كمال المعلّم.. المنتشر.. المنغلق..! تشكيلي سعودي بدأ من إيطاليا حقق العالمية
مبارك العوض
هذا ماخرجت به عن الصديق القديم (ولم ينقطع تواصلي معه) الفنان كمال منصور المعلّم من الانطباع الشخصي \، على الأقل !
أول معرفتي به أيام كان رئيساً للشؤون الثقافية بمديرية رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، وارتحت لأحاديثه وحماسه الشديد لتبني الأنشطة الثقافية لشباب المنطقة، والمسرح على وجه التحديد؛ إذ بادر لمدّ الجسور مع الأندية والمؤسسات الأخرى العاملة بالشرقية كجمعية الثقافة والفنون.
علمت انه فنان تشكيلي وقد تخرج في واحدة من كبريات الأكاديميات العالمية في إيطاليا، فوجئت بأنه خطاط متمكّن وكان له محلّ للخط العربي والأجنبي والإعلانات في مدينة سيهات ولّادة الأدباء والشعراء والفنانين ورجال الأعمال الناجحين، وأصحاب المبادرات السباقة للمشاريع الانسانية والاجتماعية. ولا أريد التوسع في هذا؛ فالمتابعون للحركة الثقافية والاجتماعية يعرفون عديد الأسماء والنجوم المتميّزين من أبناء سيهات العزيزة على قلبي كثيراً فمن أبنائها من تربطني بهم صداقات قديمة وجديدة قويّة..!
ولا يمكنني مغادرة إبداعات كمال المعلّم في مجالات الرسم والنحت والخط والكتابة المسرحيّة والشعر والعزف الموسيقي، لا أقول ذلك من فراغ؛ فـ (المعَلّم )ويليق به اسمه العائلي!!
ولا تجتمع هذه المواهب في شخص ويبدع فيها، مالم يقف على أرضية قوية من التأسيس؛ الاطلاع والنهل من كل الينابيع واستيعاب مخزونها..!
من المهم، هنا، والحديث عن مجموعة الفنانين في “كمال” الذي استطاع في العقد الأخير من الزمن أن يكون رقماً عالميّاً في المسابقات الفنية الدولية وخاصة في مجال التشكيل والنحت، وكان إسماً عالميّاً رفع اسم بلاده في تلك المحافل الكبرى وحقق مراكز متقدمة تشرفنا بها / تشرّفنا بفنان الوطن ابن سيهات..!
كمال المعلّم الفنان الشامل المنتشر عالميّاً، صاحب العلاقات الواسعة مع كبار فناني العالم ،من أقصاه إلى أقصاه، له أيضاً بصمات فنية رائعة في مدننا ، بمختلف المناطق من بلادنا..!
يقابل هذا الانتشار الواسع ، ضمور في انتشار كمال المعلّم ذي الثقافة الغزيرة والرؤى النقدية الصائبة ، ولا أستطيع وصف هذا الضمور بالبخل ، أو الأنانية ؛ فما عرفته إلّا كريماً واسع الفكر..!
غير أن لي مآخذ عليه في المسلك الذي لا أرى فيه توجّهاً إيجابيّاً بنّاءاً؛ وليعذرني لمصارحته بما قد يكون في باله؛ فأحبّاؤه في الوسط الفني من فناني الجوار – الشرقية تحديداً – لا يحملون له الودّ المنشود، ولهم دوافعهم الخاصة؛ قد يصحّ الحسد، وربما: عدوّك ابن كارك!! (مثل شعبي دارج لا يجانب الصواب كثيراً )!
بيني، وبيني؛ لا أقرّ لصديقي العزيز أبي شادي إحجامه عن المشاركة بآرائه حول مايدور في ساحتنا الفنّيّة؛ وهو الفنان الشامل والمثقّف والمطّلع والمتابع !
إن المجاملة -وإن بالصمت- موقف سلبي جدّاً؛ فصمت العارف يشجّع أشباه العارفين يتمادون بالتطاول والافتاء فيما يعلمون ولا يعلمون لمجرّد أنهم من المشاهير وان جماهيريتهم طاغية !!
كأنني أطلت عليكم، مع أن في جعبتي الكثير مما يمكنني إضافته مما أعلمه عن الفنان العالمي الكبير كمال المعلّم.. وليتسع صدره مما ضاق به صدري..
وأترككم مع بعض الصور .
—–
* صحافي سعودي متقاعد.