[شعر] أمجد المحسن: بِمَنْ وَما
أمجد المحسن
أنا عثراتي، أيّها الشِّعرُ ، أيُّما
قصيدةِ شِعرٍ لا تُحِبُّ فإنَّما..
كما لجميعِ النّاسِ لِي جاهليّتي،
حَثَوتُ على القلبِ الرّمادَ فحَمْحَما
خطاياً وأخطاءٌ، على أنَّ خُطّةً
هيَ العيشُ ما كانَ الجِناسَ المحتَّما
وأخليتُ للأخطاءِ داراً، بنيتُها
من الخُطواتِ البالياتِ، بِمَنْ وَما
وما عاتَبَ القُربى، وما الْتَقَطَ العِدا،
وما استَغوتِ الحلوى، وما أغوت الدُّمى
وآليتُ يا قلبي الجميلَ لكَ النَّدى،
فإنَّكَ حاديَّ الذي رُمتُ إذْ رمى
أنا صُنعُ أخطائي ، وكلُّ ابنِ آدمٍ..
حصيلةُ أخطاءٍ وطينِيَّةٍ وَ ما..!
أُهندِمُ لي فزَّاعةً في حديقتي،
إذا ندمٌ رثُّ الجناحَيْنِ حوَّما
سهرتُ لأستجلي الخُيُوطَ حقيقةً،
فأدرُزَها في خُطّةِ الرّوحِ مغنَما
كأنَّ نجومَ الّليلِ أكيالُ بائعٍ
ترجّحُ مِن سُهدِي فأرقُبُ أنجُما
أصلِّي صَلاةَ الّليلِ ، ليلي ، وأقتفي
لأجلي سماواتٍ طباقاً لأحلُمَا
لقدْ خشُنَ الفولاذُ منِّي ، وأصبحَتْ
نِصَالُ السّوافي في حديديَ مَنْجَما
يُريدون منِّي أنْ أكونَ كما هُمُ ،
وقلبي وشِعري يطلباني بما هُما
يظنُّونني آسَى لشيءٍ ، وإنَّنِي
ليُضجرُني الإحلالُ لو كنتُ مُحرِما
لعلّ فتاةَ العشقِ تأخُذُ عاشِقاً
إلى حيثُ تبغي، حاكِماً ومحكّما
أبانَتْ سُعادٌ ؟، قُلتُ : لا ،كعبُ عاشقٌ،
فلمّا سُعادٌ أسلَمتْ كعبُ أسلما
شَفيعيَ أنِّي لم أزوِّرْ حقيقتي،
ولم أتّبعْ إلا الفؤادَ المعلَّما
لقدْ قدَّرَ اللهُ الذي هو فاعلٌ،
وقد دفَعَ الله الذي كانَ أعظما..!