ثانوية تاروت الأولى ومواهب طالباتها المغمورة
اشتياق آل سيف
لعل من الجميل أن يتوقف المرء عند بعض المفارقات التي تحدث في يوم واحد ورغم عدم ارتباطها بعضها ببعض ـ كمواقف وأشخاص ـ إلا انها تلتقي في الهدف وآلية الإنجاز وعناصر النجاح التي تتحول الى نقاط تميز ينطلق منها أصحاب الانجازات الرائعة الى فضاء التألق.
كان يومي المدرسي مرهقاً كعادته؛ بيد أني بعد توقف قسري لمدة خمسة أيام متواصلة شعرت بالحنين الى طالباتي و الرغبة في اللقاء الصباحي الجميل معهن، و برغم تلك الضغوط النفسية و صراعات الحياة التي جعلتني أشعر بالاكتفاء من كل شيء و كأن لا رغبة لي في شيء من حطام الدنيا و جل ما أفعله هو ما يقيم أودي و مالا يمكنني تجاهله من المسئوليات و الواجبات و منها عملي الذي لا يمكنني الاستغناء عنه و ربما أحياناً أتمنى أن تكون خاتمتي في مقره فأكون قد أنهيت حياتي في خدمة التعليم وحمل الرسالة التي نرجو من الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا للقيام بمسؤولياتها.
كان درس اليوم للصف الثاني الثانوي شيقاً بمحتواه وأهدافه التي تتلخص في طرق التشجيع وبث الدافعية للموهوبين وهم من يتأثر ايجابياً بها ويحتاجها.
شعرت أنني أعطيه من واقعي فمنذ أن أكرمني الله بهذه الوظيفة وأنا أبحث عن الموهبة و استخرجها من دفائن عقول طالباتي حتى ترى النور بكثير من الرعاية و الاهتمام وتدفق العبارات التشجيعية التي تعمل عمل السحر في تأثيرها على المتلقي ..و حقيقة الأمر أنني أبحث عن سعادتي فأجدها قد اقترنت بتميز الموهوبات من الطالبات اللاتي حال الخجل و عدم وجود الاحتواء لمواهبهن من الأسرة أو من معلمات المدرسة لعدم تصريحهن بها الا ما قل و ندر. ولأن مدرستنا الثانوية الأولى بتاروت كانت ولا زالت تشحذ كل قواها لتكون الأولى في القفز لقمة التميز والانجاز بقيادة ادارية تحرص على جودة الانجاز و بتعاون كادر تعليمي متفان في ابراز كل طاقات الطالبات وتطوير مواهبهن و تحسين مستواهن العلمي و العملي في شتى مجالات الحياة.
لقد كنت شاهد عيان على جهود معلمات اللغة العربية في ابراز مواهب الطالبات الادبية كتابة وإلقاء واحتوائهن لجميع الطالبات عبر تفعيل المناسبات العالمية التي كان آخرها الاحتفاء باللغة العربية و قد نالت هذه المناسبة حقها من التقدير والابراز وكل ذلك عبر تشجيع الطالبات و ملؤهن ثقة و مبادرة بالتحفيز و المشاركة.
ولا تقل جهود رائدة النشاط جنباً الى جنب مع المرشدة الطلابية في توجيه الطالبات وطرح المشاريع الهادفة والتي تقوي من ايمانهن بأنفسهن وزيادة جرعات الثقة لديهن.
وإنني في هذا المقام أقدم مقالي استحث فيه الهمم لدى الموهوبات أن يطلقن عنان مواهبهن و يتخلصن من أسر التذبذب و التردد فقد تضيع الموهبة ان لم تجد الرعاية و الممارسة و تحديد الهدف من ابرازها.
اتمنى أن أرى كل هذه المواهب الواعدة تنطلق من منصة الثانوية الأولى و لتبدأ مسيرة تخريج الدفعة الذهبية التي ستكون عنواناً مميزاً قبل أن تختار مسارها الجامعي، لدينا كاتبات واعدت اتضح ذلك من قوة اسلوبهن في الحوار و المناقشة و مهارات الحديث بشهادة معلمات اللغة العربية مثل:
بنين الصادق، زهراء الفردان، فاطمة العماني، حور العباس.
دانة العيد، زينب الخياط، ايلاف شلي، حور سليم، زينب المحسن، زاكية ثنيان .طاهرة الزاير، آية انصيف، فاطمة اليوسف، بتول الخياط، زهراء السنونة، أسماء الدرورة ).
وغيرهن كثيرات لا زلن مغمورات خلف أغشية الخجل أو التشتت في هوايات قد تضيع في زحمتها مواهبهن.
لحسن حظننا بأننا جزء من هذه المدرسة اللتي تملؤها روح الحماس والتشجيع ، شكراً جزيلا من اعماق قلبي لمدرستي العزيزه ومعلماتي الغاليات على جميع ماتقدموه لنا من فرص لنطور مواهبنا وتساعدونا من اجل اكتشافها الشكر لا يوفي حقكن ✨♥️♥️♥️