مهلة الـ 700 يوم تجمدت في مباني العوامية المدرسية المواطنون طالبوا.. وتعليم المنطقة وعد.. والمتحدث الرسمي صامت
العوامية: معصومة الزاهر
بجدار مُتهالك، مثبت برابطين سميكين يحميانه من السقوط، ظلت المدرسة الابتدائية الأولى في بلدة العوامية في الخدمة سنوات، قبل صدور قرار بهدمها عام 1434، مع نقل الطالبات إلى مبنى مدرسة مستأجر، لحين الانتهاء من مدرستهن الواقعة في حي العوينة، ومنذ هذا التاريخ، وحتى اليوم، مازالت الطالبات في المبنى المستأجر، لا يملكن سوى الوعود تلو الأخرى، بالانتقال إلى مجمع المدارس في العوامية، بعدما دخل مبنى مدرستهن الجديدة ضمن المشاريع المتعثرة.
التعثر الذي طال “الابتدائية الأولى”، طال أيضاً مشروع المجمع التعليمي في الحي ذاته، الذي يضم مدارس أخرى، يُفترض أن تدخل الخدمة منذ سنوات، لتخفيف حدة الزحام في المدارس العاملة، ولكن لم يحدث، الأمر الذي سبب إزعاجاً لدى أمهات طالبات، رأين أنه لا مبرر لهذا التأخير طيلة 9 سنوات، وعبرن إنزعاجهن تجاه صمت وزارة التعليم تجاه تعثر مشاريع التعليم.
“صُبرة” رصدت صوراً لمبنى “الابتدائية الأولى في العوامية للبنات” في العوامية التقطت عام 2019، وأخرى للمبنى ذاته التقطت عام 2021 تبين أن مراحل الإنجاز لم تتجاوز “الصفر”، إذ بقي المبنى على حاله حتى إعداد هذا الموضوع للنشر. كما رصدت الصحيفة مطالب الأمهات، اللاتي يأملن سرعة إنجاز المشاريع التعليمية المتعثرة، والاستفادة من فترة الدراسة عن بُعد لطالبات الابتدائية، وبدء العمل فيها حتى تكتمل، وتعود بعدها الطالبات إلى مدارسهن الجديدة بروح عالية.
المبنى المستأجر
مبنى صغير
وتقول فاطمة الفرج، وهي أم لطالبة بالسادس الابتدائي “الطالبات يدرسن الآن في مبنى مستأجر صغير، ومكثت ابنتي فيه منذ دخولها الابتدائية، حتى وصولها إلى الصف السادس، والسنة المقبلة، ستنتقل إلى المتوسطة”. وقالت “تحتاج الطالبات إلى ما يشجعهن على الإقبال على المدرسة بحماس، وذلك بوجود برامج وفعاليات، لا يساعد صغر المبنى على تنظيمها”.
مشروع مبنى الابتدائية الأولى في 2021
أما الأم ليلى آل إسماعيل، فتقول “الكادر التعليمي في مدرسة العوامية الابتدائية الأولى من أفضل الكوادر، ولنا أن نتخيل أن يتوفر مع هذا الكادر، مبنى به جميع ما يحتاجون إليه؛ ساحة كبيرة، مختبرات، ملاعب، وكافتيريا، حتماً ستنهض المدرسة، وسيكون لها شأن وسمعة على مستوى القطيف كافة”.
وعن حلم فصول موهبة، تقول زهراء آل لباد “في مدرسة بناتنا، لا فصول موهبة داخلها، ابنتي بالصف الرابع، وأخشى عليها من أن أنقلها خارج العوامية، لصغرها، نحن في حاجة إلى مدرسة متكاملة الخدمات، بها جميع الاشتراطات التي تجعل منها مدرسة نموذجية، دون أن ينقص فيها شيء، المدرسة الحالية ضيقة جداً، وهي عبارة عن بناية واحدة، حتى الحمامات، موجودة خارج المبنى، وهذا وضع صعب جداً على طالبات صغيرات بالابتدائية”.
تابع صور المبنى في 2021
ولم تتحمل عبير المناسف الوضع، فقررت أن تنقل ابنتها، وهي بالثانوية إلى مدرسة خارج العوامية. وتقول “مدارسنا من ناحية المباني، سيئة جداً، كما أنها قديمة وصغيرة، ولا مميزات فيها سوى كادرها التعليمي والطاقم الإداري، وبناتنا متفوقات، ويستحققن مدارس نموذجية”.
..أيضاً في 2021
المشاريع المتعثرة
عن وضع مشاريع مجمعات المدارس في العوامية كاملة، يتحدث لـ”صُبرة” منصور الفرج، ممثلاً عن لجنة الخدمات في جمعية العوامية الخيرية “الابتدائية الأولى تغير موقعها، وأصبحت مع الثانوية الثانية في حي الإمام الحسن عليه السلام ،بحسب المخططات، وربما يتغير كل شيء بعد انتهاء البناء”.
