في قلبكِ نور
بلقيس السادة
بدأت الحركة النسوية بادئ ذي بدء جميلة المعاني، بمطالبة الحقوق في زمن استبدل قوت النساء بأدنى الأجور، ورزحت تحت وابل الظلم والقهر والتشرذم في الدول الأوربية..
مع مرور الوقت وصلت الدعوات المنادية بتحرير المرأة من العبودية إلى الدول العربية، وتلقفتها الأيادي والصحف ومن في قلبه أو قلبها مرض!
لم نكن في مورد ظلم وقهر واستبداد لتحركنا الآلات الغربية حسب أهوائها.
فقد كُرمنّا بالإسلام عندما نسب الإنسان “للرجل-المرأة” ورفع من صيت المرأة بما يناسب مقامها وكرامتها، ومساواتها في الحقوق والواجبات والعبادات والثواب والعقاب.
فأفسح لها المجال للتعلم والغرف من العلوم والعمل بما يحفظ أنوثتها وكينونتها وعفتها.
ونادت الرسالة الإلهية المحمدية بمسار حفظ حقوق الوالدين، وإرث البنات ومحبتهن وتربيتهن والقوامة عليهن -بمعنى الإنفاق- «مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ (ينفصلن عنه بتزويج أو موت)، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ – وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها».
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.
يستنبط غالباً معنى تفوّق الرجال على النساء من هذه الآية الشريفة، لكنها لا تدل على ذلك؛ فما ورد، تعبير عن مسؤولية الرجال في إدارة شؤون الأسرة.
فلو طرح الرجل والمرأة قبال بعضهما كصنفين لا يصبح الرجل قوّاما وقيّماً على المرأة ولا تصبح المرأة تحت قوامة الرجل بل القوامة بين الزوج والزوجة ولا تدل قوامة الرجل على المرأة على كماله وقربه من اللّه كما أن أفراداً في المجتمعات والوزارات قوامون على الآخرين، كالمدير والمسؤول والرئيس وأمثالهم.
لكن لا تجلب الإدارة الفضل الأخلاقي لهم وإنما هي مسؤولية تنفيذية، ومن الممكن أن يخلص شخص، وهو ليس في موقع الإدارة أكثر ممن هو قيم فيصبح أقرب إلى اللّه، فالقوامة لا تكون إلا في الأمور التنفيذية.
يمتلك الرجل قدرة أكبر في التعاطي مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسعي في توفير المال وحاجات المنزل وتسيير شؤون الأسرة وبما أنه معيل للأسرة، فهو أيضاً المدير للشؤون الداخلية للأسرة. لكن لا مزايا يحصدها من وراء ذلك ولا أفضلية بل الأمر تنفيذي، وهو واجب وليس فضيلة فجوهر القوامة هو التكليف
فما هذا الصراخ لكاتب أو كتاب أو لتقليد مذيعة أو ممن يتمايلون في أرجاء التكنولوجيا العصرية؛ إلا من انحطاطات أولئك المنادون بحرية المرأة.
حتى وصلنا إلى قاع السفينة بمظلومية الإثنين معًا “الإنسان” فلا هي نالت الحقوق برأيها الفكري المنحرف، ولا هو أطال عمر العلاقة بينهما بما تقتضيه المصلحة العامة لكلا الطرفين.
وخرجوا بخفي حنين، وكثرت الجواري، وسُحقت أجيال من الصبيان والصبايا بذريعة المطالبة بالحقوق النسوية.
خلاصة الكلام: أنيري بصيرتكِ قبل بصركِ، وافتحي مغاليق فكركِ لجمال الموجود وخالق الوجود، فهناك رب النور سيتجلى في عمق أعماقكِ، وسينير لك الخُطى والدروب.
وأنت أيها الرجل “رفقًا بالقوارير”.