“صُبرة”.. صحيفة لـ “بُكْرَهْ…!
حبيب محمود
في الأيام الأخيرة؛ اضطرّت إدارة “صُبرة” إلى حجب موقعها الإلكتروني؛ تحسُّباً لأي مشكلة أكثر تعقيداً من مشكلة محاولات الإغراق المتكرّرة، وتعطيل الموقع، وتوقفه الجبري عن الخدمة.
وقد تعوّدنا هذه المحاولات، ونعرف أين “يزبن” القائمون عليها، ونفهم ـ أيضاً ـ أن شبكة الإنترنت يسبح فيها السابحون الباحثون عن إلحاق أضرار بمن يكرهون، وربما الإضرار بمن لا يعرفونهم حتى..!
إلا أننا، وبعد تتبُّع واستقصاء إلكتروني؛ تكوّنت لدينا صورة عن أنماط هذه المحاولات، ووسائل التحايل وتحوير ما يُعرف بـ “IP”؛ ليظهر المُغرقون ومحاولو الاختراق ودسّ الأكواد والشفرات، في بلدانٍ غير التي هم فيها.
وبما أن الصورة واضحة، أو بالأحرى؛ بما أن جزءاً كبيراً من الصورة واضحٌ لدينا؛ فإن ذلك يُشير إلى أن مساعيْ المتربصين مفهومة الأهداف والمقاصد. وليس علينا أن نقلق من أن نغرق، أو يزدحم موقع الصحيفة بمئات الألوف من المتصفحين خلال دقيقة أو دقيقتين، بهدف تعطيل الموقع أو شلّه، أو إيقاف الخدمة فيه لساعة أو ساعتين..!
منذ انطلقت الصحيفة مطلع 2018؛ وهي تواجه هذه المشكلة تكراراً؛ وبمعدّلات يومية عالية. ونفهم أن هذه هي طبيعة العمل الإلكتروني، وطبيعة الروح العدوانية لـ “المستأجَرين” الذين لا يريدون لـ “صُبرة” إلا أن تعبّر إمّا عن أوهامهم التي تبخّرت في امتحان الواقع الوطني، أو أن تكون ممارسة إعلامية ماضوية..!
“صُبرة” صحيفة لـ “لبُكرَهْ”، لمستقبلنا في هذا الوطن، وتعمل تحت مظلته، وضمن أنظمته، وبفهم طبيعة المجتمع فيه، وهو مجتمع متنوّع، متعدّد الأطياف والثقافات، وبالتالي؛ فإننا لسنا ضدّ أحد، لكننا لسنا مع أحد أيضاً. نحن نستوعب الجميع، كما يستوعب وطننا الجميع.
وتحت فهم كلمة “بُكرهْ”؛ نعمل من أجل أن نكون مع الوطن والناس، وعلى النحو الذي اختبرناه وعرفناه في إعلامنا الوطني، وسياسات النشر، والحدود القانونية، من أجل أن نكون في النهاية صوتاً للمواطن يسمعه المسؤول، وصوتاً للمسؤول يسمعه المواطن، ومساحة تحتفل بالإنسان في هذا الجزء الثمين من بلادنا، وتكرم ثقافته وموروثه وإسهامات أبنائه.
مشاكلنا الفنية؛ نتعامل معها كما ينبغي لنا، ولنا الحق في ملاحقة ومقاضاة المؤذين إلكترونياً. أما رسالتنا؛ فسوف تبقى رسالتنا.. و “صُبرة” صحيفة تنظر إلى “بُكرهْ”..!
شكرا لكم أبو محمد ولكل القائمين على "صبره"