ويُكمل “لدينا المشروع الأول؛ وهو المجمع التعليمي الثاني للبنات في العوامية، والمشروع الثاني، المدرسة الثانوية الثانية للبنات، والمدرسة الابتدائية الأولى للبنات في العوامية”.
هذه الصورة والصور القادمة للمشروع ذاته ولكن في 2019
وقال “نتابع في اللجنة تنفيذ مشروعي كل من مبنى “المجمع التعليمي الثاني”، ومبنى “المدرسة الثانوية الثانية”، ومبنى “الابتدائية الثانية”، للبنات، منذ بداية عام 2015، وكان العمل في المشروعين يُنفذ بشكل بطيء جداً، إلى أن توقف العمل فيهما تمامًا عام 2017، وأصبح المشروعان في تعداد المشاريع المتعثرة”.
ويضيف “تواصلت اللجنة مع المسؤولين في إدارة التعليم، وتمت إفادتنا بأنه تم توجيه إنذار أول للمقاول المنفذ، ورغم ذلك، لم يتمكن من معاودة العمل في فترة الانذار، ليتم تسليمه الإنذار الثاني، وبعد مضي فترة تقدر بـ8 شهور، تم تسليمه الإنذار الثالث والأخير، وتلا ذلك استكمال إجراءات سحب أحد المشروعين منه، وفسخ عقد المشروع الآخر، وتم الانتهاء من ذلك في نهاية العام 2019. وتم بعد ذلك الرفع من قبل إدارة التعليم للوزارة للموافقة على اسناد استكمال تنفيذ أحد المشروعين إلى شركة تطوير للمباني، وتحويل المشروع الآخر لأحد المقاولين، ولكن لأسباب لا نعلمها، تأخرت الموافقة كثيراً، وتابعت لجنة الخدمات الموضوع في وزارة التعليم في الرياض، حتى جاءت الموافقة، وتم في نهاية عام 2020 اسناد استكمال تنفيذ مشروع مبنى المدرسة الثانوية الثانية للبنات والمدرسة الابتدائية الثانية للبنات إلى شركة تطوير للمباني، وحتى حينه، لم يتم البدء في التنفيذ، أما مشروع مبنى المجمع التعليمي الثاني للبنات فجاري تحويله إلى أحد المقاولين”.
تفاصيل أكثر
وبتفاصيل أكثر، يشرح الفرج طبيعة هذه المشاريع. وقال عن مشروع “المجمع التعليمي الثاني للبنات في العوامية”: “يشتمل على مدرستين للبنات؛ واحدة بمسمى “الابتدائية الأولى”، والأخرى “المتوسطة الثانية”، ويقع كامل المشروع على أرض تقدر مساحتها بـ6786 متراً مربعاً، واعتمد لمبنى المدرسة الابتدائية النموذج رقم 28/5 ولمبنى المدرسة المتوسطة النموذج رقم 21/5 وهو نموذج خاص بالمدارس الثانوية بنات”. ويتوسط المبنيين صالة متعددة الأغراض، بمساحة كبيرة، تضاهي مساحة مدرسة واحدة من المدرستين.
المدرسة الابتدائية الأولى
أما عن “مبنى المدرسة الابتدائية الأولى للبنات” فيقول “تبلغ مساحتها 1020 متراً مربعاً، بعدد 4 أدوار، الفناء الداخلي للمدرسة نصفه مغطى، والآخر مفتوح، وتحتوي المدرسة على 28 فصلاً، أغلب الفصول مساحتها 6 × 7.5 متر مربع، وبعضها 6×7 متر مربع، وأخرى بمساحة 7×7 متر مربع، بالإضافة إلى مكتب المديرة، ومكاتب الوكيلات والمعلمات والمرشدة الطلابية، ودورات المياه، ويحتوي المبنى في الدور الأرضي على غرفة خاصة بالمكتبة الشاملة، وأخرى لمصادر التعليم، وفي الدور الثاني خصصت غرفتان؛ واحدة لمعمل الحاسب واللغات، وأخرى للتدبير المنزلي، ويحتوي الدور الثالث على غرفة مخصصة للتربية الفنية، وأخرى للأنشطة والهوايات”.
ويضيف “إذا احتسبنا الطاقة الاستيعابية لكل فصل، بمعدل 35 طالبة، فإن الطاقة الاستيعابية الفعلية للمدرسة تصل إلى 980 طالبة، وهذا سيغطي احتياج العوامية على أقل تقدير لـ10 سنوات قادمة، بعد تشغيل المدرسة حين الانتهاء من انشائها بعد سنتين و4 شهور من بداية أعمال الهدم، وذلك مع وجود مدرسة العوامية الابتدائية الثانية”.
