مضت 20 يوماً.. التعاطف يُحيط بالخرداوي.. بعد إيهامه بغرامة 100 ألف ريال عُروض بالمساعدة من الأحساء والدمام والخبر والقطيف وسيهات
سيهات: شذى المرزوق
ما إن نشرت “صُبرة” قصة بائع الخضار السيهاتي علي الخرداوي، وخوفه من تسجيل غرامة عليه، بقيمة 100 ألف ريال، حتى تفاعل معه العديد من المواطنين، من الأحساء الخبر والدمام والقطيف وسيهات وغيرها، فهناك من عرض عليه محلاً، وهناك من أبدى استعداد لسداد قيمة الغرامة، والقائمة تطول.
الرجل لم يفعل شيئاً سوى استعانته بعامل عابر ليساعده في تحميل وتنزيل خضراوات بسطته الواقعة في الأرض المقابلة لمستشفى الصادق في سيهات. وقد خضع لموقف لم يعرف هو إجراء رسمي فعلاً؟ أم مزحة ثقيلة؟ أم مضايقة؟ وبعد العشرين يوماً؛ ما زال الموضوع لغزاً للرجل وللناس..!
لكنّ الرقم 100 ألف ريال؛ حوّل العشرين يوماً الماضية إلى كابوس. وعُرضت عليه مساعدات مالية من قبل مواطنين تعاطفوا معه.
في المقابل، تمسك الخرداوي بعزة النفس التي لفتت الأنظار إليه، واكتفى بشكر الجميع على مشاعرهم، رافضاً الحصول على أي مساعدات، وقال لمن تحدثوا معه “أطمئنكم.
ويعمل الخرداوي، الذي لا يجيد القراءة أو الكتابة، بائعاً للخضار منذ أكثر من 15 عاماً، وهو مورد رزقه الوحيد، رغم اصابته بمرض السكري والضغط، وإصابة عينيه بنزيف داخلي جراء المرض، إلا أنه بقي عصامياً محافظاً على روتين عمله اليومي، إلى أن جاءه من يبلغه بتسجيل غرامة ضده بقيمة 100 ألف ريال لأنه استعان بخدمات عامل وافد، وطلب منه أن يترقب رسالة الغرامة على جواله، ومنذ تلك الواقعة، والخرداوي يعيش في قلق مستمر.
يبدأ الخرداوي عمله الساعة 4 فجراً، متوجهاً إلى حراج الدمام، ثم يُحضر البضاعة إلى بسطته، ويعمل فيها حتى الساعة 11:00 مساءً. وسبق أن شكا الخرداوي من كثرة المضايقات التي حصلت له أثناء عمله، بما فيها أمر الغرامة والمخالفة الأخيرة.
وبعلامات تشير إلى سعادة داخلية. يقول الخرداوي “أنا ممتن جداً لمواقف أفراد المجتمع معي، ووقفة الكثيرين من أبناء الأحساء والدمام والخبر فضلاً عن أهلي من سيهات ومحافظة القطيف.
وقال “كما أن هناك من يسعى لقطع الرزق، وإلحاق الأذى بالآخرين، هناك أناس طيبون وأصحاب قلوب رحيمة سخرها الله لي”.
وكشف الخرداوي عن نماذج المساعدات التي عُرضت عليه “من ذلك موقف رجل من القطيف، عرض عليه محلاً في مدينة القطيف، والعمل فيه، وآخر يعمل محامياً في الأحساء، قدم لي رقم هاتفه، وأبدى استعداده بأن يتكفل بأمر القضية في حال واجه أي مشكلة، إلى جانب مجموعة سيدات اعتدن الشراء منه، عرضن مساعدات مالية، ظناً منهن أنه حصل على الغرامة فعلاً”.
وقال الخرداوي “من باب الأمانة، كان علي أن أوضح الأمر للجميع، بأنني لم أتلقَّ حتى اللحظة أي رسالة تفيد بتسجيل مخالفة أو غرامة، وبالتالي ليس من حقي الحصول على المساعدات التي عرضوها علي”.
وتابع “أنا رجل اعتمد على الله في رزقي، والله لن يخيب رجائي، خاصةً أنني العائل لأخوتي الأيتام، بالإضافة إلى زوجتي، وابنتي الوحيدة التي لم تبلغ عامها الثالث، وأنا ممتن لكل الذين حاولوا مساعدتي، وسعيد بهذا الأمر، رغم قلقي من تكرار المضايقات في موقع رزقي”.
اقرأ أيضاً: