غنيون عن خلاعة سارتر
محمد حسين آل هويدي
بسم الله الرحمن الرحيم: … «16» يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ «17» وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ «18» وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ «19» … صدق الله العلي العظيم – لقمان.
لسنا هنا لنحاكم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر. ولكن نناقش تلك الأخلاق التي يدعو إليها، والتي لا تناسبنا البتة. لقد تناولنا من قبل موضوع الإباحية، ولا نقصد بذلك الأفلام الإباحية الخليعة، ولكن القصد منها كان التحرر من كل قيود إنسانية في التعاطي الجنسي بين أبناء البشر.
سارتر، وعلى ما يبدو من حديثه، شخص منكر لوجود خالق، وهذا شأنه. وفلسفته تدعو الناس للتحرر من شتى الحدود، بما في ذلك القيود الجنسية. الحرية شيء جميل، ولكن ليست في كل شيء، طبعا. حريتك محدودة بالتعدي على الآخرين. لا حرية مع الاعتداء. سارتر لا يدعو للاعتداء. ولكن فلسفته تدعو إلى نوع عجيب من الأخلاق، قد لا يناسب الكثيرين منا. هناك مؤيدون لفلسفته. وهناك أيضا معارضون. ومن أشد المعارضين، الفيلسوف الفرنسي، لوك لوفاڤر.
فلسفة سارتر ترجح الفردانية على الضوابط الاجتماعية. وفي ذلك يستنكر لوفاڤر لأنه يرى أن ما يدعو له سارتر باعث للفوضى الاجتماعية. الفوضى مرفوضة وإن كانت اختيار الإنسان الحر. لا يمكن لشخص أن يخرق سفينة يركبها آخرون بحجة الحرية. هذا عبث وفوضى.
سارتر يتهم الذين يطمسون حريتهم التامة لأجل الجماعة والمحيط بالزيف. وكذلك ينعتهم بأنهم جبناء. وهذا يعني، أن الذي يغض بصره جبان. والمحسن جبان. وقس على ذلك كل الأخلاق الحسنة التي يقوم بها الفرد من أجل الجماعة.
ويقول سارتر إن كان الله غير موجود، فكل شيء مباح للإنسان. وهذا، واقعا، احتقار لكينونة الإنسان وهدر لكرامته. هل هذا يعني أن القتل والسرقة والغش، وكل صفة ذميمة، مباحة للإنسان؟! أين الأخلاق وأين العقل في مثل هذه النداءات التي تطلق العنان لحرية عمياء؟ الإنسان كائن معقد جدا، وله شهوة غريزية، ونزعة جمعية، وإرادة ذاتية (فكرية). نزعة أي إنسان تبين حقيقته. فإن كان ماجنا إباحيا خليعا، فهو في الواقع رهينة لإراداته الغريزية بعيدا عن أي التزامات اجتماعية أو موانع عقلانية.
وفي ذلك يعلق لوفاڤر بأن سارتر اكتفى بالإرادة الطبيعية الأولى، أي الغريزة، ودعاها بالحرية وجعل من الإنسان حيوانية واعية فقط. كما أن الأخلاق التي يقدمها سارتر فاقدة للأصول والقواعد لأنها ترتكز على الغرائز. إنها أخلاق شهوانية وضيعة، تبعد كل مفهوم صحيح عن الإنسان وكل اهتمام بإنسانيته.
على الإنسان الواعي أن يبتكر قيما مشتركة تفيد الجميع ولا تضر أحدا، وليس هذا الشيء الذي تدعو إليه فلسفة أو أخلاق سارتر الذي ينعته لوفاڤر بأنه رجل خال من العقل والروح والقلب، يظن جهلا بأنه متحرر، ولكنه في الواقع حبيس لشهواته.
فلسفة وأخلاق سارتر مجرد حلم خيالي تنادي بالثورة والتحرر من الله وإيكال الأمور للبشر، وهو في الواقع، استبدال غير مباشر لقانون السماء السامي بقانون الأرض الداني الذي يقوم على المصلحة الذاتية والشره والنزوية.
أيها الإنسان العاقل، مهما حصل، لا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. إياك أن تستبدل خالقا عظيما بمخلوق مزاجي، كثير الخطأ والعثرات. أيها الإنسان الكريم، لا تأخذ كل نداء محلّى بالسكر محمل الجد والتبني. عليك أولا أن تكسره وتتذوق جوهره قبل أن تحكم على مظهره وذوق جلده. كن واعيا، رعاك الله. لا تتنازل عن مثل وأخلاق أنقذت البشرية من الهلاك بفلسفة آنية ودنيئة قد تؤدي لفناء البشرية من على وجه الأرض. كن شريكا في البناء. ولا تكن معولا للهدم.
تم باذن الله توصيه واخبار الشباب وفي خفر السواحل الكويتيه لتعميم والبحث عن ولدنا المفقود على ال يعقوب. الله يرجعة لاهله سالما غانما باذن الله
أهنيك أستاذ على صبرك وتحملك للأذى لتنوير المجتمع وزيادة وعيه بفكرك النير مقابل الافكار الإيدلوجية التي يحملها منتقدوك ، صبرك على نشر العلم والدعوى لنبذ الخرافة والخزعبلات وضعك في صفوف المفكرين المجددين مقابل الرجعيين المتأزمين فكريا بتراث أشبه ما يكون بهرطقة دينية أساءت أكثر مما إفادت …
دمت بكل ود ونسأل الله لك التوفيق.