حالات الغبار
ويقترح الفرج “تغطية الجزء المفتوح من فناء المدرسة الداخلي بمادة تسمح بدخول أشعة الشمس للمدرسة، حيث أن الفناء المفتوح لا يناسب أجواء المنطقة، خاصة في حالات الغبار والأمطار، يفتقد المبنى لغرفة خاصة بمعمل لمادة العلوم، لذلك نرى ضرورة توفير بعض معدات المعمل في ركن من أركان غرفة الأنشطة والهوايات، هذا المختبر سيساهم في سهولة استيعاب الطالبات لمواضيع عدة في مادة العلوم، علماً بأن هناك نماذج أخرى لمباني المدارس الابتدائية للبنات، تحتوي على معمل للعلوم، تعتبر الصالة متعددة الأغراض مكسباً كبيراً، ليس فقط لطالبات المدرستين، بل حتى لأهالي العوامية، حيث يمكن استغلالها من قبلهم لإقامة الفعاليات النسائية المجتمعية والأنشطة الخدمية فيها، وذلك بالتنسيق مع إدارة المدرسة”.
المجمع التعليمي
أما المجمع التعليمي ـ والحديث مازال للفرج ـ فيشتمل على مدرستين للبنات؛ واحدة بمسمى الابتدائية الأولى، والأخرى “المتوسطة الثانية”.
ويقول “يقع المشروع في الجميمة غرب مدرسة العوامية المتوسطة بنين، على أرض تُقدر مساحتها بـ6786 متراً مربعاً، واعتمد لمبنى المدرسة الابتدائية النموذج رقم 28/5 ولمبنى المدرسة المتوسطة النموذج رقم 21/5 وهو نموذج خاص بالمدارس الثانوية بنات، يتوسط المبنيين مبنى لصالة رياضية بمساحة كبيرة تضاهي مساحة مدرسة واحدة من المدرستين”.
المتوسطة الثانية
ويركز الفرح حديثه على مبنى “مدرسة العوامية المتوسطة الثانية للبنات” ويقول “تبلغ مساحته 1026متراً مربعاً تقريباً، بعدد 4 أدوار؛ الفناء الداخلي للمدرسة، نصفه مُغطى، والنصف الآخر مفتوح، تحتوي المدرسة على 21 فصلاً، أغلب الفصول مساحتها 6 × 7.5 م2 وعدد 4 فصول، منها 7.5 ×7 م2، بالإضافة إلى مكتب القائدة، ومكاتب الوكيلات والمعلمات والمرشدة الطلابية، ويحتوي المبنى في الدور الأرضي على غرفة خاصة بالمكتبة الشاملة، وأخرى لمصادر التعليم، ومختبر علوم بمساحة 10.6 × 6م2 وفي الدور الأول خصصت غرفتان؛ واحدة لمعمل الحاسب واللغات بمساحة 14.2 × 7.5م2، وأخرى لمختبر الفيزياء بمساحة 10.6×6م2، ويحتوي الدور الثاني على غرفة مخصصة للتدبير المنزلي، وأخرى للأنشطة والهوايات، ويوجد في الدور الثالث غرفة أخرى للأنشطة والهوايات بمساحة كبيرة تبلغ 14.2×10.6م2”.
35 طالبة
وستضم المتوسطة الثانية للبنات ـ بحسب التوقعات ـ طالبات المدرستين الأولى والثانية، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية فيها بـ735 طالبة، بمتوسط 35 طالبة في الفصل الواحد”. وكما هي الحال في المدرسة الابتدائية، تقترح اللجنة أيضاً “تغطية الجزء المكشوف من فناء المدرسة الداخلي، بمادة تسمح بدخول أشعة الشمس، يتضح من المخطط أن المجمع التعليمي ليس له إلا مدخلاً واحداً من جهة الشمال، وهذا سيحدث ارباكاً للحركة المرورية في الشارع، وبشكل خاص في الصباح عند دخول أكثر من ألف طالبة، لهذا يتطلب تعدد المداخل من الجهات الثلاث”.
