شهد القصيوم تدعم فارس.. مشرفات يروين مواقف طالبات “تحدي القراءة” الجارودي: ابني أكثر الطلاب عرضةً للصعوبات
القطيف: ليلى العوامي
بإنتهاء تصفيات مكتب تعليم محافظة القطيف لمسابقة تحدي القراءة أمس الأول (الخميس) في مرحلتها الثانية، تبدأ المتأهلات تصفيات المرحلة الثالثة على مستوى المنطقة الشرقية.
وكانت تصفيات المرحلة الثانية من المسابقة استمرت أسبوعاً بين الطلاب المتنافسين في المدارس الحكومية والأهلية، أعلنت بعده لجنة التحكيم أسماء المتأهلات إلى تصفيات المرحلة الثالثة.
وبلغ عدد من تقدموا للتصفيات على مستوى القطيف 80 متقدماً ومتقدمة، بواقع طالبين من المرحلة الإبتدائية (طفولة مبكرة)، إلى جانب 23 من الفصول الدنيا، و25 من الفصول العليا، و23 من الفصول المتوسطة، و9 طلاب من المدارس الثانوية. وفاز على مستوى مدارس المحافظة 9 طالبات وطالب واحد، يُكمل أول 6 فتيات المنافسات في المسابقة على مستوى المنطقة الشرقية.
وضمت قائمة الفائزين في القطيف كلاً من:
– فاطمة علي آل شبر (الثانوية الأولى في صفوى)
– أسينات حسن آل سياب (الإبتدائية الثانية في الجارودية)
– ريم محمد الصالح (المتوسطة الثانية في الجش)
– فاطمة حسن الحاجي (المتوسطة الثامنة في القطيف)
– زهراء أحمد المسلم (ابتدائية أبو بكر الرازي)
– زهراء محمد المطرود (الإبتدائية الثانية في القطيف)
– مريم سعيد أحمد الحصار(المتوسطة الأولى في القديح)
– مريم جعفر سلمان الشبيب (المتوسطة الثالثة في سيهات)
– زهراء عيسى محمد العيد (المتوسطة الأولى في تاروت)
– فارس سلمان محمد الغانم (الإبتدائية الرابعة في القطيف) ـ طفولة مبكرة
وكانت المسابقة نفسها أثمرت عن تحقيق ابنة القطيف الطالبة شهد القصيوم المركز الثالث من بين 5 مرشحين، تأهلوا إلى المرحلة النهائية على مستوى العالم العربي ودول العالم، وذلك في النسخة الخامسة التي أقيمت في دولة الإمارات العربية.
شغف المعرفة
وأثناء عمل لجنة التحكيم، التي اتخذت الإبتدائية السابعة في القطيف مقراً لها، اقتنصت المشرفة التربوية زكية أحمد آل ناصر مشاهد لافتة أثناء القيام بدورها في اللجنة وقالت لـ”صُبرة”: “القراءة ثراء للعقل، ومنهل عذب، نروي به شغف المعرفة، ومسابقة تحدي القراءة مضمار خصب، تتبارى فيه المشاركات، لكي ينلن وسام الثقافة”.
وأضافت “هناك مشاهد لافتة اقتنصتها، ونحن نمارس مهمتنا في تصفيات المرحلة الثانية لطالبات عشقن المغامرة، فعلى المقاعد، جلست الفارسات، وفي عيونهن رأيت بريق الإصرار وعزيمة المواصلة؛ وبعضهن يشاركن للمرة الرابعة، وجميعهن يشعرن بحماس من أثر الاطلاع على شخصياتهن، وفي ممر المدرسة هناك من ينتظر بلهفة وشوق نتيجة الأداء، إنهن منسقات التحدي، اللائي عملن بجد، ووجهن بإخلاص، لكي يحققن ما خططن له، وبداخل القاعة، يكتمل المشهد بفريق عمل متناغم، يدير التصفيات بصبر ودقة وحماس، وبقيادة واعية من منسقة المشروع في مكتب القطيف كفاح المطر”.
مبادرة قوية
ومن جانبها، قالت المشرفة التربوية مريم عبدالله الدوسري إن “تحدي القراءة مبادرة قوية وهادفه، وتحمل بين طياتها الكثير من الأهداف، من أهمها بناء جيل مثقف ومبدع ومبتكر، يمتلك فكراً قادراً على التغيير، وما رأيناه خلال اسبوع دليلٌ على أن هناك قُراء قادرين على التحدي وتحقيق الطموحات”.
