[وثيقة] قبل 51 سنة.. “قديحية” تشترط على خطيبها ألّا تعيش خارج “المنطقة” زهرة سقلب تنقّلت مع عبدالله الحصار في القواعد العسكرية السعودية.. ورفضت السفر إلى أمريكا

القديح: صُبرة

الزوج الآن؛ هو المقدم متقاعد عبدالله إبراهيم الحصار، المعروف بـ “أبو فهد”، والقصة حدثت قبل 51 سنة. الغرابة أنها حدثت في قرية القديح؛ وفي بداية السبعينيات الميلادية، حيث لا شرط لزوجة على زوج. لكنّ الشابّة المخطوبة؛ حصلت على “تعهُّد” من خاطبها الشاب ألّا يُجبرها على التنقل معه خارج القرية “إلا برضاها”…!

الخطيبة الآن؛ هي الحاجة زهرة بنت عبدالكريم سقلب، وكان عمرها 14 سنة فقط. وسبب الشرط هو أن الخاطب يعمل في الجيش، ويغيب عن قريته أشهراً طويلة، وقد خاف أهلها عليها من التغرُّب في زمن لم تكن المواصلات سهلة، ولا الاتصالات موجودة. لذلك؛ وضعوا الشرط قبل الموافقة على الزواج، وهذا ما تمّ في يوم الخميس 11 جمادى الأولى 1392، الموافق 22 يونيو 1972م..!

الحصار في بداية شبابه وقبل خطوبته

شهود

التعهد المكتوب على ورق دفتر مدرسي، موقّع من الخطيب الذي كان يعمل برتبة “وكيل فني” في القوات الجوية، وهذه الرتبة تُعادل رتبة “رقيب” في سلّم الرتب العسكرية، بعد تعديل الرتب في عام 1395هـ. وشهد شاهدان على تعهد الخطيب، أحدهما شقيق الخطيب المرحوم أحمد، وجارهما المرحوم عبدالله الغضبان. وتمّ عقد الزواج على يد المرحوم الملا حسن المقيلي.

وجاء في التعهد “أنا الموقع أدناه عبدالله إبراهيم أحمد الحصار بأنني لن أقوم بإجبار زوجتي زهرة بنت عبدالكريم سقلب على أن ترحل معي إلى خارج المنطقة إلا برضاها فقط”.

لكنّ الشاب الذي وقّع التعهُّد التفت إلى نقطة غير مرئية في طلب التعهد، أي أن الشرط لم يكن بطلب الفتاة الصغيرة نفسها. وفي ذلك الزمن لم تكن الفتاة ذات قدرة على الحديث في تفاصيل الزواج ومتطلباته وشروطه، بل هناك من ينوب عنها من أهلها.

وقد فهم الشاب الموضوع، فعقّب على تعهده بما يُشبه الشرط المضاد، فكتب “وبعدها لا يحق لأيٍ كان أن يعترض أو يُناقض رأي الزوج”. ومعنى ذلك أن أي اعتراض من أي أحد ـ غير الزوجة ـ غير مشمول بتعهد الخطيب. وهذا تصرف قانوني ذكي جداً، يشير إلى ثقة الشاب في قدرته استحواذ على رأي الزوجة، بعد الزواج.

ويبدو أن الشاب الذي عاش بعد الزواج حياة تنقل مستمر بين القواعد العسكرية المنتشرة في المملكة؛ لم يواجه أي اعتراض من الزوجة في أي تنقل، إلا مرة واحدة بعد الزواج بسنة. فقد حصل على بعثة إلى الولايات المتحدة، فخافت المرأة من السفر البعيد، فسافر وحده.

زواج سقلبية والحصار استمر أكثر من نصف قرن، وقد أمضى الزوج حياته في العسكرية إلى تقاعد برتبة “مقدم”، سنة 1427هـ. وقد أنجبا 8 بنات و3 أبناء.

العكس

ويقول “أبو فهد” لـ “صُبرة” إن ما حدث هو العكس من الشرط الذي وقّعه وهو شاب، فقد كانت تصرّ على مرافقته أينما ذهب وسكن، وتهيّيء أبناءها لكل تنقل. وحكى قصة حدثت بعد عودته من أمريكا، والتحاق بدورة مدتها 4 أشهر في الطائف. كان ذلك سنة 1395، وبعد زواجهما بـ 4 سنوات، ووقتها لم تكن معه، وأثناء الدورة وقعت جريمة اغتيال الملك فيصل واستشهاده في قصبر “شبرا” في الطائف.