المبنى المدرسي
ويقع المشروع الذي يضم المدرسة الثانوية الثانية، و”المدرسة الابتدائية الأولى” للبنات على أرض مساحتها 4828 متراً مربعاً، ومساحة المبنى تقدر بـ 2200 متر مربع، ويشتمل على مدرستين للبنات؛ واحدة ابتدائية، وأخرى ثانوية في مبنى واحد، لكل مدرسة مدخل خاص بها، تم اختيار نموذج المبنى المدرسي رقم 24/5 وهو نموذج خاص بالمدارس الثانوية للبنات، ويتكون المبنى من 4 أدوار، ويحتوي على 24 فصلاً، مساحة الفصل الواحد 6×7.5 م2، ويشتمل على عدد من المختبرات كيماء، فيزياء، أحياء، لغات، حاسب، خياطة وتفصيل، وتدبير منزلي، مواقعها موزعة على الادوار الأربعة، كما يحتوي على غرفة لمصادر التعليم، وأخرى للمكتبة الشاملة، إضافة إلى ذلك يحتوي على مكاتب للقائدة والوكيلات والمرشدات والمعلمات، كما يوجد مقصف يقع في خارج المبنى”.
ملاحظات واقتراحات
ويكشف الفرج عن ملاحظات صادرة من اللجنة. ويقول “نموذج المبنى خاص بمدارس الثانوية للبنات فقط، ويعتبر أقل النماذج جودةً وكلفةً وقديماً، تم استغلاله بضم مدرسة ابتدائية فيه، وبحسب الاحصاءات التي أعددتها العام الماضي، والخاصة بعدد طالبات المرحلة الثانوية بنات في العوامية، فإن التوقعات المبنية على هذه الاحصاءات، تشير إلى أن الطاقة الاستيعابية للمدرسة ستبدأ في التدني بعد مرور 3 سنوات، وأعني هنا الطاقة الاستيعابية لطالبات الثانوي فقط، وحتى مع وجود المدرسة الثانوية الأولى في المجمع التعليمي في منطقة حي الريف التي هي حالياً فوق طاقتها الاستيعابية بكثير، حيث يحتوي الفصل الواحد فيها على أكثر من 50 طالبة.
وقال “أقترح أن يكون هذا المبنى مخصصاً فقط لطالبات الثانوية، وبناء مدرسة ابتدائية للبنات في حي الجامعيين. وأتوقع إذا تم ضم طالبات الابتدائية فيه، فسيتم استغلال غرف المختبرات كفصول دراسية لحل مشكلة الاستيعاب، وبالتالي سيتم حرمان الطالبات من فوائد المختبرات”.
متعددة الأغراض
وأكمل “لكون نموذج مبنى المدرسة من النماذج القديمة، ومساحته صغيرة، فإن مساحة الأرض لم تستغل بشكل تام تقريباً أكثر من نصف مساحة الأرض فضاء، ولهذا أقترح أن يستغل جزء من مساحة الأرض الفضاء هذه في بناء صالة رياضية أو صالة متعددة الأغراض، وكذلك بناء مظلات لاستخدامها اثناء الفسحة أو قبل بداية الدراسة صباحا مع توفير الكراسي”.
توقف شاشة العد التنازلي لانتهاء المشروع
مدارس البلدة
ويختم الفرج “نأمل أن يرى أولياء أمور الطالبات العودة لتنفيذ هذين المشروعين قريباً، ليبدد قلقهم على بناتهم، كونهن يدرسن في فصول بيئتها غير صحية بسبب اكتظاظها بالطالبات، خاصة أن إحدى المدارس في مبنى مستأجر، مساحة الفصل فيها صغيرة جداً، كما أن هناك الكثير من طالبات العوامية يدرسن خارج بلدتهن بسبب انخفاض الطاقة الاستيعابية لمدارس البلدة، ويتحملن بسبب ذلك المشقة والعناء”.
وتابع “نأمل من شركة تطوير للمباني أن تبدي اهتماماً في تنفيذ هذين المشروعين وغيرهما من المشاريع التي اسندت إليها، ومنها مشروع إعادة تأهيل وتشغيل مبنى مدرسة العوامية الثانوية القديم المهجور، وقد تقدمت اللجنة بمقترح أن يستغل هذا المبنى، ليفتتح فيه فصول الطفولة المبكرة وروضة للأطفال، إضافة إلى ذلك، هناك أيضاً مشاريع أخرى لإعادة تأهيل وتشغيل 3 مبانٍ مدرسية للبنين، لا زالت معلقة منذ فترة طويلة لدى شركة تطوير للمباني”.
تقرير مميز ومفصل كما تعودنا من الاخت معصومة. مدينة العوامية تحتاج تسليط ضوء وتحرك المسؤولين وفي بعض الاحيان المستثمرين فلا زلنا بحاجة الى محطة بنزين داخل المدينة وبالاضافة الى الشوارع المتهالكة سواء على مستوى الطرق الرئيسية او داخل الاحياء.
كل الشكر للصحفية المتميزة واستمري بإيصال صوتنا كما اطالب صحيفة صبرة بايصال صوتنا لمسؤولي البلدية فصيت الصحيفة مؤثر ومسموع.