد الوهاب منصور المعلم في المقاله، فإن الحقيقة غائبة عن الرواة و يجب عدم تجاهل الجهة والشخص الذي زرع وشجَّر المنتزة، طالما أن التقرير عن المنتزة وفعالياته..
وهنا أؤكد أن من قام بذلك هو مشتل سيهات، وصاحبه أخي عبد الوهاب. وهذا ما أثار عندي الفضول كي أسطر هذه السطور فبدون الزراعة والتشجير لم يكن منتزهاً.
أخي المرحوم عبد الوهاب من أوائل رجال الأعمال في المنطقة الشرقية، واذكر بعض المشاريع الذي قام بها ومنها:
أولاً، مشتل سيهات وهو أول مشتل في المنطقة الشرقية يعتني بزراعة الشتلات بأسلوب حديث واحترافي، فقد كان يجلب الشتلات من مدينة البصرة في العراق.
وكان المقاول الوحيد مع شركة أرامكو لتنظيف وزراعة وتشجير مدينة الظهران، داخل مقر سكن الموظفين الاجانب “Senior”، وجميع مناطقها وفروعها، وكذلك زراعة بيوت موظفي ارامكو في الظهران وبقيق والاحساء وراس تنوره والدمام والخبر والقطيف وسيهات، وغيرها من مدن المنطقة، وقد كان مقر مكاتب عمله داخل الظهران Senior ولديه العديد من الموظفين والعمال وعدد يزيد من 30 سيارة، وكان يوظف العديد من الشباب في فترة الإجازة الصيفية.
وكذلك زرع محطة تلفزيون الدمام عند إنشائها، وكنت حاضرًا وقتذاك عند الاستعداد لافتتاح المحطة.
استطلاع شامل عن مشتل سيهات في مجلة قافلة الزيت وفي احدى الصور اخي المرحوم عبد الوهاب المعلم
حفلة وداعية في مشتل سيهات بحضور عدد كبير من مسؤولي ارامكو من العرب والاجانب.
اثناء خطي على احدى السيارات العديدة (كانت اكثر من 30 سيارة) عبارة “مشتل سيهات” بالعربي والانجليزي وفي الوسط ثلاث وردات.
ثانيا، مستوصف سيهات الاهلي، وقد خططتُ لوحته بنفسي، وهو أول مستوصف أهلي بمنطقة القطيف، وقد نُقل فيما بعد الى القطيف في شارع الإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام، بالقرب من سوق “ميّاس” وقتذاك بمسمى المستوصف الوطني.
ثالثًا، مطبعة سيهات هى أول مطبعة بمنطقة القطيف، وكان مقرها في الديرة امام حسينية الخليفة، وقد تطورت بفضل الله ثم بجهود أبنائه تحت مسمى مطبعة خليج افآن حاليًا.
على المستوى الاجتماعي والديني فقد كان المرحوم يتكفل باستضافة الشيخ محمد طاهر الخاقاني (من المحمره بإيران) والشيخ محمد أمين زين الدين (من النجف الاشرف) يرحمهما الله. وكان أخوايَ محمد وعبد الوهاب ابنيْ الحاج منصور المعلم من المهتمين مع بعض رجال سيهات لاحضارهما سنويا (كُل واحد عدة أشهر)، ولقد خُصص لهما منزل للسكن الذي يملكه اخي عبد الوهاب مقابل حسينية خليفة حالياً واصبح فيما بعد مطبعة سيهات.
سماحة الشيخ محمد امين زين الدين في مجلس اخي المرحوم عبد الوهاب منصور المعلم
على يمين الشيخ ١- المرحوم اخي عبدالوهاب المعلم ٢-المرحوم ابن عمتي جعفر الحمود ٣- المرحوم محمد العبودي من البحرين عاش في المحمرة وسكرتير الشيخ محمد طاهر الخاقاني ٤- والدي المرحوم منصور المعلم .
على يسار الشيخ ١- المرحوم عبدالله المطرود ٢- المرحوم اخي محمد المعلم – المرحوم حسن خليفة.
وامتداداً لهذا المسار الديني؛ دشّن جدي أحمد مسجد أحمد المعلم في الديرة، المسمى حالياً “مسجد الرضا”، وكذلك المرحوم صالح (المعلم) بن عبدالله بن احمد بن خليفة بن سعد آل خليفة، وهو من أوائل المعلمين للقرآن الكريم في سيهات، ولهذا اكتسبنا لقب عائلة المعلم بسبب مهنة الجد.
لقد كان بيتنا مقراً للضيوف من خارج المنطقة والمملكة الى يومنا هذا (ديوانية المعلم حالياً).
و هنا؛ أذكر والد الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الصفيان محافظ القطيف سابقاً، عندما حضر مع والده للمنطقة كان بيتنا بيتهما.. ويذكر هذه الواقعة الاستاذ خالد بنفسه.
تلك بعض السطور عن أحد رجال الأعمال في مدينة سيهات المرحوم عبدالوهاب، وأخينا ووالدنا الأكبر محمد “أبي منصور”، ولقد كانا من بين العديد من رجال الأعمال في سيهات، لهم حضور اقتصادي واجتماعي في المنطقة، أمثال المرحومين عبدالله وإبراهيم ابناء سلمان المطرود والمرحوم علي السيهاتي، والمرحوم عبدالله حسين المطوع، والمرحوم جعفر محمد علي الحمود (ابن عمتي).
في الختام؛ شكري للصحيفة العزيزة وإلى الأخت شذى المرزوق، وجميع افراد “صُبرة” على هذه المشاعر الصادقة تجاه ذاكرة المكان التي تنم عن عمق الوعي.
اقرأ أيضاً
سيهات قبل 53 سنة.. «عبدالحليم» ونادية لطفي يُغلقان أول سينما خاصة في الشرقية