لذلك؛ رابط جميع الضباط والأفراد في أماكنهم. ومُنع الدخول والخروج من المواقع العسكرية، كما مُنع الاتصال والتواصل مع أي أحد خارج المواقع.

وذات يومٍ؛ فوجيء بأن حرّس بوابة الموقع يُخبرونه بوجود رجل وامرأة وطفلة يطلبونه.. فلمّا ذهب إلى البوابة؛ وجد زوجته وابنته الكُبرى، وبرفقتهما شقيق زوجته. جاؤوا من الشرقية إليه بطلب من زوجته. وبسبب الوضع الأمني والمرابطة؛ حار ماذا يفعل بهم، والخروج محظور من الموقع..!

يُكمل “تحدثت مع المسؤول عن الدورة وأخبرته بالظرف الطاريء، فزوجتي وابنتي جاؤوا من الشرقية ولا مكان لديهم يؤون إليه.. فسمح لي بالخروج بضع ساعات فقط لترتيب إيوائهم والعودة سريعاً. وخلال ساعتين استأجرتُ شقة وأثّثتها، بجوار شاب من القطيف اسمه عبدالله المغرور، ثم عدتُ إلى الموقع العسكري، حتى انتهاء المرابطة.

ولذلك؛ تفرقت مواقع ولادة أبنائه وبناته، على النحو التالي:

١. الدكتورة رحمة، القديح. ولادة المنزل.
٢.المهندس فهد، القديح ولادة المنزل.
٣.المحاسبه هبة، مستشفى الشويكة، القطيف.
٤.الدكتورة شروق، المستشفى العسكري، الظهران.
٥.الفني محمد، المستشفى العسكري، الظهران
٦.الاختصاصية عهود، المستشفى العسكري، جدة.
٧.الفني إبراهيم، المستشفى العسكري، جدة
٨.المعلمة صفية، المستشفى العسكري، تبوك
٩.الدكتورة زينب، المستشفى العسكري، تبوك
١٠.الاختصاصية عفاف،المستشفى العسكري، الرياض.
١١..الطالبة الجامعية بشائر، المستشفى العسكري، الظهران..

وثيقة التعهد ما زالت موجودة إلى الآن

من اليسار: عبدالله الحصار، شقيقه أحمد الشاهد على التعهد، شقيقه المرحوم علي (الصورة حديثة)

اقرأ أيضاً

عبدالله الحصار.. فلاح يتيم بدأ سيرته “مُلّا” وختمها برتبة “مقدم متقاعد”

 

تعليق واحد

  1. نعم تعهد إلتزمت به وسأبقى وفيا وملخصا لمن شاركتني عبئ الحياة والتنقل في مختلف الظروف داخل مناطق المملكة العربية السعودية وخارجها. وقد لا يعرف الكثيرون صعوبة المعيشة والتأقلم في التنقل من مدينة إلى أخرى تشترك في الوطن وتختلف في العادات والتقاليد المجتمعية.
    وللأسف في زماننا الحالي من يقوم بتجاوز الحقوق الشرعية المنصوص عليها في عقد الزواج.
    فقط أحب تصحيح
    ١. أنني كنت برتبة{وكيل فني سابقا} وتعادل {رقيب فني} حاليا وكنت ضمن أفراد قوات الدفاع الجوي التابعة للقوات البرية التي كانت ضمن الجيش السعودي سابقا أو القوات المسلحة حاليا.
    ٢.عدد الأبناء الذكور{3} فهد ومحمد وإبراهيم والبنات {8} د. رحمه وهبة ود. شروق وعهود وصفية ود. زينب وعفاف وبشائر
    ٣.تاريخ الوثيقة ١١ جمادى الأولى ١٣٩٢هجرية وتم الزواج في ٢٢ رجب ١٣٩٢هجرية أي بعد شهرين فقط وكان الشهود
    المرحوم الحاج عبدالله الغضبان أبو جعفر جارنا
    وأخي الأكبر الحاج أحمد بن إبراهيم الحصار أبو إبراهيم حفظه الله
    وكان المرحوم الحاج الملا حسن المقيلي هو المملك الشرعي.
    وبحضور ولي الزوجه الوالد المرحوم الحاج عبدالكريم عبدالله موسى آل سقلب.
    رحم الله الأموات والأحياء منهم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×