ولا تختلف المشرفة التربوية أشجان عبدالرحمن الدوسري مع الأخريات في أهمية مسابقة تحدي القراءة، لترسيخ ثقافة القراءة والاطلاع في حياة الأجيال. وقالت “تحدي القراءة مكن الكثير من الطالبات من المشاركة الفاعلة في تعزيز قدراتهم الثقافية، وما ميز هذا العام هو مشاركة طلاب المرحلة الإبتدائية، وهذا يدل على الوعي الذي وصل إليه أولياء الأمور من تشجع أبنائهم على المشاركة في هذا التحدي، الذي يهدف إلى ترسيخ ثقافة القراءة، وإعداد جيل يمتلك المعارف المختلفة، للمساهمة في تطوير ذاته، والرقي بوطنه، بالإضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية بين كل اللغات”.
أنبل الأهداف
وترى المعلمة سوسن عبدالواحد وخيك أن قراءة 50 كتاباً هو بداية نمو الإنسان شيء مفيد جداً،. وقالت “المسابقة رسمت أنبل الأهداف، وهذا ما رأيته أثناء التحكيم”. وتضيف “تحدي القراءة أجمل مسابقة في تطوير وبناء شخصية الإنسان، فيحلق القارئ في رحلة ثقافية، لتغذية العقل والروح معاً، من خلال قراءة 50 كتاباً متنوعاً بين كتب السيرة والعلوم والخيال العلمي والقصص والأدب، فالقارئ في هذه الرحلة، يسافر وينتقل بين عالم الكتب، يرسم خريطة فكره، يدفعه الإصرار والتحدي، وبعد المسابقة نجده ما زال يسافر في هذه الرحلة ذاتها دون توقف”.
وأكملت “رسمت هذه المسابقة أنبل الأهداف وأسماها، وهو بناء الإنسان في سن صغيرة، وهذا ما وجدته أثناء التحكيم بين براعم صغيرة، تسعى إلى تحقيق حلم الفوز، ومن خلال القراءة الواعية، أقرأ في عيونهم جيلاً يحذوه العزيمة والإصرار لبناء مستقبل زاهر للوطن”.
تجربة التحكيم
“مشروع تحدي القراءة العربي، مبادرة رفعت من الوعي بأهمية القراءة، من أجل بناء الإنسان والحضارات، وتنمية الفكر والتفكير والمهارات”، هذا ما ذكرته المعلمة جميلة محمد العبيدي، عند حديثها عن تجربة التحكيم في المسابقة. وأضافت “من خلال تجربتي في لجنة التحكيم، حتى وصولنا إلى الموسم السادس، التقيت مشاعل تُضيء الظلام الدامس، تجلس المتسابقة أمام اللجنة بمشاعر مختلطة، ونحن نردد على مسامعهن بأن من وصلت فقد فازت؛ لأنها قرأت 50 كتابًا أو أكثر”.
وأضافت “أستطيع أن أصف المتسابقات بأنهن شخصيات قوية متحدثة لبقة، نستمع لهن، ونستمتع بعذب حديثهن، وتحدث لنا مواقف طريفة معهن، فكل متسابقة لها نكهة مختلفة، وسمة خاصة تميزها عن غيرها”.
وقالت “من المواقف الطريفة، التقيت والدة المتسابق فارس، وكان فارسًا في لغته رغم صغر سنه، أخبر أمه بما حصل في اللجنة، وعن لطف المحكمات معه، وببراءة الأطفال، قال لها “التقيت إحدى المحكمات، وكانت غمازتها عميقة، وابتسامتها مشرقة”.
المركز العاشر
ومشهد آخر في المسابقة، جسدته والدة المتسابق فارس، السيدة زينب الجارودي التي كان لها الدور الكبير في صقل موهبة القراءة لدى ابنها ومساعدته في الوصول إلى هذا التحدي، متجاوزة الصعاب التي تعرض لها فارس في مسابقات مماثلة. وقالت “ابني قد يكون أكثر طفل تعرض للإحباط من قبل البعض، بعدما قالوا عنه بأنه لا ينفع للتحدي، ولن يصل إلى المستوى المطلوب، ولكن الحمد لله، إبني وصل وحقق المركز العاشر، وأثبت قدرته على أن يكون فارس القراءة العربي، وله من إسمه نصيب”.
وتقول الجارودي لـ”صُبرة”: “الكلام الذي سمعته عن فارس من المشرفات والمحكمات أسعدني، وشعرت بنجاحه وحضور، وثباته، وما سمعته عنه، وكيف أثبت وجوده، رسخ اسمه لدى الجميع وأسعدني كثيراً، فارس تخطى الصعاب التي واجهته منذ اليوم الأول، وتعبت معه ما يقارب الشهر في التدريب المكثف، وتواصلت مع شهد القيصوم، وأخبرتني عن تجربتها في تحدي القراءة، وساعدتني كثيراً في الحصول على معلومات مهمة في تلخيص الكتب وتعزيز القرءاة الواعية”.
اقرأ أيضاً
القطيف.. فارس الغانم ينجو من هيمنة البنات على مسابقة “تحدّي القراءة”