أم القرى.. رحلة القرن في توثيق أحداث الدولة السعودية خادم الحرمين يوثق مسيرة الصحيفة الرسمية بشهادة خاصة
القطيف: صُبرة
صباح اليوم؛ يمكن للسعوديين أن يطلعوا على العدد الجديد من صحيفة “أم القرى”.. الصحيفة الرسمية التي تمثّل الدولة، وتوثّق أحداثها منذ 100 عام. وعلى مدى كل هذه السنوات الطويلة؛ لم تتوقف الصحيفة يوماً، حتى في أحلك الظروف صعوبة، وشحّ توفّر الورق، مع الأزمات العالمية.
وهذا الأسبوع؛ بارك خادم الحرمين الشريفين حفل إتمامها القرن؛ وأناب عنه الأمير خالد الفيصل ليرعى الحفل.
خطوة بخطوة، عاصرت صحيفة “أم القري” تأسيس الدولة السعودية الثالثة، ووثقت البدايات بكل ما فيها من تحديات وعقبات ليست بالقليلة، وصولاً إلى النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة اليوم، وذلك من خلال توثيق القرارات والأنظمة والقوانين التي شكلت البنية التشريعية والتنموية والاقتصادية، في رحلة إعلامية عمرها 100 سنة، كانت ومازالت فيها “أم القرى” الصحيفة الرسمية السعودية.
رحلة “أم القرى” بسنوات عمرها الـ100 كفيلة اليوم لأن تجعل من الصحيفة بمثابة كتاب تاريخ عتيق، تحكي صفحاته محطات تأسيس البلاد، وما شهدته كل محطة من قرارات وأنظمة رسمية، وجهت البلاد والعباد إلى ما ينبغي فعله.
المسيرة الإعلامية
وبعبارات ستظل راسخة في الأذهان قبل الكتب، منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “أم القرى” حقها الأدبي والتاريخي، عندما تناول ـ يحفظه الله ـ في كلمة قصيرة، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها، المسيرة الإعلامية للصحيفة، ودورها الريادي، باعتبارها أول صحيفة ورقية سعودية تبصر النور، أمر بتأسيسها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن في مكة المكرمة.
كما وجه الملك المؤسس بأن يكون اسم الصحيفة “أم القرى”، وهو أحد أسماء مكة المكرمة؛ قبلة المسلمين، هذا الاسم يعكس أمرين في نهج المملكة، أولهما الاهتمام بالحرمين الشريفين، والثاني الاهتمام بالإعلام والثقافة من جهة أخرى، وهو ما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين في الكلمة.
الحرب العالمية
وكان الدعم الذي حظيت به “أم القرى” من الملك عبد العزيز شخصياً، منقطع النظير، وجعلها حاضرة في صدارة المشهد الإعلامي الرسمي، منذ صدور أول عدد لها وإلى اليوم، إذ لم تغيب عن موعدها، حتى في أحلك الظروف، وهو ما كشف عنه خادم الحرمين الشريفين عندما قال يحفظه الله “لقد بلغ عمر “أم القرى” قرناً من الزمان متميزة عن غيرها من الصحف، بأنها لم تتوقف عن الصدور خلال سنوات عمرها، فقد واجهت معظم الصحف أزمة توفر الورق خلال الحرب العالمية الثانية، فاحتجبت عن الصدور لأعوام، وواجهت “أم القرى” الأزمة ذاتها، في العام 1360هـ (1941م)، إلا أن الملك عبدالعزيز أمر بمعالجة الموضوع على الفور، وتم توفير ورق بعد جهدٍ من البحث، ولم تتوقف الجريدة عن الصدور، لتكون صوت البلاد في خدمة الإسلام، لا سيما في مراحل صدورها الأولى”.
رؤية 2030
إشادة خادم الحرمين الشريفين بمسيرة “أم القرى” الإعلامية، لم تقتصر على ماضي الصحيفة ومرحلة البدايات والبناء الأولى، وإنما شمل أيضاً الحاضر، في إشارة إلى مواصلة الصحيفة لدورها الإعلامي المعتاد، في تغطية قرارات رؤية 2030 التي انطلقت قبل نحو 5 سنوات، وتواصل مسيرتها إلى اليوم، وفي هذا الشأن، قال يحفظه الله “وكما نقلت “أم القرى” القرارات والأنظمة التشريعية للبلاد، منذ تأسست قبل نحو مائة عام، تنقل ما عملت وتعمل عليه حكومة المملكة العربية السعودية من قرارات وتشريعات وإصلاحات وتطويرات لأجهزة الدولة وأنظمتها وقوانينها ومعايير تقويمها، منذ باركنا انطلاق رؤية المملكة 2030 الطموحة، قبل 5 أعوام، بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، من أجل وطنٍ مزدهر، يضمن مستقبل أبنائنا وبناتنا، بتسخير منظومة متكاملة من البرامج ترتقي بمستوى الخدمات المختلفة، مما يعزز القدرات التنافسية للاقتصاد الوطني، ويحسن جودة الخدمات ويرفع كفاءتها، ليكون التميز في الأداء وخدمة الإنسان، أساس تقويم مستوى كفاءة الأجهزة العاملة في البلاد، بحول الله تعالى”.
وبعد مسيرة الـ100 عام لصحيفة أم القرى، لم ينس خادم الحرمين ـ يحفظه الله ـ أن يوثق شكره وتقديره كل من أسهم بجهدٍ في هذه الصحيفة من الأحياء، وأن يترحم ـ يحفظه الله ـ على كل ما توفي منهم.